بحضور رسمي وشعبي محلي ودولي

مانديلا يوارى الثرى في مسقط رأسه

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

جرت في جنوب إفريقيا، أمس، مراسم دفن رئيسها الأسبق نلسون مانديلا، ليُفتح فصل جديد في مسيرة البلاد نحو الحفاظ على ديمقراطية تقوم على تعدد الأعراق كان الزعيم الجنوب إفريقي أبرز دعائمها.

وأقيمت مراسم جنازة مانديلا الرسمية بحضور نحو خمسة آلاف شخص من أقارب، وأصدقاء، وقادة أفارقة، بالإضافة إلى وليّ العهد البريطاني الأمير تشارلز، والإعلامية الأميركية أوبرا وينفري، والناشط الأميركي في مجال حقوق الإنسان جيسي جاكسون وغيرهم، وذلك في مسقط رأسه بلدة «كونو»، شرقي الكاب، بعد أسبوع شهد مراسم وداعية شملت حفل تأبين يوم الثلاثاء الماضي، حضره عدد كبير من قادة الدول، في ما اعتبر أكبر تجمّع لزعماء العالم في التاريخ المعاصر.

وشارك في وداع مانديلا رفيقه في مكافحة الفصل العنصري كبير أساقفة جنوب إفريقيا المتقاعد ديزموند توتو.

ولفّ نعش الرئيس الراحل بالعلم الجنوب إفريقي وحمله جنود على عربة مدفع إلى مثواه الأخير.

ومن أصل خمسة آلاف ضيف في مراسم الجنازة، دعي 450 شخصاً فقط للتوجّه إلى مدافن العائلة بسبب ضيق المكان، فيما شاهد الباقون المراسم عبر شاشة عملاقة وضعت خصيصاً للمناسبة.

وأطلقت المدفعية 21 طلقة فيما كان نعش مانديلا ينقل من منزله نحو موقع الجنازة.

وقال نائب رئيس حزب المؤتمر الإفريقي الحاكم، سيريل رامافوسا، إن «الشخص الراقد هنا هو أعظم ابن لجنوب إفريقيا». وألقت رئيسة ملاوي، جويسي باندا، كلمة للمناسبة إضافة إلى أفراد من عائلة مانديلا.

«عاد للوطن»

وعندما وصل جثمان مانديلا، أول من أمس، إلى مسقط رأسه في كونو على بعد 700 كيلومتر جنوبي جوهانسبيرغ أطلقت الزغاريد لأن «ماديبا» وهو الاسم الذي يعرف به مانديلا في قبيلته «عاد للوطن».

وقالت الجدة فيكتوريا نتسينجو وطائرات الهليكوبتر التي ترافق الموكب الجنائزي تحلق في السماء «بعد حياة طويلة ومرض يمكنه الآن أن يستريح.. لقد أتم عمله».

وكان عشرات الآلاف من الأشخاص توافدوا على مدى ثلاثة أيام الأسبوع الماضي إلى مبنى الاتحاد في بريتوريا، حيث سجّي جثمان مانديلا لإلقاء نظرة الوداع الأخيرة على الرجل الذي يعرف بـ«أب الأمة».

وكان مانديلا، الحائز جائزة نوبل للسلام، تـــوفي ليل 5 ديسمبر عن عمر ناهز 95 عاماً بعد صــراع طويل مع المرض.

وقضى مانديلا 27 عاماً في السجن بعد اتهامه بالتـــخريب والتخطيط لانقلاب على الحــكومة في ظلّ الصراع لإنهاء قانون الفصل العنــصري في جنوب إفريقيا.

وأُفرج عنه في 1990 وأصبح أول رئيس أسود للبلاد في 1994 حين أطلق دعوة للتسامح والمصالحة.

 

إرث مانديلا

طلب رئـــــيس جنوب إفريقيـــا جاكوب زوما من مواطـــــنيه «إبقاء إرث مانديلا حياً».

وألقى زوما، كلمة في مراسم تشييع نلسون مانديلا، أمس، أثنى فيها على الزعيم الراحل، وقال: «بعد 95 سنة مجيدة كمناضل في سبيل الحرية، بقي خادماً متواضعاً للشعب الجنوب إفريقي». وأضاف مخاطباً مانديلا: إن «طريقك الطويل إلى الحرية انتهى بالمعنى المادي للكلمة لكن رحلتنا نحن مستمرة». وقال: «علينا مواصلة بناء المجتمع الذي عملت من أجله وعلينا أن نبقي الإرث حياً».

وأردف: «جنوب إفريقيا ستكبر لأننا لا نريد أن نخيب أملك». وتابع: «نعدك بأن نواصل اليوم تشجيع التسامح ومجتمعاً متعدد الأعراق في بلدنا وبناء جنوب إفريقيا تنتمي إلى الجميع فعلاً».

 

أرض الأجداد

ووري نلسون مانديلا الثرى في أرضه إلى جانب والديه وثلاثة من أبنائه في قرية طفولته كونو مع كل التشريفات العسكرية.

ووقف رئيس جنوب إفريقيا جاكوب زوما عندما أنزل النعش في القبر، فيما بقيت أرملته غراسا ماشيل وزوجته السابقة ويني مانديلا جالستين تحت خيمة بيضاء نصبت خصيصاً للمناسبة. في هذه الأثناء حلقت مروحيات عسكرية وطائرات حربية فوق الموقع. أما كاميرات التلفزيونات التي كانت تنقل وقائع وداع بطل النضال ضد نظام الفصل العنصري، فتمكنت من متابعة نعشه حتى أرض أجداده في كانو.

Email