أزمة الإعدامات والسجناء تتفاقم في إيران

ت + ت - الحجم الطبيعي

أظهر مقطع فيديو تداوله ناشطون إيرانيون، وبثته حملة الدفاع عن السجناء السياسيين في إيران عن اعتصام نظمه السجناء السنة في سجن رجائي شهر بمقاطعة كرج، جنوب غرب طهران، مدى تفاقم أزمة الإعدامات وأحكام السجن، وتزايد ارتباطها بالأسباب الطائفية.

وظهر السجناء، وهم من السنة كما يظهر التسجيل المصور الذي نشرته قناة «العربية» عبر موقعها الإلكتروني، بينما يهتفون بعبارات التكبير، احتجاجاً على تنفيذ عملية إعدام جماعي سراً ضد 21 من الدعاة وطلبة العلوم الدينية، شنقتهم السلطات سراً فجر الثلاثاء الماضي.

وقال عدد من محامي الدفاع عن هؤلاء المعدومين لوكالة هرانا الحقوقية الإيرانية، إن أغلب هؤلاء المتهمين لم يحملوا أي سلاح ولم يقوموا بأية أعمال عنف، وكان نشاطهم الوحيد إقامة صفوف دينية ونشر مذهب أهل السنة والجماعة بشكل سلمي وقانوني، لكن السلطات لفقت لهم التهم بالعضوية في تنظيم التوحيد والجهاد أو مناصرة جهات سلفية متطرفة.

كما شكا المحامون من عدم مطابقة الإجراءات إلى أدنى معايير المحاكمة القانونية العادلة، ومن تدخلات من قبل الاستخبارات في مجرى التحقيق والمحاكمة.

أجواء أمنية

وقالت منظمات حقوقية إيرانية إن السلطات ما زالت تفرض أجواء أمنية مشددة على السجن، حيث تطوق القوات الخاصة وشرطة مكافحة الشغب محيط السجن، بعد أنباء عن احتمال تنفيذ الإعدام الجماعي ضد 18 سجيناً آخرين تم نقلهم من قواطعهم إلى مكان مجهول من قبل عناصر الاستخبارات.

وكانت وزارة الاستخبارات الإيرانية أصدرت بياناً بشأن المجموعة التي قامت بإعدامها، وقالت إن المعدومين 21 شخصاً ينتمون إلى تنظيم يدعى «الجهاد والتوحيد»، واتهمتهم بـ«ارتكاب أعمال مسلحة واغتيالات ضد ضباط أمن وقضاة بمحكمة الثورة ورجال دين سنة وشيعة موالين للنظام، وشن هجمات مسلحة على مراكز للاستخبارات والحرس الثوري».

وبينما رفض العديد من هؤلاء المعدومين في رسائل سربوها من السجن إلى المنظمات الحقوقية الدولية قيامهم بأية أعمال مسلحة، وأكدوا أن نشاطاتهم كانت تركز على تعاليم مذهب أهل السنة والجماعة بشكل سلمي وعلني وعدم مناصرتهم أية تيارات متطرفة من أي جهة كانت.

غير أن وزارة الاستخبارات الإيرانية اتهمتهم أيضاً بما وصفته بـ«الترويج للمذهب التكفيري» من خلال توزيع كتب دينية وإلقاء محاضرات حول مذهب أهل السنة والجماعة، كما اتهمتهم بمناصرة تنظيمي «داعش» و«النصرة» رغم أنهم اعتقلوا قبل 7 سنوات أي 4 سنوات قبل ظهور هذه التنظيمات الإرهابية المتطرفة.

إحصاء

يقبع حالياً أكثر من 200 سجين عقائدي من أهل السنة الأكراد، بينهم 18 داعية وطالباً للعلوم الدينية مهددون بالإعدام الوشيك في سجن رجائي شهر بمدينة كرج، غرب طهران، بتهم التآمر ضد الأمن القومي والدعاية ضد النظام، حسب التهم الموجهة إليهم بالمحاكم الإيرانية. ويشكل السنة 20 إلى 25 في المئة من السكان في إيران، أي 15 مليوناً إلى 17 مليون نسمة تقريباً، وذلك وفق إحصائيات غير رسمية.

Email