وعد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بأن فرنسا لن ترضخ أبداً للإرهاب، في حين أكد رئيس الوزراء الفرنسي، مانويل فالس، أن بلاده في حرب ضد الإرهاب، وليس ضد أية ديانة أو ضد المسلمين أو الإسلام، بينما تم الكشف عن دراسة السلطات إسقاط الجنسية عن المتهمين بأنشطة إرهابية، تزامناً مع تحذيرات من مغبة وقوع اعتداءات جديدة ومن مخاطر التطرف في السجون.

وقال هولاند خلال تأبين ثلاثة من عناصر الشرطة قتلوا في هجمات متطرفين إن «بلادنا العظمية والجميلة فرنسا لا تنكسر أبداً ولن ترضخ أبداً ولن تنحني أبداً، تخوض مواجهة وهي منتصبة القامة» في حين ان «الخطر لا يزال ماثلا من الخارج والداخل. واضاف ان «التطرف المتطرف يضرب هؤلاء الذين يريدون ان يكونوا احرارا. لم ننته بعد من التهديد» داعيا الى المزيد من الحذر واليقظة امام الخطر.

ضد الإرهاب

من جهته وخلال جلسة خاصة للبرلمان لإحياء ذكرى الضحايا الـ 17 الذين لقوا حتفهم أخيراً في باريس، اكد رئيس الوزراء الفرنسي، مانويل فالس، امس، أن بلاده في حرب ضد الإرهاب، وليس ضد أية ديانة أو ضد المسلمين أو الإسلام.

قال إن فرنسا تحمي الأشخاص الذين يؤمنون والذين لا يؤمنون على حد سواء. وأعلن عن إجراءات أمنية جديدة، تتضمن جمع البيانات بغرض مكافحة الارهاب، وعزل الإسلاميين في السجون لمنعهم من نقل التطرف إلى غيرهم.

نفس العدو

من جانبه شدد وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لو دريان أمس على ضرورة القضاء تماما على مقاتلي تنظيم داعش في إشارة إلى أن باريس لن تنسحب من العمليات العسكرية التي تشارك فيها في الخارج. وقال إنه بعد مرور عامين على ذلك تقاتل القوات الفرنسية «الخطر ذاته» في أرض الوطن.

واضاف لو دريان لراديو «يوروب 1 » امس إنه العدو نفسه. «جنودنا على الأرض هنا لأنه.. بالنسبة لهم هي نفس المعركة» في اشارة إلى نشر 10 آلاف جندي فرنسي في أنحاء فرنسا لحماية المواقع الرئيسية في البلاد.

إسقاط الجنسية

في الأثناء كشفت مصادر حكومية فرنسية ان المجلس الدستوري الفرنسي بصدد دراسة تشريع اسقاط الجنسية عن الافراد المتهمين بـ«التورط في اعمال ارهابية» او «مقاتلين اجانب» او «الانضمام لشبكات ارهابية» في فرنسا. وقال مصدر حكومي فرنسي في بيان تناقلته وسائل اعلام دولية الليلة قبل الماضية ان من شأن هذا القرار ان «يفتح الباب على مصراعيه لطرد عدد من الرعايا الفرنسيين الذين تم تجنيسهم بعد قدومهم الى البلاد والمدانين بجرائم متعلقة بالارهاب»

رد متسرع

إلى ذلك يريد الاتحاد الأوروبي ان تعمل الحكومات وقوات الأمن معا بدرجة أكبر لمواجهة مخاطر العنف لكنه حذر من أي رد متسرع. وقالت ناطقة نقلا عن رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر في إفادة صحافية في بروكسل اول من امس انه «في البداية هذا وقت للصمت قبل اتخاذ اجراء». وأضافت «أعمالنا يجب ان تتوقف ليس بدافع الخوف وإنما التأمل».

تحذير وأمن

وفيما حذّر المنسق الأوروبي لمكافحة الإرهاب جيل دو كرشوف، في مقابلة امس مع وكالة فرانس برس، من مغبة وقوع اعتداءات جديدة ومن مخاطر التطرف في السجون. أعلن وزير الأمن الداخلي الأميركي اول من امس تعزيز اجراءات الأمن والمراقبة في محيط المباني الحكومية والمطارات على اثر اعتداءات باريس لأن «المرحلة تقتضي تيقظا متناميا».

تشييع

في القدس، جرت مراسم تشييع اليهود الأربعة الذين قتلوا الجمعة في باريس اثر عملية احتجاز رهائن في متجر يهودي نفذها الجهادي احمدي كوليبالي. وخلال مراسم التشييع، اعتبر الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين انه من غير المقبول ان يشعر اليهود بالخوف حين يسيرون في شوارع اوروبا وهم يضعون اشارات تدل على انتمائهم الديني.

بدورها، أكدت وزيرة البيئة والطاقة الفرنسية سيغولين روايال التي مثلت باريس في مراسم التشييع أن معاداة السامية «لا مكان لها في فرنسا». أ.ف.ب