ترامب و الصحافة .. قصة غرام وانتقام

ت + ت - الحجم الطبيعي

الجولة الجديدة من الحرب المفتوحة على وسائل الإعلام الأميركية التي يخوضها مرشح الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية دونالد ترامب وحملة الاتهامات بالانحياز لصالح مرشحة الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون، والتي طالت كبريات الصحف مثل: نيويورك تايمز واشنطن بوست ومحطات تلفزة سي.إن.إن، حلقة في مسلسل «الغرام والانتقام» بين ترامب والإعلام.

«الحرب الترامبية» على وسائل الأعلام الاميركية، والتي بلغت ذروتها بإعلان المرشح الجمهوري ان معركته الانتخابية هي ضد الإعلام قبل ان تكون ضد هيلاري كلينتون، جاءت على وقع التقدم الكبير للمرشحة الديمقراطية في استطلاعات الرأي العام وذلك بعد سلسلة من التصريحات المثيرة للجدل التي اطلقها المرشح الجمهوري في الأسبوعين الماضيين، وسارع لاحقا الى التراجع عنها . حال الإرباك في فريق ترامب الإعلامي والسياسي والحديث عن الاستقالات والإقالات التي طالت عددا من مسؤولي حملته الانتخابية وسع الشرخ مع الإعلاميين والصحافيين. وزاد حذر هؤلاء من الاقتراب من مهرجانات ترامب وآثروا الابتعاد عن تجمعات أنصاره وعدوانيتهم تجاه وسائل الإعلام والعاملين فيها,

ولمست «البيان» بعضاً من العلاقة المأزومة بين الحملة الانتخابية لترامب ووسائل الإعلام. وكصحيفة عربية متابعة للحدث السياسي الأميركي وتداعياته المتعددة على عالمنا العربي والإسلامي طلبت قبل نحو شهرين من فريق ترامب الانتخابي، وتحديدا مستشاره للسياسة الخارجية إجراء مقابلة صحافية لاستيضاح الخطوط العامة لسياسات المرشح الجمهوري المتوقعة تجاه الشرق الأوسط وخصوصا بعد تصريحاته المثيرة للجدل حول الإسلام ودعوته لمنع المسلمين من دخول الولايات المتحدة.

المواجهة المباشرة

اختار الثري النيويوركي خلال الشهور الماضية استراتيجية المواجهة المباشرة مع الإعلام والصحافيين واتهام وسائل الإعلام بالانحياز ضده رداً على انتقاد تصريحاته العنصرية ضد المسلمين والمكسيكيين والأميركيين ا ويبدو ان تلك الاستراتيجية أثبتت فعاليتها وأكسبت نجم تلفزيون الواقع، مزيداً من الشعبية في أوساط اليمين الأميركي الغاضب من ادارة الرئيس باراك أوباما.

ويسجل لنجم تلفزيون الواقع ان استراتيجيته الإعلامية المشاكسة جعلته الخبر اليومي الأول في غالبية وسائل الإعلام الأميركية، ما جعله يتباهى مراراً بأنّه يحتل الشاشات والصفحات الأولى في الجرائد ومواقع التواصل الاجتماعي بأقل كلفة مالية .

نتائج عكسية

ورغم نجاح استراتيجيته مع الإعلام، إلاّ أن اعتماد ذات الاستراتيجية في المعركة الانتخابية على المستوى الوطني أسفرت عنه حتى الآن نتائج معكوسة ترجمت عبر أرقام استطلاعات الرأي. ولعل المفارقة تكمن في أن نجاح نجم تلفزيون الواقع في اختصار المعركة الانتخابية الرئاسية بالسجال الإعلامي السطحي يبحث عن إثارة غرائز الجمهور وتسليته وتغليب المقاربة الإعلامية على المقاربة السياسية قد يكون وراء الانحدار الحاد في شعبية ترامب وتضاؤل احتمالات وصوله إلى البيت الأبيض.

استراتيجية

تحدث مرشح الحزب الجمهوري الرئاسي للولايات المتحدة الأميركية، دونالد ترامب أمس عن استراتيجيته لمحاربة تنظيم داعش « وإبقاء الإرهاب بعيداً عن حدود أميركا».

وقال لا يمكن لنا اختيار أصدقائنا كيفما شئنا، ولكن يجب علينا محاربة أعدائنا. سنعمل مع أي دولة توافقنا الرأي في إبادة تنظيم داعش.

Email