فابيوس يهدد روسيا بعقوبات وبريطانيا تراقب الحدود بطائرة تجسس

برلمان القرم يعلن الاستقلال عن أوكرانيا وكييف تحذّر

أوكرانية تبكي أمام النصب التذكاري لضحايا الاحتجاجات في كييف إي.بي.إيه

ت + ت - الحجم الطبيعي

في تحدٍ صريح لأوكرانيا وللمجتمع الدولي، صادق برلمان جمهورية القرم الذاتية الحكم أمس على إعلان حول استقلال شبه الجزيرة عن أوكرانيا، معلنا نيّتها الانضمام إلى روسيا، ما دفع كييف لإطلاق تحذير بحل برلمان القرم.. في وقت هددت فرنسا روسيا بفرض عقوبات، فيما أطلقت بريطانيا طائرة تجسس لمراقبة الحدود.

ونقلت وسائل إعلام روسية عن المكتب الإعلامي في برلمان القرم أن الأخير صادق بأصوات 78 من أصل 100 نائب أمس على إعلان حول استقلال القرم عن أوكرانيا، ونيّتها الانضمام إلى روسيا. فيما يبدأ مجلس النواب الروسي في 21 الجاري بمناقشة مشروع قانون يسمح بانضمام شبه الجزيرة إلى روسيا.

وقال ناطق باسم البرلمان إن «وثيقة مهمة جداً، وهي إعلان الاستقلال، جرى التصديق عليها خلال الجلسة»، معتبراً أن «هذه الوثيقة ضرورية من أجل الإجراءات القضائية الخاصة بانضمام القرم لروسيا والاستفتاء حول وضع القرم».

إغلاق أجواء

وأغلقت شبه جزيرة القرم مجالها الجوي أمام رحلات الطيران التجارية، قبل خمسة أيام من استفتاء من المقرر أن تنظمه السلطات المؤيدة لروسيا لانضمامها إلى الأخيرة. فيما استولت ميليشيات موالية للروس على مطار سيمفروبول، ومنعت كل الرحلات باستثناء تلك القادمة من موسكو او المتجهة إليها.

كييف ترفض

بدوره، حذر البرلمان الأوكراني من حل برلمان شبه جزيرة القرم، إلا إذا ألغى برلمان القرم الاستفتاء الذي دعا إلى إجرائه بشأن الانضمام إلى روسيا.

ومنح قرار جرى التصويت عليه برلمان القرم مهلة حتى اليوم لإلغاء الاستفتاء المقرر أن يجرى في 16 مارس.

حرس وطني

فيما قال الرئيس الأوكراني المؤقت أولكسندر تيرتشينوف للبرلمان أوكرانيا ستنشئ قوة حرس وطني جديدة بين قدامى العسكريين، ردا على محاولات روسيا ضم القرم.

وقال تيرتشينوف إن سوء إدارة القوات المسلحة في ظل سلفه المعزول فيكتور يانوكوفيتش يعني الاضطرار لإعادة بناء الجيش الأوكراني «من الصفر بشكل فعلي».

باريس تهدد

دولياً، لوّح وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس بفرض عقوبات جديدة على روسيا «اعتبارا من هذا الاسبوع» على الارجح، اذا لم تتجاوب مع الاقتراحات الغربية لوقف التصعيد في أوكرانيا.

وقال فابيوس: «أرسلنا عبر (وزير الخارجية الاميركي) جون كيري اقتراحا للروس» من أجل «وقف التصعيد» في أوكرانيا، بدون ان يوضح تفاصيل هذا المقترح.

وتابع ان الروس «لم يردوا بعد وإن ردوا ايجابا، فسوف يتوجه كيري الى موسكو، وعندها لن تكون العقوبات فورية. واذا لم يجيبوا أو أجابوا سلبا، فستكون هناك مجموعة عقوبات قد يتم فرضها اعتبارا من هذا الأسبوع».

وقال ان هذه العقوبات «ستتضمن تجميد أموال شخصية بحق روس وأوكرانيين وعقوبات تستهدف التنقلات على صعيد تأشيرات الدخول».

بينما حرص وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير في تالين على طمأنة دول البلطيق على أمنها، الذي يضمنه الحلف الاطلسي والاتحاد الأوروبي.

ضبط نفس

وفيما اتهمت الولايات المتحدة الاثنين روسيا بتجاهل الاقتراحات التي عرضتها بهدف احتواء الازمة في أوكرانيا، اجتمع مجلس الأمن الدولي للمرة الخامسة في 10 أيام لمناقشة الوضع في أوكرانيا، ولكن موقف روسيا لم يتغير، وأعربت الدول الأخرى الأعضاء في المجلس ـ ومن بينها الصين ـ مجددا عن مخاوفها بشأن الوجود العسكري الروسي والاستفتاء القادم في شبه جزيرة القرم. فيما دعا المجلس في بيان الى «ضبط النفس».

مراقبة بريطانية

أما في بريطانيا، فقد أعلنت وزارة الدفاع أنها ستنشر طائرة تجسس لمراقبة حدود أوكرانيا، وسط تصاعد حدة التوتر بين الغرب وروسيا.

وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية «بي.بي.سي» أمس أن الوزارة أكدت أن طائرة التجسس من طراز «أواكس» ستطير من قاعدة وادينغتون، التابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني في مقاطعة لينكولنشاير، للقيام بمهام داخل المجال الجوي البولندي والروماني لمراقبة التطورات في أوكرانيا.

واضافت أن منظمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) أعطت الضوء الأخضر الاثنين لنشر طائرات تجسس في بولندا ورومانيا، في مهمة مراقبة تطورات الأوضاع في أوكرانيا من أراضي البلدين.

البنك الدولي يدعم

من جانبه، قرر البنك الدولي دعم الاصلاحات الاقتصادية في أوكرانيا من خلال تقديم مساعدات بقيمة ثلاثة مليارات دولار في العام الحالي.

جاء ذلك بعد تلقي البنك طلبا من الحكومة الاوكرانية المؤقتة لدعمها، مشيرا إلى انه على أهبة الاستعداد لمساعدة الشعب الاوكراني.

وقال رئيس البنك الدولي جيم يونغ كيم، في بيان الليلة قبل الماضية، ان «البنك ملتزم بدعم الشعب الاوكراني في هذه الاوقات الصعبة»، آملا استقرار الوضع في أوكرانيا في أقرب وقت ممكن.

تمديد مهمة

فيما أعلنت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا تمديد مهمة المراقبين العسكريين في أوكرانيا، بناء على طلب من كييف، التي كان من المقرر أن تغادر اليوم.

تجدر الإشارة إلى أنه لم يسمح للبعثة الدخول إلى شبه جزيرة القرم منذ بداية مهمتها الأربعاء الماضي، حيث قامت «قوات دفاع ذاتية» موالية لروسيا بطرد البعثة أكثر من مرة من نقاط تفتيش وأطلقت خلال ذلك أعيرة نارية تحذيرية.

يانوكوفيتش يدعو

بدوره، جدّد الرئيس الأوكراني المعزول تأكيده أنه الرئيس الشرعي لبلاده وأنه سيعود إليها، معتبراً الانتخابات المقررة في 25 مايو غير شرعية، داعياً الكونغرس والمحكمة العليا بالولايات المتحدة لتقييم تصرفات الإدارة بواشنطن حيال كييف.

وقال يانوكوفيتش: «إنني لم أهرب بل كنت في وقت وقوع الانقلاب داخل أوكرانيا.. ولا أزال رئيساً شرعياً وقائدا للقوات المسلحة في أوكرانيا، ولا أحد عزلني عن السلطة بموجب الدستور»، مؤكداً على أنه سيعود إلى كييف في أقرب وقت تسمح فيه الظروف.

بيان

بحث الرئيس الأميركي باراك أوباما الوضع الأوكراني مع كل من نظيره الكازاخي نور سلطان نزار باييف، ورئيس الوزراء الأسباني ماريانو راخوي، وأكدوا جميعاً دعم سيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها.

وأصدر البيت الأبيض بياناً أفاد فيه عن اتصال هاتفي بين أوباما ونزار باييف، وآخر بينه وبين راخوي لمناقشة الوضع في أوكرانيا. يو.بي.آي

Email