واشنطن تعكف على تقييم وثائق جديدة بشأن غولن

التطهير في تركيا يقتحم دهاليز حزب أردوغان

عربة مدرعة متوقفة أمام القصر الرئاسي في أنقرة | رويترز

ت + ت - الحجم الطبيعي

وسع الحزب الحاكم في تركيا حملة التطهير التي يجريها الى داخل صفوفه في محاولة لدحر أنصار المعارض فتح الله غولن المقيم في الولايات المتحدة والذي تتهمه أنقرة بالوقوف وراء محاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها البلاد الشهر الماضي. في وقت تعكف واشنطن على تقييم وثائق جديدة قدمتها أنقرة بشأن غولن.

وطلبت مذكرة داخلية موقعة من المسؤول الثاني في الحزب حياتي يازجي «بالإسراع في تطهير الحزب» بهدف التخلص ممن لهم صلات بمجموعة غولن ومن ساندوا محاولة الانقلاب في الـ15 من يوليو الماضي.

وأكدت المذكرة أن عملية التطهير ستشمل كوادر الحزب كافة، والبلديات التي تحت إدارته، وطالبت بألا تفسح العملية المجال «للشائعات أو الاضطرابات داخل الحزب».

وأصدرت تركيا أول من أمس مذكرة توقيف بحق غولن تمهيدا لتقديم طلب رسمي إلى الولايات المتحدة بتسليمه. ورد غولن أمس في بيان مقتضب بالتذكير بأنه «دان مرات عدة محاولة الانقلاب»، ونفى أي ضلوع له في هذه القضية، وقال إن مذكرة التوقيف دليل جديد على «نزعة الرئيس رجب طيب أردوغان إلى التسلط والابتعاد عن الديمقراطية».

تقييم

ووسط هذه التطورات، أعلن ناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية مارك تونر أن الولايات المتحدة تعكف على تقييم وثائق جديدة أرسلتها تركيا للحض على تسليم غولن والذي تتهمه بأنه العقل المدبر للانقلاب الفاشل الذي وقع في البلاد الشهر الماضي.

وأبلغ تونر الصحفيين أن السلطات التركية سلمت وثائق «ونحن بصدد فحص تلك الوثائق»

من جهته قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن نظيره الأميركي جون كيري يزور تركيا لاجراء محادثات في 24 أغسطس الجاري.

وتكررت الشكوى من تركيا من عدم زيارة أي وزير خارجية غربي للبلاد لإظهار الدعم في أعقاب محاولة الانقلاب، التي أسفرت عن مقتل أكثر من 260 شخصا.

إقالات

الى ذلك، أعلن وزير العلوم التركي فاروق اوزلو أمس ان هيئة الأبحاث العلمية والتكنولوجية التركية «توبيتاك» اقالت امس 139 من العاملين بها وسط تحقيق يتعلق بحركة خدمة التابعة لغولن.

ووفقا لفاروق اوزلو، الذي كان يتحدث للصحفيين في ولاية بورصة شمال غرب تركيا، ان هيئة الأبحاث قامت بتوظيف نحو 700 شخص بين عامي 2011 و2013 عندما اخترقت حركة غولن معظم المؤسسات الحكومية، واضاف ان «اجمالي عدد العاملين في توبيتاك يبلغ 4000 وان قرابة واحد من ثلاثة من هؤلاء الاشخاص تم توظيفهم خلال هذه الفترة».

تظاهرة

يعتزم زعيم المعارضة في تركيا كمال قليتش دار أوغلو المشاركة، بناء على طلب من الرئيس رجب طيب اردوغان، في تظاهرة الاحد المقبل ضد محاولة الانقلاب التي شهدتها البلاد الشهر الماضي.وذكرت وسائل الإعلام التركية أن رئيس حزب الشعب الجمهوري يسار الوسط وافق على المشاركة في المظاهرة المقرر تنظيمها غدا في اسطنبول.

 

أنقرة تتهم فيينا بالعنصرية

تبادلت تركيا والنمسا أمس كلاماً غير ودي، إذ اتهمت أنقرة فيينا بالعنصرية في حين دعتها الأخيرة إلى تخفيف لهجتها غداة تبادل انتقادات حادة بينهما بشأن الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.

وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاوش اوغلو للتلفزيون التركي، إن «العنصرية هي عدو حقوق الإنسان. الأفضل للمستشار النمساوي (كريستيان كيرن) أن يهتم بشؤون بلاده. فيينا هي اليوم عاصمة العنصرية المتشددة»، ووصف تشاوش تصريحات كيرن الذي دعا إلى وقف مفاوضات انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي بـ«البشعة».

وفي سلسلة تغريدات صعد وزير الشؤون الأوروبية التركي عمر تشيليك لهجته ووصف تصريحات المسؤولين النمساويين بأنها «معادية لتركيا وتتسم بخطاب يميني متطرف»، وقال «أولئك الذين لم يعربوا عن تضامنهم مع ديمقراطيتنا ليس لهم الحق بالتشكيك في مكتسباتنا الديمقراطية»..

وسرعان ما رد وزير خارجية النمسا سيباستيان كورز على «تويتر» بقوله، «أحض وزير الخارجية (التركي) على ضبط النفس وأرفض انتقاداته بشدة. على تركيا تخفيف لهجتها وأفعالها». وأضاف «علينا أن نواجه الحقيقة: مفاوضات الانضمام لم تعد سوى وهم، القوانين الديمقراطية التركية غير كافية لتبرير انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي».

أما وزير الدفاع النمساوي هانس بيتر دوسكزيل فشبه النظام التركي بـ«الديكتاتورية» في وقت ينفذ الرئيس رجب طيب اردوغان حملة تطهير واسعة منذ محاولة الانقلاب في منتصف يوليو.

Email