ميركل: لن نترك اليونان للفوضى

مواجهات بين اللاجئين والأمن على الحدود المقدونية

ت + ت - الحجم الطبيعي

حاول مئات المهاجرين أمس اقتحام حدود مقدونيا من معبر ايدوميني اليوناني، حيث هناك أكثر من ستة آلاف شخص عالقون بعد إغلاق معابر عدة دول في البلقان، فيما انتقدت ألمانيا دولا أوروبية لتركها اليونان تغرق في الفوضى.

وأطلقت الشرطة المقدونية أمس الغاز المسيل للدموع على مجموعة من 300 لاجئ حاولوا اقتحام السياج الحدودي بين اليونان ومقدونيا عند معبر ايدوميني ومنعتهم من دخول أراضيها.

وتمكن مهاجرون من خرق الطوق الأمني الذي تفرضه الشرطة اليونانية، واقتحموا خط السكك الحديد وحطموا قسما من سياج الأسلاك الشائكة على الحدود مع مقدونيا. وقام بعض المهاجرين برشق الحجارة على السياج ورجال الشرطة المقدونيين الذين ردوا بإطلاق الغاز المسيل للدموع ومنعوا المهاجرين من اجتياز الحدود.

وتراجع المهاجرون، فيما كان العديد من الأطفال يعانون من مشاكل في التنفس بسبب الغاز المسيل للدموع ما استلزم معالجتهم. ووقعت المواجهات بعد ساعات على سماح مقدونيا لحوالي 300 سوري وعراقي بعبور الحدود قبل أن تغلقها مجددا أمام آلاف. ومع تفاقم الوضع في اليونان نددت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل بسلسلة القيود التي فرضتها النمسا ودول في البلقان، قائلة إن من شأنها اغراق اليونان في فوضى المهاجرين.

وأوضحت ميركل في لقاء تلفزيوني «هل تصدقون فعلا أن دول منطقة اليورو، التي حاربت السنة الماضية حتى النهاية من أجل أن تبقى اليونان في منطقة اليورو، ستسمح لليونان بأن تغرق في الفوضى؟».

غياب خطة بديلة

وأضافت ميركل أنه لا يوجد خطة بديلة من أجل حل وطني لأزمة اللاجئين في حال فشلت أوروبا في التوصل إلى اتفاق مع تركيا للحد من تدفقهم إلى أوروبا، لكنها أعربت عن تفاؤلها بأن المسار الأوروبي سيكون ناجحاً، مؤكدة أن الوقت لم يحن للتفكير في بدائل مثل إغلاق الحدود الوطنية.

وأكدت المستشارة الألمانية ميركل أن الحفاظ على أوروبا موحدة وإظهار الإنسانية من أهم أولوياتها، وحثت الألمان على التحلي بالصبر، مضيفة أن «هذه مرحلة مهمة للغاية في تاريخنا».

واليونان هي بوابة الدخول إلى أوروبا للمهاجرين ولا سيما السوريين الفارين من النزاع في بلادهم والقادمين من تركيا. وألمانيا هي الوجهة الأخيرة لمعظم هؤلاء المهاجرين الراغبين في طلب اللجوء.

أزمة

وبدأت الأزمة الحالية بعد إعلان النمسا أنها فرضت في 19 فبراير حصصا تحدد دخول المهاجرين إلى أراضيها بثمانين يوماً لطالبي اللجوء و3200 مهاجر يعبرون أراضيها. أي قرابة 1,2 مليون شخص في السنة. لكن النمسا سارعت الى الرد ورفضت انتقادات برلين، وقالت وزيرة الداخلية النمساوية يوهانا ميكل ليتنر إن فيينا «لا تتلقى دروساً من أحد» بالنسبة لأزمة الهجرة.

وأوضحت الوزيرة لوكالة الأنباء النمساوية «لا نتلقى دروساً من أحد في هذا الملف»، مذكرة بأن بلادها كانت بعد السويد، الدولة التي استقبلت أكبر عدد من المهاجرين نسبة لعدد السكان ضمن دول الاتحاد الأوروبي.

نتائج سيئة

من جهة ثانية، قال رئيس الوزراء المجري في خطابه السنوي عن حالة البلاد إنه لن يسمح بأن تُفرض على بلاده «النتائج السيئة للسياسات الأوروبية المضللة» الخاصة بالهجرة، مضيفاً أن نظام الحصص قد يؤدي إلى تفكك الاتحاد الأوروبي.

ولطالما صرح أوربان بأن نزوح اللاجئين القادمين بمعظمهم من دول مسلمة سيضر بثقافة أوروبا، لكنه شدد في خطابه السنوي على انتقاداته للاتحاد الأوروبي بسبب محاولته فرض حصص من اللاجئين على الدول الأعضاء.

وأضاف أوربان إنه لا يلوم اللاجئين لقيامهم بما يرون أنه الأفضل بالنسبة لهم من خلال القدوم إلى أوروبا، ولكنه يلوم الزعماء الأوروبيين لتقاعسهم عن وضع سياسات متماسكة لوقف نزوحهم.

Email