استبعاد مرشحين قطع الطريق على فرص التغيير

ت + ت - الحجم الطبيعي

رغم الخسارة التي مني بها المتشددون في إيران وتحقيق خصومهم فوزاً قوياً في الانتخابات التشريعية وفي انتخابات مجلس الخبراء في إيران..

إلا أن التساؤل يبقى قائما حول مدى امكانية القيام باصلاحات حقيقية وتحويل الوعود الانتخابية في هذا المضمار إلى أفعال من شأنها فعلاً أن تؤثر على المشهد السياسي في البلاد في ظل الضغوطات الكبيرة التي تتعرض لها من قبل التيار المحافظ والذي إن خسر جزئيا الغالبية في البرلمان إلا انه سيكون اكثر تشددا لتعويض ما فاته وقطع الطريق أمام أي تحرك للإصلاح.

المحافظون، الذين يهيمنون على مراكز صنع القرار والمؤسسات الرئيسية ومنها مجلس صيانة الدستور الذي يشرف على الانتخابات، منعوا ترشيحات واسعة للإصلاحيين، فاستبعاد عدد من المرشحين زاد من تقويض فرص التغيير السياسي والاجتماعي على النحو الذي يحقق مطامح الإيرانيين في حياة اقتصادية أفضل.

كما إن الرئيس حسن روحاني وعد بعد تسلمه الرئاسة في تحقيق تغيير جذري في البلاد وتنفيذ مطالب أنصاره.

بإطلاق سراح مجموعة محددة من السجناء الإيرانيين وتخفيف القيود على الإنترنت لكنه لم يحقق لحد الآن التغيير المنشود بل انه وجد نفسه مكبلا بقيود لا يمكن تجاوزها ووضعها في خانة «الخط الأحمر» والكثير يؤكدون أن التغيير في يد المرشد الأعلى وليس الرئيس، لأن الأول هو الذي يحدد السياسة العامة وغيرها من القضايا الرئيسية التي تثير قلق الغرب.

لكن البعض اكد أن روحاني نجح ولو قليلا خلال عهدته الانتخابية الحالية في تحقيق أكبر الوعود وهو إنهاء العقوبات الاقتصادية المفروضة على بلاده، ما يسمح ببعث الاستثمارات الأجنبية وتحقيق النمو الاقتصادي المطلوب الكفيل بعيش الإيرانيين في أمان دون تقشف.

ويؤكد البعض أن روحاني يعد المستفيد الأول من هذه الانتخابات حيث تعتبر بمثابة اختبار للتأييد الشعبي له حيث نجح في حشد اثنين من قواعد التأييد الرئيسية له وهما النساء والشباب.

تشدد

وفيما يأمل التيار الإصلاحي في تحقيق الفوز في أغلب المدن الإيرانية من أجل دعم رئيسهم المعتدل وإعطائه شيكاً على بياض لمباشرة الإصلاحات يسعى التيار المحافظ والمتشدد للحيلولة من دون تمتع روحاني ومؤيديه بالإنجاز الانتخابي..

حيث اتهم رئيس السلطة القضائية الإيرانية المحافظ صادق لاريجاني الإصلاحيين بالعمل مع غربيين لمنع المحافظين من الفوز بمقاعد في انتخابات مجلس الخبراء التي جرت يوم الجمعة. ما يؤكد أن معركة التغيير في إيران ستكون اشد صعوبة خلال الأيام المقبلة وأن ما حققه الإصلاحيون من فوز في الاقتراع الانتخابي سيقابله تشدد أكبر من المعتاد من قبل المحافظين لإثبات سلطتهم.

Email