قرب التوصل لاتفاق نووي مع طهران يفجر صراع إرادات بين الكونغرس والبيت الأبيض

زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ الأميركي ميتش ماكونيل يتحدث عن الرسالة الموجهة لإيران أ.ف.ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

فجر قرب التوصل إلى اتفاق بشأن ملف طهران النووي صراع إرادات بين الكونغرس والبيت الأبيض الأميركيين، إذ أبلغ وزير الخارجية الأميركي جون كيري أعضاء الكونغرس بأنه لن يكون بمقدورهم تعديل أي اتفاق بين الولايات المتحدة وإيران، على الرغم من تهديدات الجمهوريين في مجلس الشيوخ على خلفية توقيع47 جمهورياً في مجلس الشيوخ على الرسالة الموجهة إلى قادة إيران التي يقولون فيها إن «أي اتفاق مع الرئيس الأميركي باراك أوباما هو مؤقت وإنهم، أي أعضاء مجلس الشيوخ، يستطيعون أن يخوضوا الانتخابات بشكل غير محدود، بينما الرئيس أوباما غير قادر على الترشح للرئاسة مرة أخرى».

وقال كيري في إفادة في الكونغرس إنه رد «وهو غير مصدق تماماً على رسالة مفتوحة وقعها 47 سيناتوراً تحذر من أن أي اتفاق نووي سيستمر فقط في الفترة المتبقية من رئاسة الرئيس باراك أوباما في البيت الأبيض».

وأضاف كيري أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ: «عندما تقول (الرسالة) إن الكونغرس يمكن أن يعدل شروط الاتفاق في أي وقت يكون هذا خطأ صريحاً. ليس من حقك تعديل اتفاق تم التوصل إليه مع قادة دولة».

وانتقد البيت الأبيض الرسالة ووصفها بأنها عمل «طائش وغير مسؤول»، وحذر من أنها تمثل تدخلاً في جهود التفاوض مع الإيرانيين.

وقال كيري: «على مدى 29 عاماً من وجودي في مجلس الشيوخ لم أسمع بهذا أو حتى أسمح باقتراح بذلك أو أي شيء شبيه بذلك.. هذه الرسالة تتجاهل أكثر من قرنين من سوابق السياسة الخارجية الأميركية».

وأضاف أن الرسالة تقوض وتشكك في «آلاف الاتفاقات» التي وقعتها الولايات المتحدة مع حكومات أجنبية في أنحاء العالم.

بدورها، دانت وزيرة الخارجية الأميركية السابقة والمرشحة المحتملة لانتخابات 2016 الرئاسية هيلاري كلينتون، الرسالة التي وجهها أعضاء جمهوريون في مجلس الشيوخ إلى القادة الإيرانيين في شأن الاتفاق حول البرنامج النووي لطهران.

وكان 47 من 54 جمهورياً في مجلس الشيوخ (والمكون من 100) وقعوا على الرسالة الموجهة إلى قادة إيران التي يقولون فيها إن «أي اتفاق مع الرئيس الأميركي باراك أوباما هو مؤقت وإنهم، أي أعضاء مجلس الشيوخ، يستطيعون أن يخوضوا الانتخابات بشكل غير محدود، بينما الرئيس أوباما غير قادر على الترشح للرئاسة مرة أخرى».

وكتب الشيوخ بقيادة الجمهوري توم كوتين: «‬تنتهي ولاية أوباما عام 2017، بينما نحن باقون، ربما لعقود».‬

كما أوضح كوتين في مقابلة تلفزيونية: «كل ما نحاول قوله هو إن للكونغرس دوراً دستورياً يلعبه في الموافقة على أي اتفاق لنتأكد من ألا تحصل إيران على أي سلاح نووي»، مضيفاً: «الكثير من الخبراء في الموضوع الإيراني يقولون إن القيادة الإيرانية لا تفهم الدستور الأميركي. وهم يجب أن يفهموا أن أي اتفاق لا يصوت عليه الكونغرس لن يقبله الكونغرس الحالي ولا المستقبلي».

لكن الإدارة تقول إنها لا تحتاج إلى الكونغرس للموافقة على اتفاق. والمحللون يوافقون على هذا الرأي. ويقول كينيث كاتزمان، وهو خبير في الشؤون الإيرانية: «الأسبقية التاريخية تشير إلى أن توقيع رئيس ما على اتفاق يلزم الرؤساء الذين يتبعوه. إنه ليس قانوناً، ولكنه العُرف».‬

وتأتي هذه التطورات في وقت من المرتقب أن تستضيف وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، فديريكا موغيريني، الاثنين المقبل في بروكسل، اجتماعاً في إطار المفاوضات الجارية حول الملف النووي الإيراني مع وزراء الخارجية: الإيراني محمد جواد ظريف، والألماني فرانك فالتر شتاينماير، والبريطاني فيليب هاموند، والفرنسي لوران فابيوس، فيما دانت وزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون بشدة رسالة الجمهوريين إلى طهران، وقالت إن الكونغرس ابتعد عن التقاليد الأفضل للإدارة الأميركية.

وسيعقد هذا الاجتماع بين الأوروبيين والجانب الإيراني غداة لقاء مرتقب في لوزان بين وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره الإيراني، ضمن إطار جولات المفاوضات الدولية بشأن البرنامج النووي.

Email