توسيع الحرب على «داعش» بين البيت الأبيض والكونغرس

ت + ت - الحجم الطبيعي

بدا من تطوّرات الأسبوعين الماضيين في المشهد السياسي الأميركي الذي طغى عليه استقطاب غير مسبوق بين الجمهوريين وإدارة الرئيس باراك أوباما (وإنْ كان ميدانه الملف النووي الإيراني)، أنّ طلب التفويض باستخدام القوة العسكرية ضد تنظيم داعش الذي تقدّم به الرئيس أوباما قبل شهر إلى الكونغرس قد يصطدم بحائط المعارضة.

معارضة الجمهوريين كانت متوقّعة لكن المعارضة داخل المعسكر الديمقراطي الذي ينتمي إليه أوباما كانت مفاجئة، وبالتالي فإنّ التفويض المنتظر بات في مهب الريح، ما سيؤثّر في الحرب على التنظيم المتطرف التي بدأت قبل سبعة شهور (في أغسطس الماضي).

الحرب قائمة بالفعل والتفويض المعروض على مشرّعي الكونغرس هدفه سد الثغرات بعد تزايد النقد، لما يرى بعض السياسيين الأميركيين أنّه تجاوز من قبل أوباما لسلطاته الدستورية.

زعماء في الكونغرس عقدوا جلسات استماع عدة خلال الأيام الماضية للتصويت على الخطة التي تقترح إطاراً زمنياً مدته ثلاث سنوات مع إلغاء التفويض الصادر العام 2002 للرئيس جورج بوش الذي استخدم في حرب العراق.. لكن الخطة الجديدة قوبلت برفض شديد، ولم تُجدِ جلسات الاستماع من قبل وزيري الدفاع القديم تشاك هاغل والجديد آشتون كارتر ووزير الخارجية جون كيري في إقناع المعترضين.

مقترح التفويض لا يرسم «قيوداً» جغرافية لمحاربة التنظيم المتشدد الذي ينشط في العراق وسوريا وبدأ يتمدّد في دول أخرى، وبدا مما تسرّب أنّه يطلب نقل المعركة التي تقتصر حتى الآن على الضربات الجوية إلى الأرض عبر نشر قوات برية وتوسيع العمليات الاستخباراتية.

التساؤلات التي يطرحها مشرّعو الكونغرس بغرفتيه: النواب والشيوخ تتصارع مع مخاوف من أن يؤدي ضعف الحملة ضد «داعش» إلى تمدّد هذا التنظيم الإرهابي بما قد يُهدّد الأراضي الأميركية مستقبلاً، فضلاً عن تأكيد الإدارة الأميركية أن التفويض لا يعني نشر قوات لمدة طويلة، لا سيما أنّ التفويض محدد بصلاحية مداها ثلاث سنوات.

مرّ 31 يوماً على تقديم التفويض، كانت حافلة بمواجهة غير مسبوقة بين الجمهوريين والإدارة، بدأت بدعوة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إلى الكونغرس رغم أنف الرئيس، ثم رسالة الـ47 من أعضاء مجلس الشيــوخ إلى القيادة الإيرانية يحذرونها فيها مــن أنّ توقيع أي تسوية نووية مع الرئيس الحالي لن تدوم أكثر 20 شهراً، وأنّهــا ستسقــط مــع قدوم الرئيس الجديــد..

والــذي يؤمنــون بأنّه سيكــون جمهوريــاً. ويبدو أنّ طلب التفويض سيبقى «رهين» الشد والجذب بين الرئاسة والكونغرس لأسابيع، وربّما شهوراً، قبل أن يطرح للتصويت في مجلسي الشيوخ والنواب، إنْ وصل إلى هذه النقطة، وهو ما يبقى محل شك. أمام هذا الاستحقاق تبدو إدارة الرئيس أوباما في مواحهة معضلة، إن لم يكن هناك تسوية ما يبدو في ساحتها ظل للملف النووي الإيراني. وفي خضم هذه المعمعة السياسية يمكن التقاط ذلك التصريح الذي ألقى به قائد الجيوش الأميركية ديمبسي الذي أطلق من بغداد تحذيرا من خطورة الدور الإيراني في الحرب الدائرة على "داعش" بعد أيام فقط من إشادة بهذا الدور.

 

nidal@albayan.ae

Email