لقاء باريس الوزاري الموسّع سعى إلى ترطيب الأجواء بين الحلفاء

تباين أميركي فرنسي بشأن الملف النووي الإيراني

كيري وفابيوس يتحدثان خلال مؤتمرهما الصحافي في باريس أ.ف.ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

برزت في لقاء باريس حول مفاوضات البرنامج النووي الإيراني خلافات بين أميركا وفرنسا حول التسوية التي جرى التفاوض بشأنها في مونترو (سويسرا) الأسبوع الماضي، لكن سريعا ما تراجع وزيرا الخارجية الأميركي جون كيري والفرنسي لوران فابيوس عن التصريحات التي كشفت اتساع شقة التباين في رؤيتي البلدين، إذ حاول كيري التوضيح بان باريس وواشنطن لديهما «التحليل ذاته» حول المفاوضات الجارية مع طهران، بعد يوم من مطالبة فرنسا باتفاق أكثر متانة من الاتفاق المطروح. وفي الأثناء، أعلنت طهران ان احتمال نجاح المفاوضات النووية أقوى من فشله.

وقال كيري في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إن الولايات المتحدة وفرنسا متفقتان على أن الاتفاق النووي الذي يبحث مع إيران بحاجة إلى أن يكون أقوى.

وأضاف كيري ان «هدف الايام المقبلة والاسابيع الحرجة المقبلة هو تبديد هذه الخلافات». وأضاف انه «لا يشعر أن هناك حاجة ملحة للعجلة في التوصل لاتفاق مع إيران قائلاً: «يتحتم أن نبرم اتفاقا مناسبا»، وتابع: «بصراحة، يعود لايران التي تريد هذا البرنامج ان تؤكد انه برنامج سلمي.. ان تبرهن للعالم انه بالضبط ما تقول عنه».

خلافات

من جهته، كشف لوران فابيوس إحراز تقدم في المفاوضات حول البرنامج النووي الايراني لكنه أكد على ضرورة ان يكون الاتفاق أكثر متانة، متحدثا في الوقت نفسه عن خلافات، ولم يوضح الوزير ان كانت الخلافات مع الولايات المتحدة ام انه يقصد بقوله ايران. وقال إنّه «ينبغي تذليلها.. هناك المزيد من العمل».

في الأثناء، قال مصدر قريب من المفاوضات طلب عدم كشف هويته ان هناك «خلافا» بين فرنسا والولايات المتحدة التي تدفع أحيانا باتجاه الاسراع في ابرام اتفاق مع طهران. في نهاية المطاف سيكون هناك قرار سياسي لكنه لن يكون اتفاقا جيدا اقل مما تريده فرنسا».

لقاء موسع

وبعد لقاء ثنائي مع فابيوس لبحث الخلافات، عقد كيري لقاء آخر موسعاً شمل إلى جانب فابيوس كلاً من وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند وألمانيا فرانك فالتر ـ شتاينماير ووزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني، حيث تم استعراض ما تم التوصل اليه في المفاوضات حول برنامج إيران النووي، حيث سعى إلى إقناع نظرائه الاوروبيين بتشكيل جبهة موحدة في المفاوضات مع طهران حول برنامجها النووي المثير للجدل.

طهران: تقدم كبير

من جهتها، تطالب ايران بحقها في برنامج نووي مدني وبرفع تام للعقوبات الدولية الغربية. وأشار مدير المنظمة الايرانية للطاقة الذرية علي أكبر صالحي ان تقدما احرز مع الجانب الاميركي خلال المفاوضات الاخيرة في سويسرا.

وأكد صالحي للتلفزيون الايراني أنّ المفاوضات أحرزت «تقدماً جيداً حول التخصيب (والمفاعل الذي يشغل بالمياه الثقيلة) في آراك. نجحنا في تبديد قلقهم.. من خلال تقديم اقتراحات تقنية عبر الدفاع عن مصالحنا الوطنية وصناعتنا النووية. وضعنا حدا للمأزق التقني» دون مزيد من الايضاحات.

في الأثناء، أعلن وزير الخارجية الايرانية محمد جواد ظريف ان احتمال نجاح المفاوضات النووية أقوى من فشلها.

وحول التقارير التي نشرتها الصحف الاميركية بشأن اتفاق الجانبين حول أجهزة الطرد المرکزي، أوضح ظريف، في التصريحات التي أوردتها وكالة الانباء الايرانية «إرنا» أنّ «هذا الاتفاق مرکب من عدة أجزاء لابد ان تجتمع جميعها لتعطي المعني الحقيقي». وأضاف ان «قضية تخصيب اليورانيوم تشمل عددا من الاجراءات ولا يمکن الحديث عن تفاصيلها الا بعد الاتفاق عليها».

Email