رصد قوات روسية في البحر الأسود مع بدء تدريب لـ»ناتو«

بوتين يكشف تخطيطه ضم القرم فور سقوط حليفه يانوكوفيتش

مبنى مدمر في دونيتسك رويترز

ت + ت - الحجم الطبيعي

أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه خطط لعملية ضم القرم إلى روسيا فور سقوط النظام الموالي لروسيا في 22 فبراير 2014، وروى كيف كانت القوات الروسية مستعدة للقتال من أجل إنقاذ الرئيس الأوكراني المعزول فيكتور يانوكوفيتش، بعد فراره من كييف، فيما تم رصد قوات بحرية روسية في البحر الأسود، مع بدء تدريب للناتو.

وفي دعاية بثت لوثائقي بعنوان «العودة إلى الوطن» من تنفيذ قناة «روسيا» الحكومية، يبدو بوتين وهو يتحدث بصراحة عن عملية الضم المثيرة للجدل لشبه الجزيرة قبل عام. ويروي بوتين كيف عقد اجتماعاً استمر طوال الليل مع قادة الأجهزة الأمنية للتباحث في كيفية ضم الجزيرة وضمان إخراج الرئيس الأوكراني المعزول فيكتور يانوكوفيتش، بعد فراره من كييف. وبعد أربعة أيام على ذلك الاجتماع، الذي عقد في فبراير 2014، احتل مسلحون مجهولو الهوية مبنى البرلمان المحلي في القرم، حيث استدعي النواب على عجل للتصويت على إجراء استفتاء. وتم بعد ذلك ضم القرم رسمياً من قبل موسكو في مارس، ما أثار استنكاراً دولياً.

وفي البدء بقيت العملية العسكرية سرية رغم الأعمال الواضحة لقوات روسية ولو أنها لم تكشف عن هويتها على الأرض. وشددت موسكو على أن السكان المحليين وحدهم من شارك في الاحتجاجات، إلا أن الكرملين أقر في وقت لاحق أنه كان وراء عملية الضم.

استعداد للقتال

وفي الدعاية، يؤكد بوتين أن القوات العسكرية الروسية كانت مستعدة للقتال من أجل إخراج يانوكوفيتش من دونيتسك (شرق). وقال، «كان سيتعرض للقتل وتحضرنا لإخراجه من دونيتسك براً أو بحراً أو جواً، كما تم نشر رشاشات ثقيلة في المنطقة تحسباً»، ثم ظهر يانوكوفيتش بعدها في مدينة روستوف الروسية (جنوب) ولم يعد إلى أوكرانيا بعد ذلك أبداً. وقتل أكثر من ستة آلاف شخص في المعارك بين القوات الأوكرانية والانفصاليين الموالين للكرملين، الذين تتهمهم كييف والدول الغربية بتلقي الدعم من روسيا، وهو ما تنفيه موسكو بشدة.

رصد سفن

في غضون ذلك قال ضابط أميركي أمس، إن سفناً حربية وطائرات روسية شوهدت في منطقة البحر الأسود، حيث من المخطط أن يجري حلف شمال الأطلسي (الناتو) تدريباً هناك، لكنها تصرفت، بما يتماشى مع القواعد الدولية. وأوضح الأدميرال براد ويليامسون متحدثاً على متنسفينة حربية أميركية راسية في ميناء فارنا البلغاري بالبحر الأسود «لديهم خططهم، ولدينا خططنا». وشاركت أمس، الولايات المتحدة في تدريب جنباً إلى جنب مع شركائها في الناتو بلغاريا ورومانيا وتركيا وسط توترات أثارتها أزمة أوكرانيا.

وكان الحلف الأطلسي قد زاد عدد قواته المرابطة في منطقة البلطيق بعد اندلاع الأزمة السياسية في أوكرانيا وانضمام شبه جزيرة القرم لروسيا.

من جانبها، قامت روسيا مؤخراً بإجراء اختبارين ناجحين لصاروخين من طرازي «توبول ام وبولافا»، كما قامت طائرات قاذفة متطورة ومقاتلات روسية بطلعات فوق المحيطين الأطلسي والهادي والمحيط المتجمد الشمالي.

تراجع العنف

إلى ذلك، قال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير أمس، إن العنف تراجع كثيراً في شرقي أوكرانيا، منذ أن تم التوصل في مينسك إلى اتفاق لوقف إطلاق النار. وأضاف أثناء زيارة لرومانيا «تحققت بداية واضحة. هناك تراجع كبير في العنف بعد صعوبات في البداية. واليوم لا يوجد لدينا مئات الانتهاكات لوقف إطلاق النار، ولا توجد علامات استفهام كثيرة بشأنه».

Email