11 مليار يورو مساعدات.. وروسيا تجنح للسلم

قمّة أوروبية اليوم تبحث نزع فتيل أزمة أوكرانيا

ت + ت - الحجم الطبيعي

تراجعت مخاوف العمل العسكري في اوكرانيا، في وقت من المقرّر عقد قمّة أوروبية استثنائية اليوم في بروكسل لنزع فتيل الأزمة، وشدّد الدبلوماسيون الروس أنّ موسكو «لن تسمح بحمام دم»، ذهب العسكريون في منحى مغاير باستيلاء جزئي على قاعدتين لإطلاق الصواريخ في القرم، في الأثناء أعلنت كييف الرغبة في «حل سلمي»، أعلن الاتحاد الأوروبي عن خطّة مساعدات لأوكرانيا بقيمة 11 مليار يورو، في حين يستعد الغرب لفرض عقوبات اقتصادية على موسكو ومسؤولين أوكرانيين.

ويعقد رؤساء الدول والحكومات في الاتحاد الاوروبي قمة طارئة اليوم الخميس في بروكسل مخصصة لبحث الازمة في اوكرانيا، على ان تنتهي مساء، حيث اشارت مصادر الى ان القادة «سيبحثون التطورات الاخيرة في اوكرانيا وسبل خفض التوتر».

بدوره، شدّد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف على أنّ «بلاده لن تسمح بحمّام دم في أوكرانيا»، على خلفية التوتّرات في شبه جزيرة القرم. وأضاف لافروف في مؤتمر صحافي مع نظيره الإسباني خوزسيه مانويل غارسيا مارغايو: «لن نسمح بحمام دم في أوكرانيا، لن نسمح بأي اعتداء على حياة وسلامة سكان أوكرانيا، ولا على الروس الذين يعيشون في أوكرانيا»، مشيراً إلى أنّ «موسكو لا تملك أي سلطة على قوات الدفاع الذاتي المنتشرة في القرم»، مبيّناً أنّ «السلطات في القرم وفي أوكرانيا هي التي تملك حق السماح بدخول مراقبين دوليين».

وقال لافروف ردا على سؤال عما إذا كانت روسيا ستسحب القوات الموالية لها من القرم: «نريد توضيح ما هي القوات الموالية للروس، إن كانت قوات الدفاع الذاتي التي شكّلها سكان القرم، فنحن لا نملك أي سلطة عليها وهي لا تتلقى أية أوامر من جانبنا، أما بالنسبة للعسكريين الروس في أسطول البحر الأسود، فهم موجودون في مكان خدمتهم».

اقتناص قواعد

في منحى تصعيدي، أعلن مسؤولان أوكرانيان أنّ القوات الروسية سيطرت جزئيا على قاعدتين لإطلاق الصواريخ في القرم. وأكّد ناطق باسم وزارة الدفاع الأوكرانية لوكالة الصحافة الفرنسية، أنّ «القوات الروسية سيطرت جزئيا على قاعدة لإطلاق الصواريخ في افباتوريا»، لافتاً إلى أنّ «مركز قيادة ومركز مراقبة القاعدة غرب القرم، لا يزالان تحت السيطرة الأوكرانية».

من جهته، أبان مسؤول أوكراني أنّ «القوات الروسية سيطرت جزئيا على قاعدة ثانية لإطلاق الصواريخ وحاصرت المبنى الذي توجد فيه الصواريخ، مشيراً إلى أنّ جنودا دخلوا إلى القاعدة الواقعة في فيولنت بالقرب من ميناء سيباستوبول الذي يضم الأسطول الروسي في البحر الأسود.

حل سلمي

ولم تذهب كييف في اتجاه التصعيد، إذ أبدى وزير الخارجية الأوكراني أندريه ديشتشيتسيا لهجة تصالحية تجاه روسيا، قائلا إنّه يريد حل المأزق بين الدولتين سلميا. وقال ديشتشيتسيا قبيل اجتماعات رفيعة المستوى بشأن أوكرانيا في باريس، من بينها اجتماع مع نظيره الأميركي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف: «نرغب في تسوية الموقف سلميا، لا نرغب في محاربة الشعب الروسي». وذكرت مصادر دبلوماسية لوكالة الأنباء الألمانية، أنّ «لافروف ونظيره الأوكراني سيعقدان محادثات ثنائية»، فيما لم يؤكّد أي طرف عقد هذا الاجتماع.

اشتراط روسي

وفيما يشبه الاشتراط، طالبت روسيا بحكومة وحدة وطنية في أوكرانيا لحل الأزمة الراهنة. وذكرت الخارجية الروسية في بيان أنّه «من الضروري أيضا إجراء إصلاح دستوري يراعي مصالح كافة المناطق».

في السياق، أفاد شهود أنّ أوكرانيا رفعت علمها على مقر الحكومة المحلية في مدينة دونيتسك (شرقي أوكرانيا) بعد أن كان العلم الروسي مرفوعا منذ السبت. وقالت الشرطة إنّها تخلي المبنى الذي يحتله متظاهرون موالون لروسيا منذ الاثنين، لافتة إلى أنّ «الإخلاء بدأ بعد تقارير عن وضع متفجرات في المبنى». ولفت شهود إلى أنّه «تمّ تغيير العلم الروسي الموجود أعلى المبنى المكون من 11 طابقا بعلم أوكراني، لكن يوجد علم روسي آخر مازال مرفوعاً على صاري في المقدّمة».

تضرّر اقتصاد

وفيما دقّ رئيس الوزراء الأوكراني ارسيني ياتسينيوك نواقيس الخطر من تأثير نشر قوات روسية في منطقة القرم السلبي البالغ على اقتصاد بلاده، أضاف أنّ «الوضع في أوكرانيا لا يزال صعبا مع سيطرة القوات الروسية على شبه الجزيرة الواقعة في البحر الأسود».

وأردف ياتسينيوك القول إنّ «ثمة تبعات سياسية واقتصادية للعدوان الروسي على أراضي أوكرانيا، وجود الجيش الروسي على الأراضي الأوكرانية يحدث تأثيرا سلبيا بالغا على الاقتصاد»

11 مليار يورو

وفي ما يشبه الاستجابة لاحتياجات كييف الاقتصادية العاجلة، أحدث الاتحاد الأوروبي اختراقاً كبيراً بإعلان الاعتزام تقديم حزمة مساعدات لأوكرانيا بـ 11 مليار يورو خلال عامين، إذ قال رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروزو أمس، إنّ «الاتحاد الأوروبي مستعد لتقديم مساعدات مالية قيمتها 11 مليار يورو إلى أوكرانيا خلال العامين المقبلين عبر مجموعة من القروض والمنح».

وأضاف باروزو أنّ «البرنامج الذي يتضمن تدابير على المديين القصير والمتوسط على الصعيد التجاري والاقتصادي والتقني والمالي، يمكن أن تكمله الدول الأعضاء في الاتحاد».

تجميد أرصدة

على صعيد متصل، قال مصدر دبلوماسي إنّ «الاتحاد الأوروبي سيجمّد اعتباراً من اليوم الخميس أرصدة 18 مسؤولا أوكرانيا في الاتحاد الأوروبي لتورّطهم في اعمال عنف في كييف في فبراير الماضي»، مضيفاً أنّ «لائحة المسؤولين الـ 18 ستنشر اليوم في الجريدة الرسمية للاتحاد الأوروبي قبيل قمة أوروبية استثنائية ببروكسل مخصصة للأزمة الأوكرانية».

ولن تشمل العقوبات في مرحلة أولى سوى تجميد الأرصدة وليس منع التأشيرات للسفر داخل الاتحاد الأوروبي كما كان مقرر مبدئيا. وربما تشمل اللائحة الرئيس الأوكراني المخلوع فيكتور يانوكوفيتش.

عقوبات منتظرة

قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إنّ زعماء الاتحاد الأوروبي «ربما يفرضون عقوبات على روسيا اذا لم يتوقف التصعيد بحلول ذلك الوقت». بدورها، ذكرت وكالة الإعلام الروسية أمس أنّ «المشرعين الروس يعملون على صياغة مشروع قانون يسمح بمصادرة ممتلكات وأصول وحسابات مصرفية لشركات أوروبية أو أميركية اذا فرضت عقوبات على روسيا».

Email