عدد القتلى اقترب من ألف والمصابون 1700 بالوباء الأخطر في 4 عقود

منظمة الصحة العالمية تعلن الطوارئ في مواجهة «إيبولا»

ت + ت - الحجم الطبيعي

أعلنت منظمة الصحة العالمية أمس أن مرض إيبولا القاتل الذي ينتشر بسرعة في غرب افريقيا حيث أدى إلى وفاة حوالي ألف شخص وإصابة أكثر من 1700، يستدعي «حالة طوارئ في مجال الصحة العامة على مستوى العالم».

وقالت المنظمة في بيان إن لجنة الطوارئ التابعة لها التي اجتمعت الأربعاء والخميس في جنيف «تجمع على اعتبار أن الظروف متوافرة لإعلان حالة طوارئ في مجال الصحة العامة على مستوى العالم». وأضافت ان «الرد الدولي المنسق ضروري لوقف انتشار ايبولا وضمان تراجعه على مستوى العالم».

وقالت المديرة العامة لمنظمة الصحة مارغريت تشان خلال مؤتمر صحافي إن موجة الوباء الحالية هي «الأكبر والأخطر منذ أربعة عقود في العالم، داعية الأسرة الدولية إلى «تقديم الدعم الضروري» لدول غرب إفريقيا التي ينتشر فيها.

تدابير مراقبة

وطلبت المنظمة من الدول الأربع المعنية (غينيا وليبيريا وسيراليون ونيجيريا) اتخاذ تدابير مراقبة عند نقاط الخروج وإجراءات خاصة لشركات الطيران التي لا تزال تؤمن رحلات إليها بعد أن قررت عدة شركات وقف رحلاتها.

ودعت اللجنة رؤساء الدول التي ينتشر فيها المرض إلى «إعلان حالة الطوارئ» والتوجه «شخصياً إلى الأمة لتوفير معلومات حول الوضع».

وقال مساعد المديرة العامة للمنظمة الطبيب كيجي فوكودا المكلف متابعة ايبولا إنه ينبغي إبقاء المصابين في العزل 30 يوماً لأن فترة حضانة المرض - أي الفترة بين الإصابة بالعدوى وظهور أعراض المرض - تصل إلى 21 يوماً. وأضاف أنه ينبغي عدم السماح للعاملين الصحيين الذين يعالجون المرضى بالسفر عدا الطاقم الطبي المجهز بملابس الحماية.

وأوصت اللجنة بإخضاع جميع المسافرين من البلدان المصابة للفحص في المطارات والمرافئ والمراكز الحدودية، وفي حال وجود حالات مشتبه بها، ينبغي حجزها.

ميزانية أوروبية

وأعلن الاتحاد الأوروبي تخصيص ثمانية ملايين يورو إضافية لمواجهة المرض لترتفع الميزانية التي خصصتها المفوضية الأوروبية إلى حوالي 12 مليون يورو ستسلم إلى منظمة الصحة العالمية. وسيرسل الاتحاد الأوروبي خلال الأيام المقبلة مختبراً متحركاً إلى سيراليون للكشف عن الفيروس.

في واشنطن، قال مسؤول أميركي إن إدارة الرئيس باراك اوباما ستشكل مجموعة عمل خاصة بالفيروس للنظر في وضع سياسة للاستخدام المحتمل لعقاقير تجريبية لمساعدة مئات المصابين بالمرض. وقال انتوني فوسي مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية إن المجموعة ستضم علماء ومسؤولين آخرين من وكالات صحية حكومية مثل المعاهد الوطنية للصحة ومراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها.

ورفعت الوكالة الأميركية للأدوية جزئياً القيود عن استخدام علاج تجريبي للمصابين بفيروس ايبولا، ما قد يمهد الطريق أمام استخدامه لمكافحة الوباء، كما اعلنت الخميس شركة «تيكميرا» الكندية المنتجة للدواء.

وفي أوغندا وضع رجل في الحجر الصحي بعد أن ظهرت عليه عوارض الفيروس لدى وصوله إلى مطار عنتيبي وبينت الفحوص عدم اصابته بفيروس ايبولا. وأعلنت اليونان أن مريضاً عائداً من نيجيريا ظهرت عليه أعراض الفيروس حضر بنفسه إلى المستشفى. وتبين ان حالة أخرى اشتبه بها الخميس مصابة بالملاريا.

تأهب في آسيا

وتستخدم الدول الآسيوية كاميرات للتصوير الحراري وتضع أطباء في المطارات للكشف عن المسافرين المرضى فيما تكافح السلطات الصحية لتجنب أي تفش للفيروس.

وتشمل الإجراءات التي تطبقها استخدام كاميرات للتصوير الحراري بالأشعة تحت الحمراء لفحص المسافرين جوا المصابين بالحمى فضلا عن حملات التوعية العامة. وقال طارق يساريفيتش وهو متحدث باسم منظمة الصحة العالمية إن جهود آسيا لفحص المسافرين كافية.

وتراقب السلطات الصحية الوضع في تايلاند التي سجلت رقماً قياسياً في السياحة العام الماضي. وفي الصين لم ترد تقارير عن حالات إصابة لكن السلطات طلبت من المستشفيات الإبلاغ عن أية حالات. وقالت الهند إنها ستفحص المسافرين الذين يمرون عبر الدول الافريقية الأربع المتضررة.

وقالت اليابان إنها مستعدة لإرسال أية حالات مشتبه بها إلى مستشفيات خاصة لعزلهم.

التصريحات لا تنقذ

قال الطبيب بارت جانسنز مدير عمليات «أطباء بلا حدود» التي تنشر أكبر عدد من الطواقم على الأرض إن قرار منظمة الصحة العالمية بإعلان الطوارئ، إيجابي لكن «التصريحات لن تنقذ الأرواح». وطلب أن يترجم ذلك بـ «تحرك فوري على الأرض» مع نشر الدول أكبر قدر من الوسائل اذا أتيحت لها، للتصدي لهذا الوباء.

Email