ألمانيا الخاسرة احتفلت أيضاً بتحريرها من النازية

احتفالات دولية بذكرى انتهاء الحرب العالمية الثانية

هولاند يوقد الشعلة الخالدة عند قبر الجندي المجهول في باريس - أ.ف.ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

احتفلت أوروبا أمس بالذكرى 70 لانتصارها على ألمانيا النازية خلال الحرب العالمية الثانية في وقت لم تخمد فيه نيران الحرب في شرقي أوكرانيا، ويخيم شبح الفكر المتطرف والتهديدات الإرهابية على القارة، كما تحتفل واشنطن بالانتصار في احتفال تشارك فيه طائرات من الحرب العالمية الثانية.

وبهذه المناسبة، قال الرئيس الأميركي باراك أوباما خلال خطابه الأسبوعي الذي قرب موعده ليتزامن مع الذكرى 70 للانتصار: «فلنبقى موحدين إلى جانب حلفائنا في أوروبا وأبعد منها باسم قيمنا المشتركة: الحرية والأمن والديمقراطية وحقوق الإنسان ضد التعصب والكراهية بكل أشكالها، وذلك ليكسب هذا القسم معنى..

 لن ننسى، لن يتكرر هذا أبداً». وفي فرنسا قال الرئيس فرانسوا هولاند: «لم نعش الحرب لكننا ننظر إليها كحقيقة بعيدة وأحياناً بتجرد فقط، رغم أنها ليست بعيدة عنا، في أوكرانيا وفي الشرق الأوسط، ما يعني أنها على بعد أربع إلى خمس ساعات بالطائرة». وتابع «لا يزال هناك قضايا من شأنها أن تحركنا».

وتطرق هولاند إلى مئات الفرنسيين الذين ذهبوا للقتال إلى جانب المتطرفين في سوريا والعراق. وشارك هولاند في احتفال عند قوس النصر بحضور رئيس الحكومة مانويل فالس ووزير الخارجية الأميركي جون كيري المتواجد في باريس.

وبدوره قال كيري في خطاب مكتوب: «نقف معاً إلى جانب الشعب الأوكراني في وجه العدوان الروسي»، مشيداً بالقيادة الأوروبية في حربها ضد تنظيم داعش الإرهابي وبتحركها لإنقاذ حياة المهاجرين في البحر المتوسط.

وفي بريطانيا، شارك السياسيون في احتفال وسط تساؤلات حول مستقبل البلاد في الاتحاد الأوروبي خصوصاً بعد فوز المحافظين بقيادة ديفيد كاميرون في الانتخابات البرلمانية وحددت دقيقتا صمت في إشارة إلى توقيت خطاب رئيس الحكومة آنذاك ونستون تشرشل التاريخي الذي أعلن خلاله انتهاء الحرب.

أما ألمانيا، الخاسرة في العام 1945 ثم أثبتت وجودها في أوروبا كدولة ديمقراطية وقوة اقتصادية، فاحتفلت أيضاً بـ«تحريرها» من النازية وشكرت الحلفاء الغربيين والجيش الأحمر الروسي على دورهم في محاربة النازية. وقال رئيس البوندستاغ (البرلمان) نوربرت لامرت: «لقد وضعوا حداً لنظام الرعب القومي الاشتراكي مقابل تضحيات لا يمكن تخيلها»

. ورغم وقوفهم إلى جانب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الساحة الحمراء أثناء احتفالات الذكرى الـ60 العام 2005، لا يشارك القادة الغربيون هذه المرة في احتفالات موسكو اليوم السبت بسبب موقفهم من الأزمة الأوكرانية. وحذر الرئيس البولندي برونيسواف كوموروفسكي من أنه لا يزال هناك في أوروبا قوات تذّكر بالأوقات الأكثر سوداوية في تاريخ أوروبا في القرن 20..

وتتبع استراتيجية مناطق النفوذ وتريد أن تبقي جيرانها في حالة خضوع. أما أوكرانيا، الدولة السوفياتية السابقة، فقررت أن تحتفل بنهاية الحرب في الثامن من مايو وليس التاسع منه كما كانت تفعل خلال الأعوام 70 الأخيرة. وازيلت الستارة عن خريطة لأوكرانيا مغطاة بزهور شقائق النعمان أمام متحف للحرب العالمية الثانية في العاصمة كييف بحضور الرئيس بترو بوروشنكو والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون.

Email