اتفاق سلام وشيك بين الحكومة والحركة الشعبية

عرمان لــ "البيان": 2020 عام إنهاء الحروب في السودان

ت + ت - الحجم الطبيعي

قال نائب رئيس الحركة الشعبية – شمال وأبرز مفاوضي الجبهة الثورية ياسر عرمان، إنهم على وشك التوصل إلى اتفاق سلام مع الحكومة السودانية، وعزا الخلافات التي تطرأ خلال عملية التفاوض لتعقيدات العملية السلمية التي تتعلق بقضايا كثيرة ومتشعبة.

وأكد عرمان المتواجد الآن بالخرطوم على رأس وفد عال من الفصائل المسلحة في حوار مع «البيان» أنهم توصلوا إلى تفاهمات كبيرة مع الحكومة فيما يلي القضايا الخلافية، مبدياً تفاؤله بأن رغبة الشعب السوداني سيتم الاستجابة لها، وقطع بأن العام الحالي 2020 سيكون عاماً لإنهاء الحروب في السودان.

وقال: إن وجودهم في الحكومة الانتقالية سيكون لإصلاح العلاقات الإقليمية مع جيران السودان الأقربين، وليس لتغيير العالم الخارجي مثل ما كان يعمل النظام المخلوع.

وفيما يلي نص الحوار:

ما دواعي تمدد عملية التفاوض والتأخر في حسم ملف السلام ؟

الحروب مرتبطة بقضايا حقيقية مثل قضايا الأرض والعدالة الانتقالية والمواطنة بلا تمييز، والترتيبات الأمنية ومكافحة العنصرية، وقضايا النساء، والثروة، والسلطات الحصرية،والعلاقة بين الأقاليم والمركز، وبجانب قضايا عديدة، هذا أدى إلى التأخير، وكذلك جائحة كورونا أيضا، بجانب وفاة وزير الدفاع الفريق أول جمال عمر، وقضايا إجرائية أخرت التفاوض، وكذلك المشاورات المستمرة لمختلف الأطراف.

 

هل يمكن القول بأن السلام في السودان بات قريباً؟

الآن نحن على وشك الوصول إلى اتفاق سلام بين عشرة تنظيمات والحكومة الانتقالية، سيغير المشهد السياسي نوعياً، سيكون اتفاقاً نهائياً، هذا مؤكد، الإرادة السياسية بينة من جميع الأطراف.

نحن في كامل التفاؤل بأن رغبة شعبنا سيتم الاستجابة لها، سنصل لاتفاق سلام لا أستطيع أن أسبق الأحداث لكن اليومين القادمين،غداً أو بعد غد سيسمع شعبنا ما يرضاه.

 

ماذا أفرزت زيارتكم الخرطوم ؟

الزيارة للخرطوم كانت زيارة تاريخية، استطاعت أن تملأ كثيراً من الفراغات، وأن تبني كثيراً من جسور الثقة، قادة العملية السلمية في جوبا الآن يبحثون ما توصلنا إليه.

 

هناك بعض الحركات لا زالت بعيدة عن منبر التفاوض ما تعليقك ؟

السلام يجب أن يشمل الجميع، ونحن رغبتنا، ووجودنا في العملية السلمية سيفتح الباب والطريق إلى الآخرين، والذي يسعدنا وما نعمل له أن يكون الجميع في هذا السلام إلا من أبى ورفض، فهذه مسؤوليته، أما الثورة فقد فتحت الباب عريضاً، نحن أتينا عن طريق الثورة، ونمضي الآن في طريق معبد وكل ما قمنا به خلال الثلاثين سنة الماضية.

 

البعض يرى أن اشتراطاتكم هي التي أخرت إكمال هياكل السلطة الانتقالية ؟

هياكل السلطة الانتقالية جزء من عملية البناء التي هي أبعد من ذلك، فهي عملية شاملة ليست فقط ببناء أجهزة الحكم، نعم الأجهزة مهمة وسيتم بناؤها، ولكن هي عملية كاملة للبناء الوطني.

 

ولكن عدم تعيين ولاة الولايات وتكوين المجلس التشريعي أحدث فراغاً..؟

ليس هناك تأخير في تعيين الولاة والمجلس التشريعي، تلك القضايا جزء من منظومة كيفية مشاركة كل الذين قاموا بالثورة، وهي مجموعات ضخمة في المدينة وفي الريف، القوى التي تفاوض في جوبا هي جزء من الثورة وقدمت فاتورة غالية في خلال الثلاثين عاماً الماضية.

بعض الناس يعتقدون أن الثورة يمكن أن تحل مشاكلها في يوم أو ليلة هذه ليست طبيعة الأشياء، طبيعة الأشياء أن هناك عملاً منتظماً وانجزت انجازات كبيرة وتبقت قضايا، العملية معقدة هي جزء من عملية البناء الوطني وجزء من تركة مثقلة تركها النظام السابق.

 

ستكونون جزءاً من الحكومة الانتقالية ما هي رؤيتكم للعلاقات الخارجية ؟

وجودنا في الحكومة الانتقالية سيكون لإصلاح العلاقات الإقليمية مع جيراننا الأقربين سواء في المحيط العربي أو المحيط الافريقي بدءاً من الجيران الأقربين، واتفاق السلام سيساعد في رفع السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب.

واتفاق السلام الذي نوقعه الآن هو مؤيد من الاتحاد الأفريقي بقراره 2524 ومؤيد كذلك من مجلس الأمن وفق القرار 2525، والعام الخالي سيكون عاماً لإنهاء الحروب في السودان، نحن سنكون عوناً للعالمين العربي والأفريقي.

Email