وثائق جديدة ترى النور حول عملية «سيليستي» بعد 55 عاماً

لغز اغتيال داغ همرشولد يقترب من الحل

ت + ت - الحجم الطبيعي

اكتشفت حكومة جنوب أفريقيا، أخيراً، وثائق استخبارية قديمة تحوي تفاصيل مؤامرة، يطلق عليها عملية «سيليستي» التي يعتقد أنها قد دبرت على الأرجح لاغتيال داغ همرشولد، الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة، ومن ذلك المنطلق يعتزم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون تقديم اقتراح لإعادة فتح التحقيق في شكوك عدد من المسؤولين المطلعين على القضية، في تورط نظام الفصل العنصري، إبان الحكم العنصري في أفريقيا الجنوبية، بقضية اغتيال همرشولد، الذي يعد واحداً من أبرز الأمناء في تاريخ المنظمة الدولية، وذلك بدعم من وكالة الاستخبارات المركزية، والمخابرات البريطانية، وشركة تعدين بلجيكية.

وأفادت مجلة «فورن بوليسي» أخيراً أن الوثائق نقلت إلى وزارة العدل في جنوب افريقيا بحيث يمكن لمسؤولي الأمم المتحدة مراجعتها. ومن جهتها، أعلنت وكالة الاستخبارات المركزية أن المزاعم وراء اغتيال همرشولد «سخيفة وبلا أساس».

وثائق أصلية

وبالرجوع للتاريخ، ظهرت أولى الوثائق التي تصف «عملية سيليستي» قبل 18 عاماً، بيد أن سلطات جنوب أفريقيا لم تتمكن من إيجاد الوثائق الأصلية، ما حال دون التأكد من دقتها.

ومن غير المعروف اليوم نوع الوثائق التي عثرت عليها السلطات، إلا أن مسؤولين قالوا إن بريتوريا أكدت العثور على وثائق، كانت مفقودة، تتعلق بعملية الاغتيال، الأمر الذي جدد الآمال بإمكانية تحقق الأمم المتحدة مما إذا كان قد جرت كتابة تلك الوثائق وقت مصرع همرشولد.

في شهر سبتمبر عام 1961، كان همرشولد على متن طائرة في مهمة سلام وانتقل من العاصمة الكونغولية ليوبولدفيل، التي تسمى حالياً كينشاسا، إلى مطار ندولا في روديسيا الشمالية، التي سميت زامبيا بعد الاستقلال.

وبشكل مأساوي، تحطمت طائرة «ألبرتينا» التي كانت تقله وفريقه، لتسقط في غابة إبان اقترابها من مطار ندولا. ويعتقد أن ارتطام الطائرة بالأرض أسهم في قذف همرشولد ليصاب بإصابات قاتلة في صدره وعموده الفقري وأضلاعه. ولقد توفي في ذلك الحادث المروع 14 راكبا غيره، وأفراد الطاقم.

إلا أن الأميركي هارولد جوليان، الذي توفي متأثرا بجراحه بعد أسبوع من الحادث، أخبر السلطات قبل وفاته بوقوع انفجار في الطائرة قبل سقوطها. لتخلص لجنة التحقيق عام 1962 إلى أن الطائرة سقطت بسبب خطأ الطيار في احتساب علو خط أشجار الغابة. ولم يتوصل تقرير آخر للأمم المتحدة إلى سبب التحطم، ما طرح احتمال موت همرشولد نتيجة حادث أو مؤامرة.

أدلة

تعتبر الأدلة الجديدة غير قاطعة بأي حال، وذلك وفقاً لإصرار مسؤولين أشاروا إلى أنها تمثل قطعة أخرى في أحجية التحقيقات. ولقد احتوت صفحات الوثائق الجديدة على تفاصيل تفيد بأن المخربين خططوا لوضع 6 أرطال من مادة «تي إن تي» المتفجرة في عجلة طائرة همرشولد، قبل تحليقها من ليوبولدفيل، الكونغو، لمطار ندولا.

 وكان من المفترض أن تنفجر المتفجرات عند الهبوط. كما أشارت الوثاق إلى وجود خطة احتياطية لتفجير قنبلة، عن بعد، عند الهبوط في مطار ندولا. ولكن لا توجد أدلة دامغة على تفجير الطائرة.

Email