مصدر سعودي: صالح لن يعود نهائياً

اجتماع يمني في أوروبا لتشكيل حكومة توافقية

ت + ت - الحجم الطبيعي

كشفت مصادر دبلوماسية عن لقاء عقد في دولة أوروبية قبل ايام بين شخصيات تمثل السلطة والمعارضة في اليمن لبحث صيغة سياسية لحل الأزمة وتشكيل حكومة توافقية، في حين أكد مصدر سعودي أن الرئيس علي عبدالله صالح لن يعود إلى بلاده نهائيا، الامر الذي نفتة صنعاء، وأكدت عودته خلال أيام، تزامنا مع سماح أطبائه المعالجين لعدد محدود من السعوديين واليمنيين بزيارته لوقت وجيز، بينما تظاهر عشرات الآلاف في صنعاء وعدة مدن بين مؤيد لصالح، ومعارض يدعوه إلى التنحي عن الحكم .

وقالت مصادر دبلوماسية امس ان شخصيتين تمثلان السلطة والمعارضة في اليمن التقتا قبل ايام في أوروبا لبحث صيغة سياسية تؤدي الى اخراج البلد من ازمتها السياسية الحالية.

وأوضحت المصادر أن «اللقاء في احدى العواصم الأوروبية، وقد تكون لندن، جرى بين ياسين سعيد النعمان رئيس اللقاء المشترك المعارض وعبد الكريم الارياني مستشار الرئيس علي عبد الله صالح للشؤون السياسية اللذين ناقشا صيغة حل توفيقي لإخراج اليمن من ازمته». وتابعت ان الحل قوامه «تشكيل حكومة توافق وطني تتولى اتخاذ الخطوات اللازمة» في سبيل تحقيق ذلك. يذكر ان المعارضة تضم اطيافا من مشارب عدة.

تصريح ونفي

من جهة أخرى أعلن مصدر سعودي لوكالة فرانس برس طلب عدم ذكر اسمه امس ان صالح الذي يتلقى علاجا في احد مستشفيات الرياض اثر إصابته بانفجار في صنعاء لن يعود الى بلده. وأضاف «لم يتم تحديد مكان إقامته حتى الآن» ملمحا إلى احتمال مغادرته السعودية.

في المقابل نفى مسؤول يمني ما اعلنه المصدر السعودي، وقال نائب وزير الإعلام عبدو الجندي لفرانس برس ان «الرئيس صالح سيعود الى اليمن خلال الأيام المقبلة» دون مزيد من التوضيحات.

زيارة وجيزة

وفي السياق وفي الوقت الذي تتواصل فيه شحنات النفط التي تبرعت بها السعودية للشعب اليمني لفك الاختناق الاقتصادي التي يكاد يفتك بالجارة الجنوبية للمملكة قالت تقارير صحفية ان الرئيس اليمني حالته الصحية تتحسن وان اطباءه المعالجين سمحوا لعدد محدود من السعوديين واليمنيين بزيارته لوقت وجيز.

ونقلت صحيفة «الشعب العربي» الإلكترونية عن مصادر طبية سعودية قولها إن الحالة الصحية للرئيس اليمني تتحسن على الرغم من انه لا زال في العناية المركزة.

وأكدت المصادر الطبية أن عددا محدودا من المسؤولين السعوديين المشرفين على متابعة علاج الرئيس اليمني والدبلوماسيين اليمنيين قد تمكنوا أخيرا من زيارته لوقت وجيز لتشديد الأطباء على منع الزيارة خشية نقل العدوى في ظل استمرار عمليات معالجة الأجزاء المحترقة وترقيع الجلد وتطهير الجروح .

وأضافت المصادر ذاتها، ان الرئيس صالح مازال يتنفس من خلال أنبوب عن طريق فتحة في القصبة الهوائية ويتغذى من خلال أنبوب عن طريق الأنف.

وتتضارب المعلومات حول صحة الرئيس اليمني الذي نقل الى الرياض السبت في الرابع من الشهر الحالي، غداة اصابته في انفجار استهدف المسجد في القصر الرئاسي.

وفي غياب صالح، يواجه نائبه الفريق عبد ربه منصور هادي ضغوطا داخلية وخارجية لتحقيق مطالب المتظاهرين بتأسيس مجلس انتقالي، الأمر الذي من شأنه أن يمنع عودة الرئيس اليمني إلى السلطة.

تظاهرات مؤيدة ومعارضة

ميدانيا تظاهر عشرات الآلاف في العاصمة اليمنية صنعاء منذ ساعات الصباح الأولى امس، بين مؤيد للرئيس علي عبد الله صالح، ومعارض يدعوه إلى التنحي عن الحكم .

وأطلق المؤيدون لصالح على تظاهرتهم «جمعة الولاء لله وللقائد»، والمعارضون «جمعة الشرعية الثورية ».

وردد الموالون لصالح هتافات عبرت عن تأييد النظام الحاكم والرئيس صالح وتدعو له بالشفاء مع أركان حكمه الذين يتلقون العلاج في المملكة العربية السعودية منذ الرابع من الشهر الجاري.

وتم تنظيم تظاهرات مماثلة بالمحافظات اليمنية للتأكيد على التمسك بالشرعية الدستورية، ورفض العنف والفوضى والانقلاب على السلطة. ورفعوا لافتات كتب عليها «لا للزج باليمن في الفتن والفوضى»، «لا للحرب الأهلية والعنف»، «لا لقتل رجال قوات الأمن والجيش».

وافاد شهود عيان ان أعداد أنصار الرئيس اليمني كانت اقل من السابق خلال صلاة الجمعة في ميدان السبعين، بحيث اقتصر الحضور على داخل المسجد وليس خارجا كما كان يحدث سابقا. وشهدت ساحة التغيير بجامعة صنعاء و17 محافظة يمنية أخرى أيضا تظاهرات تعارض استمرار صالح في الحكم وتدعوه إلى التنحي عقب 33 سنة من تسلمه السلطة في اليمن.

ورفع المتظاهرون بساحة التغيير لافتات تطالب بتشكيل مجلس انتقالي مؤقت، ورفضوا عودة الرئيس إلى البلاد بعد انتهاء فترة علاجه بالسعودية. شارك الالاف في الصلاة في ميدان الحرية في اب والبيضاء والحديدة وغيرها.

وللمرة الأولى منذ 29 مايو الماضي عندما لقي حوالي 20 شخصا مصرعهم، ادى عشرات الالاف الصلاة في ساحة الحرية في تعز.

الى ذلك، قالت مصادر في المعارضة ان «اشتباكات دارت في شمال تعز في وقت متأخر ليل الخميس الجمعة بين الحرس الجمهوري ومسلحين من حراس الثورة ما اسفر عن اصابة اربعة أشخاص بجروح». واتهمت المصادر «عناصر الحرس باطلاق النار باتجاه ساحة الحرية وعلى بعض القرى المحيطة». ويشهد اليمن حركة احتجاجية شعبية منذ الثالث من فبراير الماضي تطالب رئيس الجمهورية بالتنحي عن الحكم ما أدى إلى مقتل وجرح واعتقال الآلاف .

 البحرين واليمن

ذكرت وكالة انباء البحرين ان الملك حمد بن عيسى آل خليفة اتصل هاتفيا بالرئيس اليمني علي عبد الله صالح الذي يعالج في الرياض بعد اصابته بجروح في اعتداء في الثالث من يونيو في صنعاء. وقالت الوكالة اول من امس انه «جرى اتصال هاتفي بين الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد والرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية اليمنية الشقيقة اطمأن جلالته خلاله على صحة الرئيس اليمني». وأضافت ان ملك البحرين «تمنى له الشفاء العاجل والتوفيق». يشار الى ان عاهل البحرين هو الزعيم الثاني بعد العاهل السعودي الملك عبد الله الذي يتصل بصالح منذ محاولة الاغتيال التي تعرض لها في قصره بصنعاء في الثالث من يونيو.

واشنطن تعتبر اجتماع هادي مع المعارضة «مشجعاً»

اعتبرت الولايات المتحدة ان اللقاء الذي جرى بين ممثلين عن الشبان معارضي نظام الرئيس اليمني علي عبد الله صالح ونائب الرئيس عبد ربه منصور هادي امر «مشجع».

وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية فيكتوريا نولاند اول من امس انها غير قادرة على تحديد موعد لعودة الرئيس اليمني الى صنعاء والذي يعالج في السعودية بعد إصابته في محاولة اغتيال في قصره في الثالث من يونيو. وأضافت «بحسب معلوماتنا، هو ما زال يعالج في المملكة العربية السعودية».

وذكرت الناطقة الأميركية أيضا «نحن متشجعون لكون نائب الرئيس هادي قد بدأ يمد اليد للمعارضة وبدأ حوارا» معها. وأضافت «لأنه وكما تعلمون نعتقد انه لا يجوز اضاعة الوقت في تحديد المستقبل الديموقراطي الذي يستحقه اليمن».

ومساء الاربعاء، التقى ممثلون عن المتظاهرين الذين يطالبون برحيل صالح نائب الرئيس اليمني.

وكان «شباب الثورة» الذين يطالبون بتأسيس مجلس انتقالي في اليمن من اجل حل الأزمة المستعصية اعلنوا أن وفدا منهم التقى مساء الاربعاء نائب الرئيس الفريق عبد ربه منصور هادي. وأفاد بيان أن الوفد «قدم مطالب الثورة الشبابية الشعبية السلمية المتمثلة في تحديد موقفه من الثورة وموافقته على أن يكون احد أعضاء المجلس الانتقالي».

 

Email