تقرير إخباري

أردوغان يهيمن على سباق غير متكافئ في تركيا

ت + ت - الحجم الطبيعي

 

هللت الجماهير التي اكتظت بها المدرجات عندما أحرز رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان هدفه الثالث في مباراة في كرة القدم بين فريقين من المشاهير أقيمت بمناسبة افتتاح استاد في اسطنبول، في مؤشر جديد على هيمنة أردوغان على السباق الرئاسي غير المتكافئ المرتقب الأحد المقبل في تركيا.

كان اردوغان يرتدي قميصا برتقاليا يحمل الرقم 12، في إشارة إلى طموحه أن يصبح الرئيس رقم 12 لتركيا في أول انتخابات يختار فيها الشعب التركي رئيسه بشكل مباشر. ولا يكاد يشك أحد أن اردوغان الذي هيمن على الحياة السياسية في تركيا لأكثر من عشر سنوات سيفوز على منافسه الرئيسي أكمل الدين إحسان أوغلي، الدبلوماسي الذي لم يكن له دور يذكر في الساحة السياسية، أو على السياسي الكردي الطموح صلاح الدين دميرتاش. لكن خصوم اردوغان يقولون إن السباق غير متكافئ، وإن كان رئيس الوزراء نفسه ينفي ذلك.

مزيد من السلطات

والواقع أن فوز اردوغان سيركز مزيدا من السلطات في أيدي الرجل الذي قسم المجتمع التركي على أسس علمانية ودينية وأثار القلق بين حلفاء تركيا الغربيين.

وفي حين أن منافسي اردوغان مولوا حملتهم الانتخابية من التبرعات، فقد حوّل رئيس الوزراء ظهوره في المناسبات العامة وبعضها تموله الدولة إلى استعراض للقوة من مراسم بدء العمل في ثالث مطارات اسطنبول في يونيو إلى افتتاح خط قطار فائق السرعة في أواخر يوليو.

وجاب أردوغان البلاد طولا وعرضا بطائرة رئيس الوزراء ليخطب في أنصاره، وبدأ بالفعل حملته الانتخابية قبل موعد بدايتها رسميا الذي حددته لجنة الانتخابات في 31 يوليو.

مخالفة للقوانين

ورفضت لجنة الانتخابات الشهر الماضي التماسا من حزب المعارضة الرئيسي حزب الشعب الجمهوري أن يستقيل اردوغان من رئاسة الوزراء حتى يمكنه الترشح للرئاسة. ويشير اردوغان نفسه إلى الحملات الانتخابية التي شنها الرئيس الاميركي باراك أوباما والمستشارة الالمانية انجيلا ميركل أثناء وجودهما في السلطة.

وقال جم توكر رئيس الحزب الليبرالي الديمقراطي المعارض، الذي كتب الكثير عن النظام الانتخابي في البلاد، «في رأيي أن اردوغان أشبه برياضي يسمح له باستخدام العقاقير المنشطة المخالفة للقوانين والمشاركة أيضا في المنافسة».

وأضاف توكر، الذي يؤيد حزبه إحسان أوغلو، «الفترة التي قضاها في السلطة وشعبيته والكاريزما التي يتمتع بها تمنحه ميزة عادلة.. لكن استخدامه أموال الدولة ومواردها دون أي تمييز يمنحه ميزة غير عادلة على الاطلاق».

إقبال ضعيف

شارك نحو 2,8 مليون ناخب تركي في أول انتخابات رئاسية تركية يسمح فيها بمشاركة الأتراك المقيمين خارج بلادهم، وذلك حسبما نقلت وكالة أنباء الأناضول التركية، أمس، عن نائب رئيس الوزراء أمر الله ايشلر، الذي أشار أن هذا العدد يمثل 8,3 في المئة ممن يحق لهم الإدلاء بأصواتهم في الخارج، وقال إن 152 ألف تركي ناخب آخر من الأتراك المقيمين في الخارج أدلوا بأصواتهم في لجنة انتخابية أقيمت على معابر حدودية أو في مطارات في تركيا.

وانتهت الانتخابات الرئاسية في الخارج أول من أمس، بعد أربعة أيام من انطلاقها قبل أن يتم حمل بطاقات التصويت إلى تركيا. ولكن التصويت في اللجان الانتخابية المقامة عند المعابر الحدودية وفي المطارات في تركيا سيظل مستمراً حتى موعد بدء الانتخابات في الداخل الأحد المقبل. د.ب.أ

Email