تسونامي في تركيا بعد محاولة الانقلاب

ت + ت - الحجم الطبيعي

تشهد تركيا منذ فشل المحاولة الانقلابية الشهر الفائت، ما وصفه مراقبون بحملة تسونامي في المؤسسات العسكرية والمدنية. وقال وزير الدفاع التركي فكري إيشق أمس، إن الحكومة تعكف على إعداد مرسوم يلبي الحاجة لتعيين طيارين جدد بالقوات الجوية بعد حملة تطهير شملت آلافاً في الجيش في أعقاب محاولة الانقلاب الشهر الماضي. وأضاف أن المرسوم الخاص بالطيارين سيصدر في القريب العاجل.

وقال إن من الواجب على دول حلف الأطلسي والاتحاد الأوروبي أن تجري «انتقاداً للذات» بشأن موقفها إزاء الانقلاب الفاشل والتطورات اللاحقة. وأضاف «تسببت تصريحاتهم في إحباط كبير لدى الشعب التركي. وتحول هذا الإحباط إلى غضب.. هذه هي المشكلة الحقيقية. الجمل التي تبدأ بالقول (نحن ضد الانقلاب ولكن) والموقف الذي فحواه كما لو أن واجب الاتحاد الأوروبي الدفاع عن حقوق (الانقلابيين) غير مقبول تماماً». من جانب آخر عبر إيشق عن اعتقاده بأن الملحقين العسكريين الأتراك الثلاثة الذين هربوا بعد محاولة الانقلاب الشهر الماضي - وهما اثنان كانا يعملان باليونان وواحد بالبوسنة - موجودن حالياً في إيطاليا.

هاربون

وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو إن بلاده تسعى إلى تسلم 32 دبلوماسياً هاربين ممن استدعتهم في إطار تحقيقاتها في محاولة انقلاب فاشلة وقعت الشهر الماضي. وقال تشاووش أوغلو إن تركيا استدعت 208 دبلوماسيين في إطار التحقيق في الانقلاب لكن 32 منهم لا يزالون هاربين لدول أخرى. وقال «نحن على اتصال مع الدول التي هربوا إليها ونعمل على تسلمهم». وأضاف أن ثلاثة ملحقين عسكريين أيضاً فروا من بينهم ملحقان هربا من اليونان إلى إيطاليا وثالث فر من البوسنة دون أن يحدد البلد التي هرب إليها الأخير.

وتوسع خطوات تسليم مطلوبين من دول أخرى حملة التطهير المحلية التي تقول السلطات إنها تستهدف «الكيان الموازي» الذي أسسه أتباع رجل الدين التركي المقيم في الولايات المتحدة فتح الله غولن الذي تتهمه تركيا بتدبير الانقلاب. وقال كولن في مقال رأي نشرته صحيفة لوموند الفرنسية أمس «إذا ثبت عشر الاتهامات المنسوبة إلي فأتعهد بالعودة إلى تركيا وقضاء أشد عقوبة».

وأعلنت هيئة التعليم العالي التركية، أنها أبعدت أكثر من خمسة آلاف موظف وأكاديمي عن العمل بالجامعات والمعاهد عقب المحاولة الانقلابية منتصف يوليو الماضي. وذكرت في بيان، نشرته وكالة الأناضول للأنباء التي تديرها الدولة، أنه تم تشكيل لجنة طوارئ، بتعليمات من رئاسة الحكومة، بعد إعلان حالة الطوارئ في البلاد، لمدة ثلاثة أشهر. مضيفة أن هذه اللجنة قررت إبعاد خمسة آلاف و342 موظفاً وأكاديمياً عن عملهم بشكل مؤقت، في الجامعات والمعاهد الرسمية والخاصة.

إفراج

أفرج أمس عن مواطنة ألمانية كانت أوقفت في تركيا للاشتباه بصلتها بحركة فتح الله غولن، وفق ما أعلنت الخارجية الألمانية مؤكدة معلومات صحافية. وقالت الوزارة «نرحب بالإفراج ونواصل السعي للحفاظ على مبادئ دولة القانون» في تركيا بعد محاولة الانقلاب في منتصف يوليو الماضي وحملة التطهير الواسعة التي أعقبتها.

Email