نتانياهو ينتهز الفرصة ويدعو اليهود إلى الهجرة صوب فلسطين

هجومان يدميان كوبنهاغن ومقتل إرهابي

تصاعد الهجمات المسلحة في الغرب

ت + ت - الحجم الطبيعي

قتلت شرطة كوبنهاغن، أمس، منفذ الهجومين اللذين شهدتهما العاصمة الدنماركية على مركز ثقافي كانت تعقد فيه ندوة حول التيارات الإسلامية وحرية التعبير، وعلى كنيس يهودي، ما أسفر عن سقوط قتيلين وخمسة جرحى. لكنها لم تكشف عن هوية الجاني، ماعدا التأكيد أنه تأثر بهجمات باريس الأخيرة، فيما انتهز رئيس الوزراء الإسرائيلي الفرصة لدعوة اليهود إلى الهجرة لإسرائيل بالتزامن مع إلغاء كرنفال في ألمانيا بسبب «تهديد إرهابي» وتشديد أستراليا إجراءات المراقبة على الحدود بعد إفشال مخطط لهجوم.

وقالت الشرطة إن تسجيل فيديو للمراقبة يظهر أن الرجل يقف وراء الهجومين اللذين استهدفا مركزاً ثقافياً كانت تعقد فيه ندوة حول الإسلام وحرية التعبير وكنيس يهودي.

وكانت الشرطة أعلنت أولاً أنها قتلت رجلاً فتح النار عليها، موضحة أنها تحاول حالياً معرفة ما إذا كان الشخص نفسه يقف وراء حادثي إطلاق النار على المركز الثقافي وبالقرب من كنيس يهودي.

 

إطلاق نار

وجرى تبادل إطلاق النار بين الشرطة والرجل في حي نوريبرو الشعبي، حيث كانت السلطات وضعت أحد المباني تحت المراقبة. وقالت الشرطة: «في وقت ما وصل شخص قد يكون على علاقة بالهجومين عندما اعترض الشرطيون طريقه أطلق النار»، مؤكداً أنه لم يصب أي شرطي فيما ردت الشرطة عليه فأردته قتيلاً.

ولم ترد الشرطة الكشف عن هوية الجاني، حيث صرح رئيس جهاز الأمن والاستخبارات في الدنمارك ينس مادسن أن الشرطة تعمل على نظرية أن الشخص الذي وراء هجومي كوبنهاغن تأثر بهجمات باريس التي وقعت منذ أسابيع. وقال مادسن: «لا نستطيع أن نقول أي شيء محدد حول الدافع».

وأغلقت قطاعات في العاصمة الدنماركية. لكن الناطق باسم الشرطة أكد أن «الأمر لا يتعلق بحظر عام للتجول ويمكن للناس التجول بأمان في كوبنهاغن». ونشرت قوات الأمن مساء أول من أمس، صورة التقطت في موقف للسيارات على ما يبدو لرجل ملثم يرتدي معطفاً داكن اللون، ويحمل كيساً أسود. وقالت إنه يبلغ من العمر بين 25 وثلاثين عاماً، ويبلغ طوله نحو 1,85 متر ويبدو أنه رياضي.

وفي الهجوم الأول الذي وقع، أول من أمس، نحو الساعة 15,00 بتوقيت غرينتش، أطلق رجل عشرات العيارات النارية باتجاه مبنى كان يستضيف جلسة نقاش حول التيارات الإسلامية وحرية التعبير، ما أدى إلى سقوط قتيل وإصابة ثلاثة شرطيين بجروح.

وبعد منتصف أطلقت عيارات بالقرب من كنيس في كوبنهاغن. وأصيب شخص بجروح في الرأس توفي على إثرها، كما جرح شرطي في ساقه وآخر في ذراعه.

وأعلنت منظمة يهودية في الدنمارك أن الرجل الذي قتل بالقرب من الكنيس يهودي. وقال رئيس منظمة «مجلس الأمن اليهودي للدول الشمالية» ميكائيل غيلفان، إن مراسم دينية كانت تجرى داخل الكنيس عند وقوع الهجوم، موضحاً أن الشاب الذي قتل كان يراقب مداخل المبنى.

 

الدفاع عن الديمقراطية

إلى ذلك، تعهدت رئيسة وزراء الدنمارك هيلي تورنينج-شميت، بالدفاع عن الديمقراطية في البلاد، وذلك في أعقاب وقوع هجومين مميتين في العاصمة كوبنهاغن.

وقالت للصحافيين: «سوف ندافع عن ديمقراطيتنا. عندما تعرضت الجالية اليهودية للهجوم، كان ذلك بمثابة تعرض الدنمارك كلها للهجوم».

وأضافت: «لا نعلم الدافع وراء الهجمات، ولكننا نعرف أن هناك قوى تريد الإضرار بالدنمارك، وتريد أن تسحق حرية التعبير لدينا، وتسحق إيماننا بالحرية. نحن لا نواجه معركة بين الإسلام والغرب، هذه ليست معركة بين المسلمين وغير المسلمين».

 

إدانات دولية

ودانت باريس على الفور وبأشد العبارات الهجوم الإرهابي، بينما عبرت واشنطن عن إدانتها لإطلاق النار وعرضت تقديم مساعدتها.

من جهتها، دانت المملكة العربية السعودية، أمس، الهجومين الداميين في كوبنهاغن نهاية الأسبوع الحالي، فضلاً عن قتل ثلاثة شبان مسلمين في الولايات المتحدة.

ونقلت وكالة الأنباء الرسمية عن مصدر مسؤول قوله: إن المملكة تابعت «بأسى شديد الأحداث الإرهابية والإجرامية البشعة التي وقعت أخيراً، في كل من كوبنهاغن، وولاية شمال كارولاينا الأميركية، وما أسفر عنهما من مقتل وإصابة الأبرياء».

ودعت المملكة إلى «ضرورة احترام الأديان والمعتقدات الإنسانية وعدم المساس بالرموز الدينية وعدم التحريض ضد المسلمين»، مشددة «على رفضها كافة الأعمال الإرهابية والإجرامية البشعة بكل أشكالها وصورها وأي كان مصدرها أو المعتقد الذي يقف خلفها».

 

ألاعيب نتنياهو

في المقابل، حاول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو استغلال الفرصة بدعوة يهود أوروبا إلى الهجرة إلى فلسطين بعد هجوم في العاصمة الدنماركية على الكنيس اليهودي الرئيس.

وقال نتانياهو مخاطباً يهود أوروبا في بيان: «نحن مستعدون لاستيعاب هجرة جماعية من أوروبا». وأضاف: «لكل يهود أوروبا أقول إسرائيل تنتظركم بذراعين مفتوحتين».

ووسط هذه التطورات، أعلنت الشرطة الألمانية، أن مدينة برونشفيغ (شمال) ألغت كرنفالاً كان مقرراً أمس، بسبب «تهديد محدد بوقوع هجوم إسلامي»،

وقالت الشرطة في بيان إن العرض الذي كان مقرراً أمس، ألغي إثر معلومات قدمتها مصادر جديرة بالثقة في جهاز أمن الدولة.

وأفاد البيان بأن «الشرطة تطلب من جميع المشاركين عدم التوجه إلى موقع انطلاق الكرنفال وعدم التوجه إلى مدينة برونشفيغ».

 

تعزيزات أمنية

من جهته، أعلن رئيس الوزراء الأسترالي توني أبوت، أمس، عن تعزيز لإجراءات المراقبة على الحدود لمكافحة التهديد الإرهابي، وذلك بعد أيام على إفشال خطة جديدة لهجمات.

وكانت شرطة سيدني أعلنت الجمعة أن عناصرها ومكان عبادة كانوا أهدافاً محتملة لشابين مسلحين اعتقلا هذا الأسبوع في هذه المدينة، للاشتباه في أنهما كانا يريدان شن اعتداء باسم تنظيم داعش.

وقال أبوت في بيان: «بالنسبة لي، من الواضح جداً أننا منحنا لفترة طويلة الذي يمكن أن يشكلوا تهديداً ممكناً لبلدنا إمكانية الاستفادة من قرينة الشك». وأضاف أن «الاستفادة من قرينة الشك شملت حدودنا وتصاريح الإقامة على أراضينا والجنسية ووكالة الضمان الاجتماعي».

 

لمشاهدة الجراف بالحجم الطبيعي .. اضغط هنا

Email