واشنطن ولندن تلوّحان بتكاليف كبيرة و«جي 8» تعلّق اجتماعها في سوتشي

قمة أوروبية طارئة الخميس وبرلين تحذر من انقسام القارة

ت + ت - الحجم الطبيعي

كثفت القوى الغربية، وعلى رأسها مجموعة الدول السبع والولايات المتحدة الضغوط على روسيا التي تتهمها أوكرانيا بـ«إعلان الحرب» عليها، سعياً لإيجاد حل لإحدى أخطر الأزمات مع موسكو منذ سقوط جدار برلين. وفيما طالبت واشنطن بمراقبين أوروبيين مجددة تهديداتها المدعومة بريطانياً هذه المرة لموسكو، علّقت سبع دول كبرى الاستعدادات لقمة مجموعة الثماني المقرر عقدها في مدينة سوتشي الروسية، وسط الحديث عن قمة أوروبية طارئة وتحذير ألماني من انقسام القارة.

ومع إعلان ألماني عن قبول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اقتراحا للمستشارة انجيلا ميركل تشكيل «بعثة تحقيق» و«مجموعة اتصال» لبدء «حوار سياسي» حول أوكرانيا، واصلت الولايات المتحدة ضغوطها وانتقاداتها للنظام الروسي، وطالبت بإرسال مراقبين من منظمة الأمن والتعاون في أوروبا «فوراً».

وقال السفير الاميركي دانيال باير ان الهدف من هذه المهمة هو محاولة «تأمين حماية حقوق الاقليات» و«الحرص على احترام وحدة وسلامة اراضي» اوكرانيا.

تهديد أميركي أوروبي

في الأثناء، هدد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون والرئيس الأميركي باراك أوباما بتحميل روسيا تكاليف كبيرة ما لم تغير مسارها بعد نشر قواتها في أوكرانيا.

وقال ناطق باسم مكتب رئاسة الحكومة البريطانية إن كاميرون أجرى الليلة قبل الماضية اتصالاً هاتفياً بالرئيس أوباما و«ناقشا خلاله تطورات الأحداث في أوكرانيا، واتفقا على أن تصرفات روسيا غير مقبولة تماماً». واضاف المكتب أن رئيس الوزراء البريطاني والرئيس الأميركي «اتفقا أيضاً على أن هناك حاجة ملحة لتهدئة الأوضاع في أوكرانيا وضرورة دخول روسيا في حوار مباشر مع حكومتها الجديدة، وتحميلها تكاليف كبيرة ما لم تغير مسارها في أوكرانيا».

كذلك، حذر وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ، من العاصمة الأوكرانية كييف روسيا من «عواقب وثمن» التدخل في اوكرانيا.

قمة أوروبية طارئة

وفي هذه الأجواء الساخنة سياسياً، صرح دبلوماسيون بأنه تم إبلاغ حكومات الاتحاد الأوروبي بأنه من الممكن أن يطلب من رؤسائها حضور قمة خاصة بعد غدٍ (الخميس) لمناقشة الوضع في أوكرانيا.

وفي حين لم يتأكد بعد رسميا عقد القمة التي ستأتي بعد زيارة مقررة لأوكرانيا تقوم بها منسقة السياسة الخارجية للاتحاد كاثرين آشتون، انتقدت سبع من أصل أقوى ثماني حكومات في العالم تشكل مجموعة الثماني، أمس روسيا وقررت تعليق الاستعدادات لقمة مجموعة الثماني، المقررة في مدينة سوتشي الروسية في يونيو المقبل.

انسحاب من «جي 8»

وذكرت وكالة «ريا نوفوستي» الروسية للأنباء أن كندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والمملكة المتحدة والولايات المتحدة والمجلس الأوروبي والمفوضية الاوروبية وقعت بيانا مشتركا ينتقد «الانتهاك الروسي الواضح لسيادة ووحدة أراضي أوكرانيا».

وجاء في بيان لهذه الدول: «لاحظنا أن تصرفات روسيا في أوكرانيا تناقض مبادئ وقيم مجموعة السبع ومجموعة الثماني».

كذلك، طالب حلف شمال الاطلسي (ناتو) بإرسال مراقبين دوليين، ودعا روسيا الى سحب قواتها، لكنه ابقى باب الحوار مفتوحا مع موسكو.

وعرضت مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى «جي 7» دعما ماليا «قويا» لأوكرانيا. وأعلن وزراء مالية مجموعة السبع أمس أن المجموعة ستتغلب مع صندوق النقد الدولي على التحديات الاقتصادية المباشرة التي تواجهها أوكرانيا.

تحذير ألماني

من جانبه، حذر وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير من حدوث انقسام في أوروبا مجددا.

وقال شتاينماير، في مستهل الاجتماع الطارئ لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل حول الأزمة الأوكرانية، إنّ «أوروبا تواجه الآن بلا أدنى شك أشد أزمة منذ سقوط سور برلين».

وأضاف: «عقب 25 عاما على انتهاء الحرب الباردة أصبح خطر انقسام أوروبا مجددا حقيقيا. الأوضاع في أوكرانيا تتفاقم يوميا».

عواقب وخيمة

وفيما حضّ الامين العام للامم المتحدة بان كي مون روسيا على تجنب القيام باي تحركات يمكن ان تزيد من تدهور الوضع، صرح وزير الخارجية البولندي رادوسلاف سيكورسكي أن روسيا ستواجه «عواقب وخيمة» بعد تدخلها في شبه جزيرة القرم.

 

زيارة كيري

يزور وزير الخارجية الاميركي جون كيري العاصمة الاوكرانية كييف اليوم الثلاثاء للتعبير عن دعم واشنطن للسلطات الانتقالية في هذا البلد في مواجهة «احتلال» روسيا لشبه جزيرة القرم، الذي قال مسؤولون اميركيون ان واشنطن تريد معاقبة موسكو عليه. وكان كيري هدد روسيا أول من أمس بإمكانية فقدان مكانتها في مجموعة الثماني اذا واصلت «غزو» القرم و«عدوانها» على هذه المنطقة. أ.ف.ب

Email