تيلرسون يحاول احتواء الغضب العالمي عقب انسحاب واشنطن من اتفاق باريس

قمة بروكسل ترسم ملامح تحرك لـ«دبلوماسية المناخ»

المشاركون في قمة بروكسل خلال توقيع اتفاق التعاون ـــ إي.بي.إيه

ت + ت - الحجم الطبيعي

سارع الاتحاد الأوروبي والصين أمس إلى التأكيد على أنهما سيواصلان العمل لمكافحة الاحترار المناخي بعدما أصبحت الولايات المتحدة معزولة عن الساحة الدولية إثر انسحابها من اتفاق باريس بشأن المناخ.

فيما راوحت ردود الفعل الدولية بين الصدمة والغضب والتصميم على مواصلة الجهد المشترك الذي أعلن في باريس. ورفض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «إدانة» نظيره الأميركي دونالد ترامب، داعياً إلى عمل مشترك مع الولايات المتحدة.

ومع افتتاح قمة بين الاتحاد الأوروبي والصين صباح أمس في بروكسل، رسم رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر ملامح تحرك جديد لـ«دبلوماسية المناخ». وقال إن شراكتنا اليوم أكثر أهمية من أي وقت سابق، مضيفاً أن مكافحة التبدل المناخي أكثر أهمية اليوم من الأمس.

وفي ختام القمة السنوية، قال رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك، اليوم نعمل على تكثيف تعاوننا حول التغير المناخي مع الصين. وأضاف: أكدت أوروبا والصين تضامنهما مع الأجيال القادمة ومسؤوليتهما إزاء الكوكب ككل.

واعتبرت الأمم المتحدة أن الانسحاب الأميركي من الاتفاق يمكن في أسوأ السيناريوات أن يترجم ارتفاعاً إضافياً بـ0,3 درجة لحرارة الكوكب خلال القرن الجاري.

وأبدى الاتحاد الأوروبي استعداده لقيادة التصدي للاحتباس الحراري كما أعلن المفوض الأوروبي للتحرك بشأن المناخ ميغيل ارياس كانيتي.وأورد مشروع بيان مشترك تم إعداده قبل إعلان الانسحاب الأميركي أن الجانبين يؤكدان التزامهما المعلن في باريس وانهما مستعدان لتسريع تعاونهما لتحسين تطبيق الاتفاق.

بدورها، دعت الهند القوة الآسيوية الثانية إلى احترام اتفاق باريس. وقال رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو: نشعر بخيبة أمل كبيرة بسبب قرار الحكومة الاتحادية بالولايات المتحدة بالانسحاب من اتفاقية باريس للمناخ. كندا لا تتزعزع في التزامها بمحاربة تغير المناخ ودعم النمو الاقتصادي النظيف.

وقال رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان في مقابلة مع الإذاعة الرسمية: «إنني مصدوم». فيما اعتبرت جنفياف بونز من منظمة دبليو دبليو اف غير الحكومية للدفاع عن البيئة، أن القرار الأميركي يشكل دعوة لدول أخرى من أجل تكثيف تعاونها للتصدي للتبدل المناخي.

وفي محاولة لاحتواء الغضب الذي أثاره قرار الرئيس الأميركي، أعلن وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون أمس أن بلاده ستواصل جهودها لخفض انبعاثات الغازات الدفيئة. وقال في تصريح صحافي مقتضب إن لدى الولايات المتحدة حصيلة رائعة في مجال خفض انبعاثاتنا من الغازات الدفيئة، ولا أعتقد بأننا سنغير من جهودنا في مجال خفض هذه الانبعاثات في المستقبل.

من جانبه رفض الرئيس الروسي الحكم على نظيره الأميركي بسبب قراره الانسحاب من الاتفاق، داعياً إلى عمل مشترك مع ترامب للتوصل إلى اتفاق. وقال بوتين خلال المنتدى الاقتصادي في سان بطرسبورغ «لن أحكم على أوباما، عفواً ترامب بسبب القرار الذي اتخذه»، موضحاً أنه كان ليفضل إعادة التفاوض على اتفاقات موقعة بدلاً من الانسحاب منها. وأضاف أن ترامب لا يرفض العمل بشأن هذا الموضوع، منوهاً بأنه يجب عدم التوتر وإنما خلق الظروف التي تتيح العمل المشترك وإلا فسيكون من المتعذر التوصل إلى اتفاق.

وفي معرض دفاعه عن الرئيس الأميركي قال بوتين، هناك أيضاً جانب آخر، يجب التفكير بما هو مناسب للقيام به مع هؤلاء الذين سيفقدون عملهم في إطار مكافحة الاحترار المناخي، ويجب ألا يصبحوا مستبعدين.

على صعيد آخر، قال بوتين بشأن اتهام روسيا بالتدخل في الانتخابات الأميركية، أن لا شيء ملموساً وإنما مجرد تكهنات في الاتهامات الموجهة إلى روسيا بالتدخل في الانتخابات الأميركية، داعياً إلى وقف الثرثرة المؤذية.

Email