قذائف على دار الرئاسة ومنازل أبناء الأحمر

.. صالح كاد يقتل

أعمدة الدخان ترتفع فوق حي حدّة.. الذي يعتبر الشارع السياسي جراء المعارك والقصف

ت + ت - الحجم الطبيعي

اشتعل الوضع الأمني العسكري في اليمن، وتحديداً في العاصمة صنعاء، بشكل دراماتيكي غير مسبوق.. بدأ بتمدد القصف والمواجهات من شمال العاصمة إلى جنوبها وصولاً إلى محيط دار الرئاسة، ثم انهمار القذائف على القصر الرئاسي وإصابة الرئيس علي عبدالله صالح ورئيسي السلطتين التشريعية يحيى الراعي، وحالته خطرة، والسلطة التنفيذية علي مجور، وعدد من الوزراء. وبعد دقائق من بعض الفوضى والشائعات عن مقتل الرئيس صالح.

أكد التلفزيون الرسمي اليمني ووزارة الدفاع أن صالح «بخير وعافية». ولم يظهر الرئيس اليمني في مؤتمر صحافي جرى الإعلان عنه بعد قصف قصر الرئاسة، وقال نائب وزير الإعلام اليمني عبده الجندي لـ«البيان» ان «الرئيس علي عبد الله صالح أصيب بجروح بسيطة في الهجوم على قصر الرئاسة لكنه بصحة جيدة»، وأضاف «الأخ الرئيس في خير وعافية وبصحة جيدة والحمد لله، وتم تأجيل المؤتمر الصحافي الذي كان سيعقده الرئيس نظرا لما يوجد من خدوش، وسيتماثل ان شاء الله في القريب العاجل للشفاء»، وتابع قوله «سوف يظهر أمام الإخوة في الداخل والخارج، ولا يوجد أي شيء يؤثر على صحته، وفي القريب العاجل سوف تقابلونه في مؤتمر صحافي سيوضح لهؤلاء الجبناء والخونة بأنهم أرادوا له الموت وأراد الله له الحياة»، ولم يوجه الجندي اتهاما مباشرا الى جهة محددة الا انه قال انهم «ارهابيون لكنهم يريدون السلطة» في إشارة على ما يبدو إلى خصوم صالح السياسيين.

وأفاد مسؤول في الحزب الحاكم أن «صالح يخضع للعلاج في مستشفى مجمع الدفاع»، كما أن رئيس الوزراء علي مجور ورئيس مجلس الشورى عبد العزيز عبد الغني يتلقون العلاج في ذات المستشفى، إلا أن المسؤول لم يكشف عن طبيعة إصابة المسؤولين وصالح، إلا أن مصادر طبية أشارت إلى أن رئيس الوزراء اليمني مصاب بحروق في وجهه. واتهم أحد معاوني صالح زعيم قبائل حاشد الشيخ صادق الأحمر وإخوانه بهذا القصف، وهو ما نفاه الطرف الآخر، معتبرين إياه «محاولة لتبرير العنف وقصف منازل آل الأحمر» وتصعيد الحكومة للمعارك في شوارع صنعاء. وكان أول رد قصفٌ لمنازل زعماء اتحاد القبائل.

وفي تفاصيل التطور الميداني الذي شهدته صنعاء ظهر أمس، سقطت قذيفتان على مسجد صغير في دار الرئاسة ما تسبب في إصابة الرئيس ورئيس الوزراء علي مجور ورئيس مجلس الشورى عبدالعزيز عبدالغني ورئيس البرلمان يحيى الراعي ونائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع والأمن رشاد العليمي (الأخيران إصابتيهما بالغة) ومحافظ صنعاء نعمان دويك والنائب ياسر العوضي ومستشار الرئيس للشؤون الإعلامية عبده برجي، فيما قتل أربعة ضباط من الحرس الجمهوري.. وسط تقارير عن تفحّم بعض الجثث.

وأكد التلفزيون الرسمي اليمني ووزارة الدفاع أن صالح «بخير وعافية»، فيما قال مسؤول كبير في حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم ان الرئيس صالح «أصيب إصابة خفيفة في مؤخرة الرأس». واتهم احد معاونيه الشيخ صادق الأحمر زعيم قبائل حاشد وإخوانه بهذا القصف.

واتهم الناطق باسم حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم طارق الشامي الشيخ صادق الأحمر وإخوانه الذين يخوضون منذ أيام معارك طاحنة مع القوات الموالية للرئيس، بأنهم مسؤولون عن القصف. وقال الشامي إن «أبناء الأحمر تجاوزوا كل الخطوط الحمر»، معتبراً أنهم «باتوا الآن في وضع صعب».

 

الأحمر ينفي

على الضفة المقابلة، نفى عبدالقوي القيسي مدير مكتب الشيخ صادق الأحمر ضلوع أتباع الأحمر في الهجوم الذي استهدف مقر الرئاسة .وقال القيسي إن لا علاقة لاتباع الأحمر بالحادث، الذي اعتبره «محاولة لتبرير العنف وقصف منازل آل الأحمر في حي السبعين. وحمل الشيخ صادق الأحمر الرئيس صالح المسؤولية عن الهجوم قائلا انه نفذ لتبرير تصعيد الحكومة للمعارك في شوارع العاصمة صنعاء.

وفي ذات السياق، اتهم الشيخ حميد الأحمر، اخو صادق الأحمر، الرئيس اليمني بتدبير عملية قصف مسجد دار الرئاسة لإشعال حرب أهلية في اليمن. وذكر الأحمر للصحافيين أن هذه العملية نفذت بعد إن «مارس الرئيس ضغوطا على أخي حمير للتوقيع على هدنة بطريقة غامضة مهد بها لهذه العملية المدبرة والتي استهدفت عددا من المسؤولين كذريعة لتدمير بيتي وبيت أخي حمير وأخي مذحج وبيت علي محسن الأحمر في خطوة لتفجير حرب أهلية».

 

حرب المنازل

في غضون ذلك، قال شهود عيان إن مجمع سكني لأبناء الشيخ الأحمر ومنزل قائد الفرقة الأولى مدرع اللواء علي محسن الأحمر في شارع حدّة في صنعاء تعرضت لقصف عنيف بالمدفعية والدبابات. وقال شهود عيان إن الدبابات دمرت كليا ثلاثة منازل يملكها حميد الأحمر واثنين من إخوانه، كما دمر منزل اللواء علي الأحمر حيث شوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من المنطقة التي يوجد بها المجمع.

وبينما دوّت صباح الجمعة أصوات قذائف قوية بالعاصمة صنعاء، سقطت قذائف مدفعية على حيي الرباط ومذبح غرب ساحة التغيير، واندلعت النيران في مقر شركة الخطوط اليمنية ومبنى شركة السعيدة للطيران، الواقعين أمام بيت الشيخ الأحمر، وتبادل الطرفان الاتهامات حول المسؤولية عن اندلاع الحريق.

Email