البقاء في الاتحاد الأوروبي ومخاوف استقلال اسكتلندا أبرز ملفين

فوز كاميرون الساحق يضعه أمام تحديات كبرى

ت + ت - الحجم الطبيعي

أفاق البريطانيون امس على مشهد سياسي تغير تماماً مع حكومة محافظة بالكامل بمواجهة ثلاثة أحزاب تتهاوى، ونقاش حاد حول مسألة بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي، ومخاوف من استقلال اسكتلندا عن الوطن الأم.

ولا يخفي الفوز الكبير الذي حققه حزب المحافظين الخميس التحديات الهائلة التي تنتظر رئيس الحكومة ديفيد كاميرون وأبرزها احتمال تفكك البلاد.

وبعد أن أمضى اليومين الماضيين متابعاً النتائج المفرحة التي أعطت حزبه الأكثرية المطلقة في مجلس العموم، انكب منذ أول من أمس على تشكيل حكومته الجديدة، حيث أعلن الإبقاء على عدد من ابرز وزرائه في مناصبهم، وهم جورج اوزبورن للمالية وتيريزا ماي للداخلية وفيليب هاموند للخارجية ومايكل فالون للدفاع.

ومن المرجح استكمال اعلان التشكيلة الحكومية غدا الاثنين مع احتمال دخول عمدة لندن بوريس جونسون اليها، وهو المرشح أيضاً لتسلم رئاسة حزب المحافظين خلال بضعة أعوام.

تعزيز

وساهم الفوز الكبير لحزبه الذي أدى الى اضعاف المعارضة بشكل كبير الى تعزيز موقف كاميرون، اذ بات قادرا على تشكيل حكومة مؤلفة من المحافظين وحدهم من دون تقديم تنازلات لاحد كما فعل العام 2010 عندما لم يكن حزبه يملك الأكثرية المطلقة. فهو بات قادرا على ضم عدد كبير من قادة حزبه الى الحكومة، وعلى اعطاء المشككين بأوروبا حيزاً اكبر.

وإعادة هاموند الى الحكومة تشكل اشارة في هذا الاتجاه. الا ان حزب المحافظين بقيادة كاميرون الذي حصل على غالبية 331 نائباً من اصل 650، لن يكون بالضرورة بمنأى عن حصول تمرد داخله. اذ يكفي تمرد سبعة نواب لوضع الحكومة في موقف صعب خصوصاً بشأن الاستفتاء حول الانتماء الى الاتحاد الأوروبي الذي وعد كاميرون بإجرائه بحلول العام 2017.

وقال النائب مارك بريتشارد احد ابرز نواب حزب المحافظين من الذين يشككون بالانتماء الى الاتحاد الأوروبي «ان الحزب يدعم رئيس الحكومة مئة بالمئة وهو يستعد للدفاع عن بريطانيا في بروكسل ويناضل من اجل اتحاد أوروبي اكثر فعالية»، الا ان هذا التأييد قد يضعف، في حال لم يتمكن كاميرون من تهدئة الجناح اليميني داخل حزبه الذي يطالب بإصلاحات جذرية على مستوى الانتماء الأوروبي.

استفتاء

وسيعمل كاميرون على ملفين أساسيين بالنسبة اليه : تنظيم استفتاء حول الانتماء الى الاتحاد الأوروبي، وادارة المسألة الاسكتلندية بعد فوز الحزب القومي في هذه المنطقة بـ56 مقعداً من مجمل المقاعد الـ59، ما سيغذي النزعات الانفصالية في اسكتلندا، وربما في غيرها من المناطق.

وعنونت «الفاينانشال تايمز» أمس «امة واحدة هذه هي مهمة كاميرون». وتبدو المسألتان مترابطتين الى حد ما اذ ان خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي قد يسرع خروج اسكتلندا من المملكة المتحدة.

دبلوماسية

حض مستشار الرئيس الإيراني حميد أبو طالبي بريطانيا على انتهاج سياسة خارجية اكثر نشاطاً في الشرق الأوسط، وذلك بعد فوز رئيس الوزراء ديفيد كاميرون في الانتخابات التشريعية.

وانتقد أبو طالبي الدور الثانوي الذي اتخذته بريطانيا خلال المفاوضات التي أدت الى اتفاق الإطار الشهر الماضي، ودعاها الى دور اكثر حيوية في الجهود الرامية الى توقيع اتفاق نهائي بحلول نهاية يونيو.

Email