كاميرون يتحرك على أكثر من جبهة للمحافظة على امتيازات بلاده

بريطانيا تفاوض أوروبا بخنوع

ت + ت - الحجم الطبيعي

تعتبر المفاوضات أداة مهمة في حل بعض أنواع قضايا النزاع، ولكن طلاق بريطانيا من الاتحاد الأوروبي جعل مفاوضات الخروج السليم والناجح صعبة، وقد تقع المملكة المتحدة في الخنوع السلبي عند مجابهة المشاكل المتفاقمة في مواجهة الاتحاد الاوروبي، وقد تستنتج بريطانيا أنه يجب الاتفاق مع الاتحاد الاوروبي الذي يبدو وكأنه سيبقى إلى الأبد، وهو الخيار المقنع خصوصاً في حالة غياب الخيارات الواقعية وتكاثر الخسائر الاقتصادية.

ويقول عضو مجلس العموم البريطاني غيراينت دافيز في مقال نشره على صحيفة «ذي غارديان» بعنوان: «استفتاء إضافي يمكن أن يبعدنا عن النيران، دعونا نفعل ذلك»، أنه ينبغي على الحكومة أن تطرح استفتاءً جديداً على البريطانيين ليقولوا رأيهم وإما أن يقبلوا حزمة الإجراءات (الصفقة) الخاصة بالخروج من الاتحاد الاوروبي أو أن يرفضوها، وبالتالي تستمر بريطانيا عضوا في التجمع الأوروبي.

محوران أساسيان

وأكد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أن التجارة والتعاون الأمني سيكونان محوريين أياً كان شكل العلاقة مع أوروبا في المستقبل غير أن رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر رد بقوله: «يتعين على من يرغب في أن يكون جزءا من السوق الأوروبية الموحدة الالتزام بقواعدها الصارمة دون استثناء».

في الأثناء، أعلنت الحكومة البريطانية عن إنشاء دائرة خاصة ستبدأ العمل على مسألة الخروج من الاتحاد الأوروبي.

وكانت رئيسة وزراء اسكتلندا نيكولا ستورجين وصلت الى مقر الاتحاد الأوروبي في بروكسل لإجراء سلسلة من اللقاءات مع كبار مسؤولي الاتحاد تنفيذا للالتزام الذي قطعته على نفسها بإجراء استفتاء جديد لانفصال اسكتلندا عن المملكة المتحدة وبالدفاع عن المصالح الاسكتلندية، ويأتي ذلك بعد ان صوت معظم الاسكتلنديين بأغلبية كبيرة لصالح البقاء مع الاتحاد، عكس ما اتجهت إليه ويلز وانجلترا وهو الخروج من كتلة بروكسل.

أفضل علاقة

وأخبر كاميرون نواب مجلس العموم في لندن بأن الطريقة المثلى لضمان مصالح اسكتلندا وموقعها في السوق الأوروبية الموحدة تتمثل في نجاح المملكة المتحدة في التوصل الى «أفضل علاقة ممكنة» مع الاتحاد الاوروبي عن طريق التفاوض.

واسترسل قائلاً: «عضويتنا في الاتحاد الاوروبي تمت تحت اسم المملكة المتحدة، وهو الاسم الذي ينبغي أن نخوض المفاوضات تحته».

وأكدت الحكومة البريطانية أن اسكتلندا لديها ما يكفي من الأسباب للبقاء ضمن المملكة المتحدة الآن وذلك بعد 18 شهرا على الاستفتاء الذي انتهى برفض الاستقلال. واعتبرت أن «استفتاء جديدا يشكل مصدر انقسام هو آخر شيء تحتاجه بريطانيا».

وفي أول رد، قال عضو البرلمان الأوروبي عن الحزب الوطني الاسكتلندي آلين سميث لـ«البيان»: «سنحتاج إلى المزيد من الصبر، ولكن نرجو ان يتذكر الاتحاد الاوروبي ودول مثل ألمانيا وإسبانيا وفرنسا ان اسكتلندا لم تخذل الاتحاد الاوروبي ونحن اليوم سنتجاهل مطالبات لندن بمحاولات سلب حريتنا وسنتوسل الى الاتحاد الاوروبي ألا يخذل اسكتلندا».

التجربة البريطانية

وفي حديثها مع «البيان» قالت زعيمة الجبهة الوطنية الفرنسية اليمينية ماريان لوبان: «على فرنسا أن تختار مصير بريطانيا في التخلي عن اتحاد لم يجلب لنا إلا المزيد من اللاأمن والفقر والبطالة».

اختيار مشجع وأوضحت ان البريطانيين اختاروا طريقا كان يعتقد أنه مغلق في كل الأزمنة، وهو ما يشجع كل الأحزاب القومية والشعبية أن تقوم بنفس الخطوة دفاعاً عن هوية بلدانهم التي أصبحت مغيبة في ظل وجود الاتحاد الاوروبي الذي حقق الاتحاد في الفساد والوحدة ضد أصوات الشعوب فقط.

من جانبه، قال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إن خروج بريطانيا من الاتحاد لن يؤثر على اتفاقيات الحدود بين بلاده وبريطانيا إذ إنها تدار وفقا لاتفاقية ثنائية بين البلدين.

سابقة

تولت سلوفاكيا الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي للمرة الأولى أمس، فيما تتمثل إحدى النقاط المهمة للرئاسة السلوفاكية بعقد قمة غير رسمية لقادة الاتحاد الأوروبي من دون بريطانيا في براتيسلافا في 16 سبتمبر المقبل لمناقشة مستقبل التكتل 27 عضواً.

Email