وفاة صبي تفجر الاشتباكات في اسطنبول وأنقرة

غولن : أردوغان يحكم تركيا مثل العسكر

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

هاجم رجل الدين التركي فتح الله غولن رئيس وزراء بلاده رجب طيب أردوغان، وشبّه قبضته على البلاد بقبضة الجيش في السابق، محذرا من تأثير سياسته على الإصلاحات. في وقت اندلعت احتجاجات في اسطنبول وأنقرة اثر وفاة صبي أصيب في احتجاجات مناهضة للحكومة قبل تسعة شهور. وشبّه غولن، المقيم في الولايات المتحدة، قبضة أردوغان على السلطة بقبضة الجيش عندما كان يهيمن على البلاد، وحذر من ان الإصلاحات السياسية والاقتصادية التي تحققت على مدى عشر سنوات عرضة للخطر.

وفي تعليق سياسي مكتوب، قال غولن إن أردوغان خسر الثقة في الداخل والخارج، بسبب الإجراءات التي يتخذها، مثل القيود على حرية الإنترنت، وسيطرة الحكومة المتزايدة على المحاكم، ومنح أجهزة المخابرات سلطات أكبر.

مقال نادر

وأضاف غولن، في مقال نادر كتبه ونشر في صحيفة «فاينانشال تايمز» مساء الاثنين، «مجموعة صغيرة داخل الفرع التنفيذي بالحكومة تقبض على تقدم البلاد رهينة».

ويقول أعضاء حركة غولن، التي تحمل اسم «خدمة»، ان عدد اعضاء الحركة بالملايين. وأضاف غولن أن «الهيمنة على السياسة التي كان يتمتع بها الجيش انتقلت فيما يبدو الى هيمنة الجهاز التنفيذي».

 وساعد دعم غولن على ترسيخ صعود حزب العدالة والتنمية، الذي يتزعمه أردوغان، خلال السنوات العشر الماضية، لكن الانقسام المتزايد بين الحليفين السابقين امتد الى العلن في ديسمبر الماضي بتحقيق في مزاعم فساد حكومي. ويمثل هذا الخلاف واحدا من أكبر التحديات لحكم أردوغان المستمر منذ 11 عاما.

قتيل في احتجاجات

في الأثناء، لفظ فتى تركي يبلغ من العمر 15 عاما أنفاسه الأخيرة، بعد ان أصيب في رأسه خلال احتجاجات مناهضة للحكومة، وقعت في اسطنبول في يونيو الماضي، ودخل على اثرها في غيبوبة.

وأدى موته الى تجدد الاشتباكات بين الشرطة وأنصار أسرته. وحوصر بركين الفان، وكان حينها عمره 14 عاما، في الشارع أثناء اشتباكات بين الشرطة ومحتجين في 16 يونيو، بينما كان ذاهبا لشراء خبز لأسرته. وأصابت رأسه ما يعتقد أنها قنبلة مسيلة للدموع، أطلقتها قوات الشرطة ودخل في غيبوبة.

اشتباكات في إسطنبول

وأصبحت قضية الفان محور انتقادات موجهة الى حكومة أردوغان، وظل منتقدو الحكومة يتجمعون في المستشفى ليلا، بينما كان الصبي يرقد في العناية المركزة. ولم يحاكم اي ضابط شرطة في قضية الفان. وقالت اسرته في رسالة على تويتر: «إلى شعبنا: فقدنا بركين الفان اليوم الساعة السابعة صباحا، العزاء للجميع».

وبعد الإعلان عن الوفاة بدأ أنصار الأسرة المحتشدون امام المستشفى في رشق حافلة صغيرة للشرطة بكل ما تطوله أيديهم، وردت الشرطة بإطلاق القنابل المسيلة للدموع. واستخدمت الشرطة التركية الغاز المسيل للدموع أيضا لتفريق حشد تجمع ليلا في المستشفى.

وشهدت أنقرة أيضا مظاهرات احتجاجاً على وفاة الفتى. واستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين.

إطلاق سراح

في موازاة ذلك، ذكرت وكالة «إخلاص» للأنباء التركية أمس أن الحكم على المدانين الأربعة صدر أول من أمس، بعد مضي يومين على الإفراج عن قائد الجيش السابق الكير باشبوغ، الصادر بحقه حكم بالسجن المؤبد، لعلاقته بالمؤامرة التي أطلق عليها اسم «أرغينيكون».

وأشارت الوكالة إلى أن أمر المحكمة شمل الإفراج عن الصحافي تونغاي أوزكان، وضابط الجيش السابق ليفينت غوكتاس، وزعيم العصابة المفترض سدات بكير، والمحامي كمال كرينشسيز الذي أفرج عنه بعد أن حكمت محكمة محلية لصالح شكوى رفعوها.

حظر على السفر

وأوضحت أن المحكمة فرضت حظرا على سفر الأربعة، الذين أدينوا العام الماضي لدورهم في المؤامرة الانقلابية.

يذكر أنه حكم على اوزكان وكرينشسيز بالسجن مدى الحياة، بعد اعتقالهما في العام 2008، بينما صدرت بحق كل من غوكتاس وبكير أحكام طويلة بالسجن.

ويعود سبب الإفراج عنهم إلى قانون صادق عليه البرلمان الشهر الماضي، يخفض الحد الأقصى لاعتقال المشتبه فيهم في تلك القضية إلى خمس سنوات.

Email