مخاوف إيرانية من تعزيز العلاقات بين العرب وباكستان

ت + ت - الحجم الطبيعي

بعد أيام على تعيين القائد العام السابق للجيش الباكستاني، الجنرال راحيل شريف، قائداً لقوات التحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب بقيادة السعوديّة الذي يضمّ 41 دولة إسلامية دون عضوية إيران، برزت مخاوف إيرانية من التقارب بين الدول العربية بقيادة المملكة العربية السعودية وبين باكستان.

وعبر السفير الإيراني في إسلام آباد مهدي هنر دوست عن استياء بلاده تجاه تعيين الجنرال الباكستاني قائداً للتحالف الإسلامي. ويهدف التحالف الإسلامي إلى محاربة خطر الإرهاب والنزاعات في الشرق الأوسط وتنظيم داعش. وأفادت وكالة إرنا الرسمية الإيرانية أن السفير هنر دوست أكد «أنه كان من المفروض أن تقوم باكستان بإطلاع إيران قبل إصدار الترخيص للجنرال راحيل شريف لتولي رئاسة التحالف الإسلامي، إلا أن ذلك لا يعني موافقة إيران أو قبولها بقرار إسلام آباد». وفي مقابلة له مع الصحافة الباكستانية، بيّن هنر دوست «أن إيران كانت قد أعلمت باكستان بأنها لن تنضم إلى التحالفات العسكرية كالتحالف الإسلامي، علماً أن طهران لم تتلقَّ أيّ اقتراح للانضمام إلى هذا التحالف».

تحالف مرتقب

ويبلغ الجنرال المتقاعد راحيل شريف 60 عاماً من العمر، ويتمتّع بسيرة حسنة خلال قيادة الجيش الباكستاني طيلة ثلاثة أعوام، ويُسجّل له عدم التدخّل في السياسة، كما تمكّن من تطوير الجيش الباكستاني خلال مدة قيادته.

ويرى موقع الدبلوماسية الإيرانية المقرّب من وزارة الخارجية أن تقارب باكستان مع دول الخليج العربي يتجاوز حدود مجرّد العضوية في التحالف الإسلامي الذي أسسته السعودية لمحاربة الإرهاب، ويبلغ حد التحالف فيما بين هذه الدول لمواجهة إيران.

ويلمح المختصّ في الشؤون الأمنية والعسكرية في الشرق الأوسط والأستاذ المساعد في الدراسات الدفاعية بكلية كينغز في لندن، الدكتور آندرياس كريغ، إلى مزايا قد تجدها بعض الدول العربية في باكستان، في إشارة إلى أن التحالف قد لا يقتصر على الدول الخليجية مع باكستان، بل قد تشكل بوابة لتمتين العلاقات مع كثير من الدول العربية الأخرى. ويقول كريغ إن هناك دولاً عربية غير غنية لا تستطيع إبرام عقود عالية الثمن مع شركات الأسلحة الغربية، لذا فإنها تتجه نحو الأسلحة الأقل كلفة، ممّا يدفعها تجاه كل من باكستان والصين وتركيا.

تضامن باكستاني

ودانت إسلام آباد الاعتداء على السفارة والقنصلية السعودية في طهران ومشهد العام الماضي، وتراجعت طهران واعتذرت للرياض بعد سلسلة إدانات عربية وغربية.

وبدعوة باكستانية، زار كل من وزير خارجية السعودية عادل الجبير، وكذلك الأمير محمد بن سلمان إسلام آباد، وخلال الزيارة، أكد رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف تضامن باكستان ووقوفها إلى جانب السعودية ضد أي تهديد يستهدف سيادتها.

Email