قادة كبار في الجيش وسفراء ينضمون إلى ثورة الشباب في اليمن

نظام علي صالح يترنّح على وقع الاستقالات

ت + ت - الحجم الطبيعي

شهدت الساحة السياسية في اليمن تطورات متسارعة أوحت بتعرض النظام الحاكم لهزة كبيرة مع إعلان عدد من كبار قادة الجيش، وعدد كبير من سفرائه، الانضمام إلى الثورة الشبابية المطالبة برحيل الرئيس علي عبدالله صالح، في وقت انتشرت الدبابات حول المناطق الحساسة في العاصمة، وسط تسريبات عن قرب تسليم السلطة الى مجلس انتقالي، لكن الرئيس أكد مساء على أنه «صامد» وأن غالبية الشعب تؤيده، مع تجديد قيادة الجيش الدعم والولاء له وتأكيدها تصديها لأي محاولة للانقلاب.

وكان «اليوم العصيب» على صالح بدأ بإعلان انضمام اللواء علي محسن الأحمر، الأخ غير الشقيق للرئيس صالح، إلى الحركة الاحتجاجية المطالبة برحيل الرئيس علي عبدالله صالح. ثم توالت الاستقالات، إذ أعلن قائد المنطقة العسكرية الشرقية اللواء محمد علي محسن انضمامه إلى المحتجين، في وقت وجّه انضمام شيخ مشايخ قبيلة حاشد صادق بن حسين الأحمر انضمامه إلى الشباب المعتصمين في ساحة التغيير في جامعة صنعاء ضربة قاضية إلى النظام.

وأعلن صادق الأحمر انضمامه إلى الحركة الاحتجاجية المطالبة بتغيير النظام، ودعا صالح إلى «خروج هادئ» و«مشرف».

وإثر إعلان قائد المنطقة الشمالية والغربية اللواء الأحمر انضمامه إلى الثورة، أعلن قائد اللواء ‬127 جهاد علي عنتر في محافظة عدن انضمامه إلى ثورة الشباب. كما أعلن قائد اللواء ‬310 مدرع العميد حميد القشيبي تأييده لثورة الشباب السلمية، في حين أعلن العميد ناصر الجهوري قائد اللواء ‬121 مشاة انضمامه.

وقال مصدر يمني مطلع لوكالة «يونايتد برس انترناشيونال» إن ستة من قادة الألوية في الجيش انضموا إلى ثورة الشباب.

 

انتشار دبابات في صنعاء

وانتشرت المدرعات التابعة لعلي محسن، الذي يوصف بأنه طنطاوي اليمن (نسبة إلى رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة في مصر حسين طنطاوي الذي يتولى الحكم بمصر) في شوارع صنعاء لحماية المدنيين، في حين لم تتصد قوات صالح لتلك القوات.

وفي المقابل، انتشرت دبابات ومدرعات للجيش اليمني بكثافة في محيط القصر الجمهوري ووزارة الدفاع والبنك المركزي. وأوضحت التقارير أن مشاة من الجيش ينتشرون بكثافة على مداخل ساحة الاعتصام أمام جامعة صنعاء، خصوصا بعد إعلان اللواء محسن الأحمر الذي يعد من أعمدة النظام، انضمامه إلى ثورة الشباب.

على ذات الصعيد، قال شهود عيان ان الدبابات نزلت إلى شوارع مدينة عدن وأنها قامت بالتمركز في محيط مبنى الإذاعة والتلفزيون وفي محيط القصر الرئاسي في المدينة.

 

دعم محسن الأحمر

إلى ذلك، نقل عن محسن قوله إنه نزولاً عند رغبة زملائه ضباط وجنود المنطقة الشمالية العسكرية والفرقة الأولى المدرعة «نعلن دعمنا وحمايتنا لكل الشباب المحتجين في الساحة نظراً للأوضاع التي وصلت إليها البلاد والمطالب المشروعة في صنع النظام السياسي وإيجاد ديمقراطية حقيقية غير مزيفة»، متعهداً بحماية المحتجين في المناطق التي تتواجد فيها القوات التي يقودها.

أما العميد الركن حميد القشيبي قائد اللواء ‬310 فقال إن انضمامه وضباط اللواء الذي يقوده إلى «هذه الثورة السلمية هو من أجل المحافظة على وحدة الشعب اليمني وأمنه واستقراره»، و«مساندة للشعب اليمني الحر التواق للتغيير».

ويرى العميد القشيبي أن ثورة الشعب السلمية المطالبة بالتغيير ستوحد اليمن وحدة حقيقية». وأشار إلى أن الكثير من القيادات العسكرية «تؤمن بأن التغيير بات ضرورياً، لأن هناك ظلما ومحسوبية وإقصاء وتهميشا واستئثارا بالسلطة والمال العام وصنع القرار من قبل أشخاص معدودين».

وتوقع أن ينضم الكثير من قيادات الجيش لقناعتهم بأهمية وضرورة التغيير، ومن أجل الحفاظ على الأمن والاستقرار وحقنا لدماء اليمنيين، داعيا «كافة الأخوة من قادة الجيش والأمن الانضمام إلى ثورة الشعب اليمني الحر وفي طليعته الشباب الذين أريقت دماؤهم في ميادين الحرية والتغيير من أجل غد أفضل لليمنيين».

وأعلن عميد في الجيش اليمني انضمامه مع ‬59 ضابطا آخر إلى الحركة الاحتجاجية المطالبة بتغيير النظام، إضافة إلى ‬50 ضابطا آخرين من أجهزة وزارة الداخلية.

 

استقالة محافظ عدن

وفي محافظة عدن، أعلن المحافظ الجديد احمد القطعبي استقالته من منصبه احتجاجا على الأحداث التي تدور بالساحة اليمنية.

حمير الأحمر مع الثورة

وفي السياق، أعلن النائب الأول لرئيس البرلمان اليمني الشيخ حمير الأحمر انضمامه إلى ثورة الشباب في بلاده.

بدوره، قال عضو مجلس الشورى عبد الملك المخلافي إن تسارع إعلان قادة الألوية والوحدات العسكرية يشكل بداية سقوط نظام الرئيس علي عبدالله صالح، مشيرا إلى انه لم يتبق له سوى الوحدات العسكرية التي يقودها أولاده وأولاد أخيه.

ونصح المخلافي صالح بتسليم السلطة وإبعاد الشارع اليمني عن الصراع وألا يستخدم الوحدات العسكرية التي بيد أسرته ضد الشعب. واعتبر أن خروج صالح من الحكم بطريقة سلمية هو الحل الوحيد المتبقي له بدلا من إدخال البلاد في حمام دم.

 

استقالات دبلوماسية

وفي سياق ترنح النظام، توالت الاستقالات في الطاقم الدبلوماسي، إذ بدأت «مسبحة» الاستقالات بإعلان السفير اليمني لدى دمشق عبدالوهاب طواف استقالته من الخارجية ومن حزب المؤتمر الشعبي الحاكم. ثم تبعه سفراء اليمن في: الأردن وروسيا والمملكة العربية السعودية والكويت والصين وروسيا.

ووجه خمسة سفراء في اوروبا (باريس وبروكسل وجنيف وبرلين ولندن اضافة الى القنصل في فرانكفورت) رسالة الى صالح يطلبون منه فيها الاستقالة.

 

صالح: أنا صامد

وبعد اجتماع استثنائي مع كبار قيادته في، أكد الرئيس اليمني انه «صامد» في وجه الحركة الاحتجاجية التي تطالب بتنحيه، وشدّد على أن غالبية الشعب لا تزال تؤيده. وأضاف: «إننا صامدون مثل الجبال»، مشدداً على أن «السواد الأعظم من الشعب اليمني مع الأمن والاستقرار والشرعية الدستورية». واعتبر ان «من يدعون للفوضى والعنف والبغضاء والتخريب هم قلة قليلة من مجموع الشعب اليمني»، بحسب تعبيره.

 

مجلس الدفاع سيواجه

وفي الإطار، قال مجلس الدفاع الوطني اليمني انه سيتصدى لأي محاولة للانقلاب على الشرعية الدستورية.

وقال وزير الدفاع في بيان بثه التلفزيون ان قوات الجيش «ستظل مخلصة» لقيادة الرئيس صالح وستعمل من اجل حماية الشرعية ومكتسبات اليمن، وانها لن تسمح بأي محاولة للانقلاب على الشرعية الدستورية.

 

 

Email