القتال القبلي جحيم يلهب دارفور والحكومة حائرة

ت + ت - الحجم الطبيعي

لعنة الموت التي خيمت على إقليم دارفور السوداني يبدو أنها لا تزال متعطشة إلى مزيد من الدماء، فما بين نيران القتل اليومي بآلة الحكومة والحركات المسلحة، ظهر شبح القتال بين القبائل الذي جعل أرض الإقليم قطعة من الجحيم، ففي غضون ساعات قلائل يمكن أن تتحول مدن وقرى إلى أكوام من الرماد بفعل الصراع القبلي الذي اشتدت وتيرته أخيراً، وكان آخره صراع الرزيقات والمعاليا في ولاية شرق دارفور الذي لم تحصر خسائره بعد، ولكن ما ورد من أنباء يشير إلى سقوط المئات من القتلى والجرحى من الجانبين.

وفي ظل حالة الاحتقان القبلي الذي تشهده مناطق دارفور المتفرقة، وقفت الحكومة السودانية في خانة الحائر، بعد أن رأت حشود القبيلتين وهي تضع أياديها على الزناد، وفشلت القوات العازلة التي قام والي شرق دارفور العقيد الطيب عبد الكريم بنشرها بين مسلحي القبيلتين، في نزع فتيل الأزمة التي تؤججها خلافات قديمة زاد اشتعالها الكميات المهولة من السلاح لدى الطرفين.

تحركات من هنا وهناك انطلقت لإطفاء حريق الأزمة التي تضرب في عمق النسيج الاجتماعي للإقليم الذي أنهكته الحروب والنزاعات، وكشف مساعد الرئيس السوداني ونائبه في حزب المؤتمر الوطني الحاكم إبراهيم غندور عن توجه وفد سياسي وشعبي من المركز لولاية شرق دارفور لإنهاء النزاع القبلي بالولاية التي تشير أصابع الاتهام إلى أيادي خفية من داخل منظومة الحكومة، ظلت تؤججه من حين إلى آخر، من أجل تحقيق مكاسب شخصية مبنية على الأساس القبلي، غير أن غندور حذر في تصريحات له من من الانسياق وراء اتهامات لا أسانيد لها، قائلاً: «من لديه دليل، فهذا مدعاة لأقسى أنواع المحاسبة، لكننا لا ننساق وراء اتهامات لا أسانيد لها»، وأكد أن حزبه يبذل جهوداً مكثفة من أجل تخفيف حدة الاحتكاكات.

Email