وضعت برنامجاً زمنياً لمكافحة المرض

الأمم المتحدة تحذر من تفشي «إيبولا» والسنغال تغلق حدودها

ممرض يطهر طبيباً بمستشفى في مونروفيا، حيث يعالج المرضى المصابون بإيبولا أ.ف.ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

أغلقت السنغال حدودها مع غينيا بعد أكثر من ثلاثة أشهر على إعادة فتحها لتفادي انتشار وباء إيبولا لديها، مع إعلان منسق الأمم المتحدة لفيروس إيبولا عن ضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة لمواجهة هذا الوباء.

ويأتي قرار السنغال إغلاق حدودها البرية مع غينيا، والذي أعلن عنه وزير الداخلية أول من أمس، في إطار الجهود المكثفة لتفادي انتشار الفيروس الذي قتل منذ مارس 1350 شخصاً في غينيا وليبيريا ونيجيريا وسيراليون.

وجاء في بيان الداخلية أنه نظراً إلى انتشار فيروس إيبولا قررت السنغال إغلاق حدودها البرية مجدداً مع غينيا. وأضاف أن «هذا الإجراء يطال أيضاً الحدود الجوية والبحرية للطائرات والسفن الآتية من غينيا وسيراليون وليبيريا».

وتقع المعابر الحدودية الرسمية مع غينيا في الجنوب وجنوب شرقي البلاد.

وكانت السنغال قد أغلقت حدودها البرية مع غينيا من 30 مارس إلى 6 مايو وأعادت فتحها «بعد التطور الإيجابي في مكافحة هذا الفيروس»، بحسب وزير الداخلية عبدالله داوودا ديالو.

من جهتها، قالت منظمة الصحة العالمية إنها وضعت مسودة استراتيجية لمكافحة المرض في غرب إفريقيا على مدى الشهور الستة أو التسعة المقبلة في مؤشر على أنها لا تتوقع القضاء على الوباء هذا العام.

وقالت الناطقة باسم المنظمة فضيلة شعيب في إفادة صحفية مقتضبة في جنيف: «تعمل منظمة الصحة العالمية على وثيقة خريطة طريق للإيبولا.. إنها وثيقة تشغيلية تتعلق بكيفية مكافحة الإيبولا. تحدد تفاصيل الاستراتيجية أمام منظمة الصحة العالمية وشركائها خلال الشهور الستة إلى التسعة المقبلة». وردا على سؤال عما إذا كان الجدول الزمني يعني أن المنظمة التابعة للأمم المتحدة تتوقع استمرار الوباء المتفشي الآن في غينيا وليبيريا وسيراليون حتى 2015 قالت: «بصراحة لا أحد يعلم متى سينتهي تفشي الإيبولا». ويتواجد في العاصمة الليبيرية مونروفيا لليوم الثاني على التوالي منسق الأمم المتحدة لفيروس إيبولا ديفيد نابارو في إطار زيارة إلى المنطقة تقوده إلى سيراليون وغينيا ونيجيريا.

وكان قال أول من أمس لـ«فرانس برس» خلال توقف في مطار كوناكري وهو في طريقه إلى مونروفيا، «إما نحن قريبون من آخر مراحل المرض وسيتراجع من بعدها أو أننا في مرحلة سينتشر فيها بشكل أوسع، لا أستطيع أن أتكهن على الإطلاق».

واعتبر أن ما يمكن القيام به الآن هو وضع سيناريوهات محددة جداً عما قد تؤول إليه الأمور. وشدد على عزمه التأكد من أن «كل ما في أجهزتنا هو في أفضل مستوى من أجل مواجهة انتشار واسع للمرض اذا تطلب الأمر ذلك».

في هذه الأثناء، أعلن الأمين العام لنقابة العاملين في المؤسسات الصحية جورج وليامز أن فيروس ايبولا بات منتشراً في كل المناطق في ليبيريا بعد اكتشاف حالات في جنوب شرقي البلاد قرب الحدود مع ساحل العاج. وأكد وزير الصحة النيجيري أونيبوتشي تشوكو حالتي إصابة جديدتين بالفيروس وهما لشخصين أصيبا بالمرض من أشخاص كانوا على اتصال بالرجل الليبيري الذي أدخل الفيروس إلى لاجوس.

وأودى الفيروس بحياة ما لا يقل عن 1350 شخصاً بينهم 576 في ليبيريا و396 في غينيا و374 في سيراليون، حسب آخر حصيلة لمنظمة الصحة العالمية صدرت في 18 أغسطس. وفي ليبيريا، أيدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن تتولى هيئة دولية تنسيق جهود «مكافحة الوباء المستشري على نطاق واسع» بدلاً من السلطات التي فرضت حظر التجول منذ الأربعاء الماضي وفرضت العزل الصحي على حيين على مشارف العاصمة مونروفيا.

وقال الأمين العام للصليب الأحمر الليبيري فايا تميا، إن عدد الوفيات فاق قدرات المرمدة الوحيدة في البلاد العائدة للطائفة الهندية التي تتبع المراسم الهندوسية في حرق الموتى.

وتم تعليق العديد من الرحلات الجوية إلى المنطقة غرب إفريقيا خوفاً من أن ينقل الوباء إلى قارات أخرى، واتخذت دول في كل أنحاء العالم إجراءات لمراقبة الركاب القادمين من الدول التي تشهد انتشار الوباء.

وفيات بمرض غامض

توفي 13 شخصاً بحمى «لم يعرف مصدرها» منذ 11 أغسطس في شمال غربي جمهورية الكونغو الديموقراطية، وهو البلد الذي اكتشف فيه فيروس إيبولا، حسب ما أعلن وزير الصحة مساء الخميس. وقال الطبيب فيليكس كابانجي نومبي إن «13 شخصاً توفوا منذ 11 أغسطس بحمى لم يعرف مصدرها. وقد توفي الأشخاص الـ13 بعد إصابتهم بحمى وإسهال وتقيؤ وانخفاض في الحرارة وتقيؤ مادة سوداء». وأضاف الوزير الكونغولي أن نحو 80 شخصاً كانوا على اتصال مع المرضى المتوفين تمت معالجتهم في منازلهم في بويندي موكي ولوكوليا وواتسيكينغو ولوكولا وهي قرى تقع في ولاية الاستواء (شمال غرب).

Email