خلافات اقتصادية تتسبب باستقالة رئيس الوزراء

هولاند يعيد تكليف فالس بتشكيل الحكومة

هولاند يزور إحدى الجزر غربي فرنسا برفقة وزير الدفاع جان إيف لو ومسؤولين كبار «أ.ف.ب»

ت + ت - الحجم الطبيعي

في خطوة مفاجئة، أعلن مكتب الرئيس الفرنسي فرانسوا هولوند أمس، أن رئيس الوزراء مانويل فالس قدم استقالة حكومته، وأن رئيس البلاد كلفه بتشكيل حكومة جديدة «منسجمة» عقب خلاف بين فالس ووزير الاقتصاد أرنو مونتبور، بشأن السياسية الاقتصادية.

وجاء في بيان أن الحكومة الفرنسية الجديدة ستشكل اليوم الثلاثاء بناء «للتوجيهات التي حددها الرئيس لبلادنا».

وتأتي الخطوة غداة دعوة وزير الاقتصاد اليساري ارنو مونتبور لسياسات اقتصادية جديدة، وانتقاده «الهوس» الألماني بقواعد الانضباط في الميزانية.

فريق منسجم

وبعد التصريحات الشديدة اللهجة التي أدلى بها ارنو مونتبور نهاية الأسبوع منتقداً سياسة الحكومة، نزل العقاب أمس، وقدم رئيس الوزراء مانويل فالس استقالة حكومته إلى الرئيس هولاند.

وأصبح مانويل فالس مكلفاً بتشكيل «فريق منسجم مع التوجهات التي حددها» الرئيس وفق ما أفادت الرئاسة في بيان.

وهذه أول أزمة حكومية منذ تعيين مانويل فالس، الذي خلف جان مارك ايرولت على رئاسة الحكومة بعد هزيمة اليسار في الانتخابات البلدية نهاية مارس التي فازت بها الجبهة الوطنية (اليمين المتطرف).

انتهاك التضامن

وأعرب مونتبور في وقت سابق عن معارضته الاتجاه الاقتصادي، الذي اختاره هولاند وفالس وهما اشتراكيان مثله. وقال إن «ألمانيا وقعت في فخ سياسة التقشف التي فرضتها على أوروبا برمتها»، ودعا إلى تشديد اللهجة ضدها.

وأكد مونتبور أمس، انتقاداته السياسة الاقتصادية لهولاند وفالس، نافياً أي «انتهاك للتضامن الحكومي»، قبل إعلان استقالة الحكومة بقليل أنه لا يتحدث من موقع «احتمال» الانسحاب من الحكومة.

غير أن رئيس كتلة المدافعين عن البيئة في مجلس الشيوخ جان فنسان بلاسيه قال: «إذا بقي في منصبه وزير اقتصاد، فهذا يعني أن ليس هناك رئيس وزراء».

تجاوز صلاحيات

وتعرض ارنو مونتبور إلى عتاب شديد من مقربين من فالس اعتبروا انتقاداته الشديدة للسياسة الاقتصادية للحكومة غير مقبولة.

وقال مصدر من محيط فالس: «نعتبر أنه حصل تجاوز خط أحمر، لأنه لا يجوز لوزير الاقتصاد أن يعبر عن رأيه بهذا الشكل حول التوجه الاقتصادي للحكومة وحليفة أوروبية مثل ألمانيا».

غير أن الفرضية الأرجح كانت تتوقع شيئاً من «التوبيخ» ولم يتوقع أحد تعديلاً وزارياً، وفي هذه الظروف لم يكن مرجحاً كثيراً بقاء ارنو مونتبور (51 سنة) الذي يقود منذ الربيع عدداً من الحقائب الوزارية التي تعنى بالاقتصاد، في الحكومة.

موقف ألمانيا

بدورها، تحفظت ألمانيا في التعليق على الموقف الذي يمسها بشكل غير مباشر، واكتفت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بالتعبير عن تمنياتها لهولاند بالنجاح والمضي قدماً في طريق الإصلاحات، التي يخطط لها بعد استقالة حكومته، ولكنها لم تعلق على الوضع السياسي الداخلي في فرنسا.

Email