خرجت حشود كبيرة في ألمانيا امس في تظاهرات مهيبة شارك فيها الرئيس الألماني يواخيم غاوك والمستشارة الألمانية انغيلا ميركل اضافة الى وزراء ورؤساء احزاب واتحادات المسلمين تعبيراً عن رفض أفكار معاداة الإسلام، في مشهد اظهر توحد الأوساط الشعبية والسياسية ضد التطرف ومعاداة الإسلام.

وتظاهر عشرات الآلاف من الألمان في أنحاء مختلفة من البلاد امس في مسيرات لدعم التسامح أمام تنامي القوة المعادية للإسلام والاحتجاجات المناهضة للاجئين والتي يتوقع أن تزداد وتيرتها بعد الهجمات الإرهابية.

هبة شعبية

وأمام بوابة براندبورغ في برلين وقفت ميركل خلال التظاهرة التي دعت اليها هيئات مسلمة للإعلان عن رفض تنامي الاسلاموفوبيا في ألمانيا. ويبدو واضحاً ان الأوساط الشعبية والسياسية توحدت ضد هذه الحركة المتطرفة.

وقال غاوك للمسلمين المشاركين في المسيرة «نحن جميعا المانيا»، داعيا الى الوحدة في مواجهة تصاعد العداء للمسلمين والهجمات الإرهابية. وأضاف: «نحن ديموقراطيون بخلفياتنا السياسية والثقافية والدينية المختلفة نحترم ونحتاج بعضنا البعض».

على الصعيد الشعبي خرج اكثر من 100 ألف متظاهر في مدن ألمانية كثيرة ابرزها (لايبزيغ) و(ميونيخ) و(هانوفر) و(هامبورغ) و(برلين) مطالبين بمجتمع ألماني متسامح منفتح على الآخر.

ففي مدينة دريسدن، حيث ولدت الحركة المتطرفة (قوميون أوروبيون ضد أسلمة الغرب) المعادية للمسلمين التي تمكنت من حشد 25 ألف متظاهر في شوارع المدينة الألمانية الشرقية دريسدن الليلة قبل الماضية، خرج 35 ألف المأني الى الشوارع للدفاع عن سمعة المدينة التي تعتبر رمزاً للوحدة الألمانية قبل نحو عقدين وللمطالبة بمجتمع منفتح على الديانات الأخرى.

ورفضاً لأفكار هذه الحركة تظاهر نحو 30 ألف شخص بمدينة لايبزيغ و20 ألفاً في مدينة ميونيخ و17 ألفاً بمدينة هانوفر وتسعة آلاف في زاربروكن وخمسة آلاف في دوسولدروف.

إشادة

سياسياً أشادت ميركل بمبادرة المسلمين في بلادها لتنظيم مسيرة تضامن مع ضحايا الهجمات الإرهابية التي وقعت مؤخراً في العاصمة الفرنسية باريس.

وقالت ميركل بمؤتمر في برلين ان حكومتها ستستخدم كل الوسائل المتاحة لها لمكافحة التعصب والتمييز، ووصفت استبعاد جماعات معينة من المجتمع بأنه «يستحق الشجب انسانيا». وأضافت: «ما نحتاج الى عمله الان هو استخدام كل الوسائل المتاحة لنا لمحاربة عدم التسامح والعنف».

كما نقل مشاركون في جلسة للكتلة البرلمانية لتحالف ميركل المسيحي الديمقراطي، عن المستشارة قولها إنه من الضروري أن ينأى المسلمون بأنفسهم عن هذه الهجمات والتأكيد على أن هذه الجرائم لم تقع باسم الإسلام.

إجماع حزبي

أما على الصعيد الحزبي فقد أجمعت الأحزاب الألمانية المحافظة لاسيما الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري شريك حزب ميركل على ان هجمات باريس والتهديدات التي تفرضها حركة (بيغيدا) ساهمت في توحيد المجتمع الألماني ضد تهديدات هذه الحركة. كما أجمعت الأحزاب على ضرورة مواجهة الحركة وحظر مظاهراتها.

خشية من هجمات

من جهة أخرى تخشى هيئة مكافحة الجريمة الاتحادية، من تكرار محتمل للهجمات الإرهابية التي تعرضت لها فرنسا أخيراً في ألمانيا. وأعربت الهيئة في تقرير لها عن مخاوفها من مظاهر إبداء متطرفين تعاطفهم مع الهجمات على الإنترنت، كما تحدثت عن دعوات مباشرة لشن هجمات إرهابية في ألمانيا.

برنامج جديد

تعتزم وزيرة الأسرة الألمانية مانويلا شفيزيج على خلفية الهجمات الإرهابية في باريس بدء برنامج جديد للوقاية من التطرف.

وذكرت صحيفة «بيلد» الألمانية الصادرة امس زادت من أجل ذلك مخصصات البرنامج الحكومي «معايشة الديمقراطية» بمقدار عشرة ملايين يورو إلى 5. 40 مليون يورو بغرض دعم شبكات تواصل إقليمية ومراكز استشارية ومشروعات نموذجية ومؤتمرات متخصصة وأبحاث تدور جميعها حول وقاية الشباب المسلم من التطرف.