تلميح بتأجيل «جمعة الزحف» واتهام الرئيس اليمني بـ«التسويف»

صالح يبحث مع قيادي معارض اقتسام السلطة

ت + ت - الحجم الطبيعي

كشفت مصادر سياسية يمنية أمس ان الرئيس علي عبد الله صالح عقد اول من أمس أول لقاء مباشر مع احد قادة المعارضة منذ بداية الاحتجاجات ليعرض عليه تسمية رئيس وزراء من المعارضة على ان تنقل معظم صلاحيات الرئيس الى رئيس الحكومة وتوزيع حقائب الحكومة بالتساوي بين المعارضة والحزب الحاكم في وقت اتهمت المعارضة صالح بتضييع الوقت ملمحة الى عدم الزحف على القصر الجمهوري غدا الجمعة.

وقالت المصادر لـ«البيان»، رافضة الكشف عن هويتها، امس صالح التقى مع رئيس الهيئة العليا لتجمع الاصلاح محمد اليدومي الليلة قبل الماضية مرتين، حيث ناقشا خلال اللقاء «مخارج للأزمة اليمنية الراهنة مثل بقائه حتى نهاية ولايته ونقل الصلاحيات الى رئيس الوزراء». وافادت ان اللقاء «ناقش حلحلة هذا الموضوع، حيث ان التواصل غير المباشر للسلطة لم ينقطع مع قيادات في اللقاء المشترك عبر وسطاء غير سياسيين منهم عبد القادر علي هلال واللواء أحمد إسماعيل أبو حورية ورئيس جهاز الأمن السياسي اللواء غالب القمش». واردف ان «هذا التواصل افضى الى مقاربات لحل الأزمة تقضي بأن يتم تشكيل حكومة ترأسها المعارضة».

 وبحسب المصادر، فإن الاتفاق «يقضي بتوزيع حقائب الحكومة بالتساوي بين المشترك المعارض وحزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم بما فيها الوزارات السيادية ونقل جميع الصلاحيات إليها ما عدا وزارتي الدفاع والخارجية». ونوه الى ان «المعارضة لم ترد على هذا العرض»، مشيرا الى انها «ستدرس أي صيغة تضمن انتقالا امنا وسلسلا للسلطة وتمسكت بخيار نقل السلطة إلى نائب الرئيس الذي بدوره سيشرف على إجراء انتخابات مبكرة وفقا للنظام البرلماني». في هذه الاثناء، قال الناطق باسم اللجنة التحضيرية لـ«الحوار الوطني» المعارض محمد الصبري ان «المعطل لعجلة التغيير في اليمن اليوم هو الجانب الأميركي لأسباب غير حقيقة تخص الأمن والاستقرار في اليمن، وهم يعرفون أن مصدر القلق والخطر على الأمن والاستقرار هو صالح ونظام حكمه»، على حد وصفه. وقال إن« الأميركيين وبعض الأشقاء العرب لديهم مجموعة من الاتفاقات مع نظام صالح يعتقدون أن الشعب اليمن لن يحترمها، فيما الأصل أن الشعب سيحترمها إذا ما عرفها وتناسبت مع طموحاته وتطلعاته».

 

موقف المعارضة

بدورها، اكدت المعارضة اليمنية تمسكها بمطلب رحيل صالح الذي اتهمته بـ«المناورة» وبـ«الاكثار من المقترحات للبقاء في السلطة»، فيما يبدو ان غدا الجمعة لن يكون «يوم الزحف» الى القصر الجمهوري. وقال الناطق باسم «اللقاء المشترك» الذي تنضوي تحته احزاب المعارضة البرلمانية محمد القحطان لوكالة «فرانس برس»: «الرئيس يرمي هنا وهناك، يرمي كل يوم وكل ساعة ورقة ويقوم بمناورات»، في اشارة الى مقترحاته المتكررة لحل الازمة والتي تنص جميعها على بقائه في السلطة حتى اجراء انتخابات. واعتبر ان هدف صالح هو «البقاء في السلطة».

وقال ان المعارضة «تتجه نحو تصعيد العمل المدني السلمي حتى يسقط النظام». وعما اعلن في السابق عن امكانية الزحف الى القصر الجمهوري غدا الجمعة، قال: «الامر يحتاج الى تقديرات من قبل الشباب وقرار الزحف يخضع لاعتبارات كثيرة وهو بيد الشباب المعتصمين فقط». من جانبه، قال عادل الدال، وهو احد المعتصمين، لوكالة «فرانس برس» ان «الوضع الحالي وخاصة ما يقوم به النظام من افتعال للازمات واقلاق للسكينة والامن لا يسمح للشباب المعتصمين بالزحف الى الاماكن التي يتمركز فيها الرئيس صالح واسرته».

Email