بوتين في شبه الجزيرة ويأمل ألا يكون الاستفزاز خيار كييف الأخير

موسكو تناور في القرم وبرلين تستبعد رفع العقوبات عنها

معدات زراعية دمرها مسلحون موالون لروسيا في دونيتسك إي.بي.إيه

ت + ت - الحجم الطبيعي

في خطوة من شأنها أن تعمق هوية الخلافات بين موسكو وكييف أعلنت روسيا عن مناورات حربية واسعة تجريها في القرم غير عابئة بالعقوبات الأوروبية، التي استبعدت ألمانيا قرب رفعها عن موسكو، تزامناً مع وصول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى شبه الجزيرة.

وأعلن بوتين أن العملية التخريبية في القرم تعكس عدم رغبة كييف في تنفيذ اتفاقات مينسك حول الأزمة الأوكرانية، مؤكداً سعي موسكو لتطوير العلاقات مع كييف.

وقال بوتين في اجتماع لمجلس الأمن الوطني عقده في مدينة سيفاستوبل، إن القيادة الأوكرانية لا ترغب أو لا تستطيع لأغراض ما تنفيذ اتفاقات مينسك، ولا تستطيع توضيح أسباب فشلها في السياسة الاقتصادية الاجتماعية لشعبها.

وأعرب بوتين عن أمله بأن الاستفزاز لن يصبح اختيار كييف الأخير، وأن المنطق السليم سيتغلب.

وأكد بوتين أن موسكو لا تنوي قطع العلاقات مع أوكرانيا، بل ستوفر فرصاً لتطوير العلاقات معها رغم عدم رغبة كييف في الحفاظ على علاقات دبلوماسية كاملة على مستوى سفارتي البلدين.

وأشار بوتين إلى أنه قرر لذلك تعيين وزير التعليم السابق دميتري ليفانوف مبعوثاً رئاسياً خاصاً لتطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية والعلمية والتقنية مع أوكرانيا.

بدورها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قوات برية وبحرية روسية تجري تدريبات لوجستية في شبه جزيرة القرم.

وأضافت، إن القوات البحرية والبرية الروسية تدربت على تحريك العتاد والقوات إلى جزيرة القرم سريعاً في إطار تدريبات لوجستية تستبق مناورات على نطاق أكبر تعقد هناك الشهر المقبل.

تجربة صاروخية

على صعيد متصل، ذكرت وزارة الدفاع الروسية أنها أطلقت بنجاح صاروخاً باليستياً من نظام إطلاق «إسكندر-إم» المتنقل المتقدم في إطار تدريب عسكري في أقصى شرق البلاد.

وأوضحت في بيان نشر على مواقع التواصل الاجتماعي: «أصاب الصاروخ أهدافه بنجاح في واحد من المضلعات بإقليم أمور، بعد أن حلق لمسافة نحو 300 كيلو متر».

وتابعت الوزارة: «بفضل الإصابة المباشرة تم تدمير منشآت عدة، بما في ذلك محاكاة لموقع قيادي للأعداء».

وحل نظام «إسكندر المتنقل»، الذي يسميه حلف شمال الأطلسي «إس.إس-26 ستون» محل نظام صواريخ سكود السوفييتية. ويصل مدى صاروخيه الموجهين إلى 500 كيلو متر ويمكنهما حمل رؤوس حربية تقليدية أو نووية.

العقوبات مستمرة

وفي ظل هذا التصعيد، أعلنت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في مقابلة صحافية نشرت أمس أنها لا ترى ما يدعو إلى رفع عقوبات الاتحاد الأوروبي عن روسيا «لأنها لم تف بكل التزاماتها المنصوص عليها في خطة سلام مينسك». وأضافت ميركل أن روسيا أثارت أزمة كبرى بضمها شبه جزيرة القرم عام 2014، وبدعمها للانفصاليين في شرق أوكرانيا، «وكان على أوروبا أن ترد على انتهاك كهذا للمبادئ الأساسية».

وذكرت أنها تعمل مع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند «بكل ما أوتينا من قوة لحض أوكرانيا وروسيا على تنفيذ اتفاق مينسك لوقف إطلاق النار رغم كل الصعوبات»، مؤكدة أن «هذا كان ولا يزال المعيار الخاص بمستقبل العقوبات». يشار إلى أن الاتحاد الأوروبي اتفق في يونيو الماضي على تمديد العقوبات المفروضة على روسيا في قطاعات الطاقة والمال والدفاع، بسبب الصراع في أوكرانيا، وذلك حتى نهاية يناير المقبل.

وسبق أن أبدى وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير وشخصيات بارزة أخرى من الحزب الديمقراطي الاشتراكي الشريك في ائتلاف ميركل الحاكم، نغمة أكثر تصالحية عندما قالوا إن الاتحاد الأوروبي يجب أن يرفع العقوبات على روسيا تدريجياً حتى يتسنى حدوث تقدم في عملية السلام.

40

ألف جندي روسي مجهّز بأسلحة ثقيلة

26

ألف كيلو متر مربع مساحة القرم

2

مليون نسمة سكان شبه الجزيرة وفق آخر الإحصاءات

%58

من سكانها روس

%24

من السكان أوكرانيون

60 %

من السوق يرجع إلى قطاعات إنتاج الأغذية

291

شركة صناعية كبيرة في القرم

تحقيقات

ذكرت وكالة «تاس» الروسية العامة للأنباء أن الشرطة الروسية تحقق في معلومات تفيد أن تنظيم «داعش» تبنى هجوماً بساطور جرح فيه شرطيان الأربعاء بالقرب من موسكو. وقال مصدر في أجهزة الاستخبارات لهذه الوكالة إن «الرواية التي تفيد أن الهجوم على مركز الشرطة مرتبط بمتطرفين يجري التدقيق فيها، لكنها ليست بين الفرضيات المرجحة».

Email