السعودية

حظر الاستقدام فجر ظاهرة خادمات »السوق السوداء«

ت + ت - الحجم الطبيعي

أدى إيقاف السلطات السعودية تأشيرات الاستقدام من إندونيسيا والفلبين مع حلول إجازة الصيف، واقتراب حلول شهر رمضان إلى ظاهرة خادمات «السوق السوداء» وتهريبهن إلى المدن بطريقة مخالفه للأنظمة، وبات الأمر يحمل كثيرا من الأخطار على الأسر خاصة نظرا لما تفرضه الخادمات من شروط مستعصية منها : رواتب مغرية، وإجازة يومين، والنوم خارج المنزل وسط دعوات من المجتمع لإيجاد حل سريع للأزمة.

وتعد الجنسية الإثيوبية والإريترية والتشادية المخالفة لنظام الإقامة الأكثر طلبا في السعودية كبديل مؤقت للخادمات الإندونيسيات، إذ تشير المعلومات إلى أن تأجير الخادمات الوافدات من الجنسية (الإثيوبية والإريترية) والمخالفات لأنظمة الإقامة يشهد نشاطا واسعا في مختلف مناطق السعودية قفز بالأجور إلى نحو ألفي ريال شهريا حيث لا يقتصر الأمر على مدينة دون أخرى.

 

وقف التأشيرات

وأعلنت وزارة العمل السعودية في وقت سابق أنها قررت وقف إصدار تأشيرات استقدام العمالة المنزلية من كل من إندونيسيا والفلبين بدءا من يوم السبت الماضي، وذلك على خلفية شروط الاستقدام التي أعلنتها الدولتان مقابل استقدام عمالتها المنزلية، ليأتي ذلك القرار متزامنا مع الجهود التي تقوم بها الوزارة من أجل فتح قنوات جديدة لاستقدام العمالة المنزلية من مصادر أخرى بعد أن وصلت مفاوضات اللجان العمالية في السعودية وإندونيسيا إلى طريق مسدود بعد اشتراط الأخيرة شرطا مثيرا للجدل لمخالفته للعادات السعودية، وهي: وضع صورة واضحة ومكبرة للزوجة ولجميع أفراد الأسرة الراغبة في استقدام خادمة من إندونيسيا، وهو ما تم رفضه من الجانب السعودي.

 

خادمات مجهولة الهوية

بالمقابل، فإن عددا من الخادمات لا يحملن سوى عباءاتهن وجوالاتهن التي لا يهدأ رنينها قط، فهن مخالفات، ولا يحملن أي أوراق ثبوتية، ولا تدري أي أسرة مدى سلامتهن من الأمراض، فالكثيرات منهن مصابات بأمراض يستحيل أن يعترفن بها للأسر التي ترغب في العمل لديهم، والغريب في الأمر أنهن يتقاضين مرتبات عالية جداً بالمقارنة مع باقي الجنسيات.

وقالت احدى الخادمات الأثيوبيات وتدعى مريم: «قدمنا تسللاً عن طريق دولة مجاورة ونعتمد في تنقلاتنا بين المحافظات على التهريب».

وعن طريقة التي يتبعنها قالت «نتفق مع أحد المواطنين السعوديين أو المقيمين نظامياً لنقلنا باستخدام بطاقة العائلة - أي إنهن ينتحلن شخصيات السيدات المسجلات في البطاقة في حال طلب منه إثبات عند نقاط التفتيش».

 

شهادات من الواقع

ومن جهتها، تحدثت خادمة إثيوبية أخرى تدعى لولو عن تعرض الكثير من بنات جنسها للخديعة «يعدنا أحدهم بأنه وجد لنا عملا في منزل أو مشغل نسائي إلا أن الوجهة تكون مختلفة لذلك تماماً، فالكثيرات تورطن رغماً عنهن، حيث ألمحت إلى أن وراء تلك الممارسات المنافية للآداب عصابات كبيرة ومنظمة تقتات من وراء ذلك»،

وروت لولو قصة فتاة من بلدها قائلة: «قدمت مع مجموعة كبيرة من النساء للعمل في المملكة، وعند وصولهن استلمهن بعض الأشخاص كما هو مخطط له مسبقاً، وهنا تم تقسيم النساء حيث يقوم كل قسم بعمل معين، وكانت من ضمن الوافدات فتاة تدعى هجر تبلغ الرابعة عشرة أجبرت على ممارسة البغاء رغم أنها كانت ترغب في العمل كخادمة منزلية ولم يمض سوى أسبوع حتى وجدت منتحرة في الغرفة التي تنام فيها» .

Email