يوريكو كويكي .. سيدة بمواقف الرجال

ت + ت - الحجم الطبيعي

أتى نبأ انتخاب وزيرة الدفاع اليابانية السابقة يوريكو كويكي، أخيراً، لتصبح أول امرأة تقود العاصمة طوكيو، بردود أفعال متفاوتة، أبرزها إشارة بعض المراقبين إلى أنها سيدة ترتدي زي النساء، وتضع الكثير من مساحيق التجميل، بيد أنها تتصرف كالرجال الحازمين.

وصرحت كويكي (64 عاما) لأنصارها بأنه على الرغم من شعورها بالعبء والمسؤولية التي ألقتها نتيجة الانتخابات على عاتقها، فإنها تطمح لدفع حكومة العاصمة قدما إلى الأمام، بصفتها حاكماً جديداً.

غير أن بعض التعليقات وصفت حملتها بأنها إحدى أكثر الحملات سلبية في السنوات الأخيرة في البلاد. فوفقا لاستطلاعات الرأي، أثار ترشحها المستقل لمنصب حاكم المدينة غضب كل من قادة الحزب الديمقراطي الليبرالي، وإيشيهارا شنتارو حاكم طوكيو السابق، الذي قال للناخبين: «لا يمكننا ترك طوكيو لامرأة تضع الكثير من مساحيق التجميل».

ولكن بعد قضاء كويكي، التي تجيد كلا من اللغتين العربية والإنجليزية، عقوداً في المسرح السياسي الياباني الذي يهيمن عليه الذكور، ردت ضاحكةً بأنها «معتادة على ذلك».

وبفوزها على أقرب منافسيها بفارق نحو 700 ألف صوت، أوضح ماسارو كانيكو، وهو أستاذ في كلية علم الاقتصاد بجامعة كيئو، أن كويكي لعبت أوراقها بشكل جيد خلال الانتخابات، حيث استقطبت تعاطف الناخبين، زد على ذلك المناخ العام الذي أوجدته بسبب تأييدها سياسات الاستبعاد المتشددة. إذ يقال إنها عارضت مشاركة أفراد غير يابانيين في الانتخابات المحلية، على أساس تعارض الأمر مع نظام المدارس الكورية التي تعمل في اليابان، من جانب عدم تشجيع الهجرة الأجنبية للبلاد.

وحالياً، تتبدى إحدى المهام الرئيسية المنوطة بكويكي في تولي استعدادات دورة الألعاب الأولمبية لعام 2020، التي تضررت بسبب سلسلة من الفضائح، ولارتفاع التكاليف. وتكمن الصفقة الكبيرة حقا في تطوير البنية التحتية، إذ يتزامن عام 2020 مع المواعيد الزمنية لتحقيق هدف معدلات منخفضة من الكربون.

كما إن النقص المُلح في رعاية الأطفال يبزغ كإحدى القضايا الرئيسية الأخرى في طوكيو، فضلاً عن الإشراف على خطط الاستجابة والاستعداد للكوارث بسبب التهديد الدائم للزلزال الذي يحيق بالعاصمة.

وفي أعقاب تأمين السياسية كويكي مقعدها كأول امرأة تحكم طوكيو، يعتقد عدد من أساتذة علم السياسة في اليابان أن طموحها أكبر، وأن هدفها النهائي والحقيقي يتمثل في أن تصبح رئيسة للوزراء، وهي تتقدم بخطوات حثيثة نحو إحراز ذلك.

وكجزء من برنامجها السياسي، أعربت حاكمة طوكيو الجديدة عن مساعيها لإعادة طوكيو لموقعها كعاصمة مالية دولية رائدة في آسيا، من خلال الاستفادة الكاملة من استراتيجية «المنطقة الاقتصادية الخاصة».

يوريكو كويكي، عضو مجلس النواب الياباني، والتي تسلمت عدداً من الحقائب الوزارية، وتميزت بخبرتها في شؤون أوكيناوا والشرق الأوسط، والقضايا الأمنية، زد على ذلك علاقاتها الجيدة مع حلفاء اليابان في الدول الأخرى، أشارت إلى نفسها بصفتها «جان دارك» القرن الحادي والعشرين، في إشارة إلى البطلة القومية الفرنسية في القرن الـ15. وللتأكيد على صداقتها للبيئة، تعصبت كويكي برباط أخضر، طالبة من مؤيديها أن يحذوا حذوها.

Email