أحمد المسماري لـ «البيان»:

ليبيا تحوّلت إلى معركة دولية ضد تركيا

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد الناطق باسم الجيش الليبي، اللواء أحمد المسماري، في حوار مع «البيان»، أن ليبيا تحولت إلى معركة دولية ضد تركيا، وأن الخطر التركي لا يهدد ليبيا فقط، وإنما الإقليم بشكل كامل، مشيراً إلى أن الأزمة في ليبيا، ليست سياسية، وإنما أمنية، بتفشي الإرهاب والفوضى، مؤكداً أن الرئيس التركي يعمل بالوكالة لصالح مشروع يستهدف الأمن العربي، فيما أشار إلى أن الجيش يقود معركة وطن، وأنه لن يتنازل عن الثوابت الوطنية، ولن يدخل أي حوار، ما لم يتم إخراج تركيا من ليبيا، مشيراً إلى أن الحل السياسي ضروري، لكن يستلزم أيضاً عدم منع الجيش من دحر الإرهاب، بينما أكد أن مدينة سرت في أمان، وأن الجيش سيصد أي محاولة تقدم لميليشيات حكومة الوفاق نحو سرت والجفرة، ومنطقة الهلال النفطي. كما كشف عن صراعات دموية كبيرة بين الميليشيات، حيث تسعى ميليشيات مصراتة إلى حل ميليشيات طرابلس والزنتان، وإلى نص الحوار:

جاهزية عالية

كيف تقيّمون الوضع في ليبيا، والوضع في سرت خصوصاً؟

منطقة العمليات تمتد من الوشكة إلى أبو نجيم إلى مصراته، فالقوات الجوية تؤمن دائرة بقطر 500 كيلومتر، والقوات المسلحة في المستوى المطلوب، والمستوى التكتيكي عالٍ جداً، وجاهزة للتعامل مع أي طارئ، وفي أي لحظة.

تم تجنيد عدد كبير من الشباب، التحقوا بقوات الجيش الوطني، كما عززنا وجودنا في مدينة سرت، وأصبحت القوات تتحكم في الأرض والأجواء بشكل جيد للغاية، وقد فرضنا منطقة للحظر الجوي، تبدأ من شرق مدينة سرت، وإلى ما بعد منطقة الهيشة، وفي الجفرة والجنوب، وأرسل الجيش الوطني الليبي تعزيزات عسكرية من الكتيبة 128 مشاة، إلى المنطقة الوسطى، لصد أي محاولة تقدم لميليشيات حكومة الوفاق نحو سرت والجفرة ومنطقة الهلال النفطي. وقد استغللنا الانسحاب من طرابلس، في سد الثغرات في المنطقة.

عدوان

إذن، هل ستكون سرت عصية عن التدخل التركي؟

تحشد قوات حكومة «الوفاق»، بدعم من الأتراك، منذ أسابيع، قواتها، استعداداً للتحرك شرق مدينة مصراتة، في اتجاه سرت الساحلية، وكذلك في اتجاه الجفرة بعمق الصحراء الليبية (قرابة 270 كلم جنوب سرت). وقد تم رصد أربع طائرات شحن عسكرية تركية، وصلت إلى مطاري مصراتة ومعيتيقة، وعلى متنها معدات عسكرية ومقاتلون مرتزقة.

تم أيضاً رصد خمس قطع بحرية تركية قبالة السواحل الغربية لليبيا، لكن الاستراتيجية العامة للجيش، تغيرت لتكون، استراتيجية دولة تقاتل دولة أخرى، وهي تركيا، فقد أصبحنا نتحكم في الأرض والأجواء بشكل جيد للغاية، وتم إحباط «هجوم تركي جوي وبري» على سرت، أيام 6 و7 و8 يونيو، وقد لقيت تركيا خسائر كبيرة جداً في الأرواح والعتاد، فقد تم صد الهجوم «حتى قبل أن يبدأ، وفي مراحله الأولى»، هذا يظهر قدرة الجيش الوطني الليبي على كشف أي مخطط، وإفشاله قبل بدئه، ويعكس مدى قدرتنا على السيطرة الجوية والمحافظة عليها».

الرئيس التركي يحلم بالسيطرة على حقول النفط في ليبيا، وسيفشل في تحقيق ذلك، كما فشل في محاولاته لدخول سرت، فمناطق النفط تضم شركات نفطية أجنبية، وهذا يعني عدواناً دولياً على هذه المناطق.

تحرير

هل نتوقع جبهة دولية ضد تدخلات تركيا؟

ليبيا تحولت إلى معركة دولية ضد تركيا، وأن الخطر التركي لا يهدد ليبيا فقط، وإنما الإقليم بشكل كامل، فالأزمة في ليبيا ليست سياسية، وإنما أمنية، فتركيا تتمعن في خرق سيادة ليبيا بدعم الإرهاب، فقد أسست شركات أمنية، تنفذ عمليات إرهابية في ليبيا، لذلك فالمعركة ضد الإرهاب والمرتزقة والمطامع التركية لغزو ليبيا، لن تتوقف إلى حين تحرير كامل التراب الليبي، وفرض السيادة الوطنية.

وقد اقتنع العالم بأسره، بالخطر الليبي، وحان الوقت لوقف الاعتداءات التركية على أراضي ليبيا، بقرار دولي حازم، الخطر التركي لا يهدد ليبيا فقط، وإنما الإقليم بشكل كامل، فأردوغان يعمل بالوكالة لصالح مشروع يستهدف الأمن العربي، وأكيد هناك أيضاً أطماع دولية في ليبيا، ولغة المصالح، بالنظر للثروات الهائلة، لكن من الضروري، الحفاظ أولاً على سيادة ليبيا، وثرواتها من الأطماع التركية، وإخراج ليبيا من الصراعات الدولية، وجعلها بلداً قادراً على ترتيب بيته بنفسه.

مبادرة

إذن، هل بنظركم إعلان القاهرة كفيل بحل الأزمة في ليبيا؟

«إعلان القاهرة» جمع كل المبادرات الإيجابية السابقة في ورقة واحدة، أمام المجتمع الدولي. وهي مبادرة سبق أن أعلنها رئيس البرلمان الليبي، عقيلة صالح، والجيش الليبي يدعم الجهود والمبادرات العربية لدعم الحل السياسي في ليبيا. ولن ننسى الالتفاف العربي مع ليبيا، لمواجهة الخطر التركي، لكنه حريص كل الحرص على أن تؤدي إلى تسوية سلمية دائمة ومتينة، قائمة على ثوابت ومبادئ الشعب الراسخة، إلى ضمان وحدة ليبيا وسلامة أراضيها، وحماية ثرواتها ومقدراتها.

الجيش يتعاطى بإيجابية مع الجهود الدولية، ولكنه في الوقت نفسه لن يقف مكتوف الأيدي، حماية لشعبه وأرضه. نحن الآن نضع الكرة في ملعب المجتمع الدولي لتنفيذ تعهداته، ولن تتقدم أي مفاوضات سياسية، إلا بعد سحب كل قوات أردوغان من ليبيا، كما أن موافقة حكومة الوفاق على الذهاب لمفاوضات، موافقة صورية، لكنها تواصل تحشيد القوات، هناك جسر جوي وبحري مفتوح من تركيا إلى مصراتة ومعيتيقة وزوارة، لذلك أؤكد أن قبولنا الحوار، لا يعني التنازل عن الثوابت الوطنية، ولا يمكن التنازل عنها، أولها منع التدخل التركي في ليبيا، وثانيها إرفاق الحل السياسي بالحل العسكري في محاربة الإرهاب، وثالثاً تفكيك كل الميليشيات، لذلك، فإن تهديد مصر بالحل العسكري، مربوط بوقائع، وهي الخطر التركي على الأمن العربي، ومحاولة أيضاً تدخلها في مصر، على غرار ليبيا وسوريا، الميليشيات دخلت لترهونة، وارتكبت فيها الجرائم، ولم يسلم منهم الشجر ولا الحجر، وقد طالت حتى الرعية المصرية، وقد طالبنا بتحقيق دولي.

تصفيات داخلية

إذن، حل الميليشيات بات هدفاً استراتيجياً بالنسبة للجيش الليبي؟

القيادة العامة للجيش، منذ البداية، خاضت المعركة من أجل أهداف واضحة، وهي حلّ الميليشيات وجمع السلاح.

يجب حل الميليشيات في طرابلس، وتسليم السلاح للجيش الليبي. الميليشيات قطعت الطريق على أي صوت وطني يذهب إلى السلام والمفاوضات، وعليه، فالعمليات العسكرية مستمرة، ولن نتوقف إلى حين الالتزام بالمبادرة، أو القضاء على هذه الميليشيات، لكن هناك توجه لتفكيك الميليشيات نفسها بنفسها، في ظل نزيف دموي داخل الميليشيات، حيث هناك ميليشيات تحاول حل ميليشيات، حيث نجد أن ميليشيات تحت إمرة فتحي باشاغا، وميليشيات مصراتة، تحاول الآن حل ميليشيات طرابلس والزاوية والزنتان.

Email