المواجهة العنصرية تفتح احتمالات العنف المسلح في أميركا

ت + ت - الحجم الطبيعي

أثار مقتل ثمانية رجال شرطة أميركيين، في حادثي إطلاق نار منفصلين شهدتهما ولايتا تكساس ولويزيانا الشهر الماضي، على يد جنديين سابقين في الجيش الأميركي من أصول أفريقية، شكوكاً ومخاوف في أوساط الرأي العام الأميركي من تحول المواجهة العنصرية بين البيض والسود في أميركا إلى حرب عصابات مسلحة وأعمال عنف منظمــة.

والأرجح أن المؤسسة العسكرية الأميركية قد بدأت في إجراء تحقيقاتها الخاصة في سيرتي الجنديين السابقين مايكل جونسون وغايفين لونغ وسلوكهما خلال خدمتهما العسكرية في العراق وأفغانستان بعدما كشفت التحقيقات الأولية التي قامت بها الشرطة ومكتب التحقيقات الفيدرالي عن نشاط إلكتروني لافت للشابين على مواقع التواصل الاجتماعي يدعو الأميركيين الأفارقة على مواجهة عنف الشرطة والانتقام لمقتل عدد من أقرانهم ذوي الأصول الأفريقية على يد رجال شرطة بيض.

وتظهر الرسائل والمواد التي نشرها كل من جونسون ولونغ على مواقع التواصل الاجتماعي تأثرهما بمنظمات وحركات ناشطة في مجال الدفاع عن الحقوق المدنية للأميركيين من أصول أفريقية ومكافحة التمييز العنصري ضدهم وخصوصاً حركة «بلاكز لايف ماترز» التي تقود الاحتجاجات وتنظم التظاهرات ضد عنف الشرطة، ومنظمة «نيو بلاك بانثرز» وهي ميليشيات مسلحة يعود تاريخ تأسيسها إلى فترة العبودية في الولايات المتحــدة والحرب الأهلية بين الشمــال والجنـوب.

وقد اعتمدت هذه المنظمة الكفاح المسلح ضد الأميركيين الأوروبيين في معركة تحرير العبيد من أصول أفريقية وللرد على الاعتداءات العنصرية التي تعرضت لها الأقلية الأفريقية على يد المجموعات العنصرية المتطرفة من البيض وتجار العبيد.

وقد أعاد ناشطون وشبان من أصول أفريقية في السنوات القليلة الماضية تسليط الضوء على التاريخ النضالي لمنظمة «بلاك بانثرز» وشكلوا مجموعات ميليشياوية مماثلة تنظم بين الحين والآخر تظاهرات مسلحة في عدد من الولايات الأميركية في مقابل التظاهرات المسلحة التي ينظمها اليمين الأميركي في مناسبات وتواريخ معينة.

وفي شهر أبريل الماضي أثارت صورة لمجندات أميركيات من أصول أفريقية انتشرت بكثافة على مواقع التواصل الاجتماعي سجالاً عنصرياً في الولايات المتحدة وخصوصاً داخل المؤسسة العسكرية. فقد رفعت 16 مجندة خلال حفل تخرجهن من كلية «وست بونت» العسكرية في تكساس قبضاتهن في إشارة إلى نضال السود ضد العنصرية. واتهمت مجموعات يمينية متطرفة المجندات السود بخرق القوانين العسكرية للجيش الأميركي واعتبرت أن صورتهن ترمز إلى ميليشيات عنصرية مسلحة شاركت في الحرب الأهلية هي منظمة «بلاك بانثرز».

Email