القائد العام لـ«قسد» يؤكد أن استعادة عفرين جزء من المحادثات بشأن المنطقة الآمنة

كوباني لـ«البيان»: تركيا العائق الأساسي أمام الحل

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكّد القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، مظلوم كوباني، أن تركيا تشكل العائق الأساسي أمام أي حل في سوريا، عبر احتلالها أراضٍ سورية، ودعمها للمجموعات الإرهابية، مشدداً على أن تحرير منطقة عفرين هي القضية المحورية لقوات سوريا الديمقراطية، وأن هذا الملف يشكل جزءاً أساسياً في المباحثات المستمرة حول المنطقة الآمنة.

ولفت إلى أن تركيا أسست أرضية للتدخل التخريبي في سوريا منذ مرحلة الانفتاح في العلاقات السورية التركية، في العقد الأول من القرن الحالي.

وقال القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، مظلوم كوباني، في إفادة صحافية مكتوبة رداً على أسئلة «البيان»، إن «مسألة الوصول إلى تسوية شاملة تُنهي الأزمة السورية هي مسألة تخص السوريين قبل كل شيء، ونحن نؤمن بمبدأ الحوار السوري - السوري كركيزة أساسية في سوريا لحل كل القضايا الموجودة، بما فيها مسألة شمال وشرق سوريا»، مضيفاً أن الحكومة المركزية في دمشق ما زالت بعيدة عن قبول الوضع الراهن في شمال وشرق سوريا ومقترحاتنا لإيجاد حل شامل والمتمثلة في قبول الإدارة الذاتية الموجودة وخصوصية قوات سوريا الديمقراطية، لافتاً إلى أن ما يقال عن دور أمريكي معيق للحوار بين «قسد» ودمشق «ذات دور ثانوي»، وأن الخيارات السياسية لمكونات شمال وشرق سوريا لا تخضع لإرادة القوى الخارجية.

خريطة تدخلات

وحول مواقف الدول المتدخلة في الصراع السوري، أكّد كوباني، أن «حلفاء النظام لديهم مصالح طويلة المدى في سوريا ويريدون الحفاظ عليها ضمن تسويات يرتؤونها للأزمة السورية، ولكن من منظورنا نرى بأن تركيا هي التي تعيق أية تسوية محتملة في سوريا وخاصة فيما يخص المناطق الشمالية الشرقية».

ولفت القائد العام لـ«قسد» في حواره مع «البيان»، أن «الحكومة التركية تسعى من خلال قنوات عديدة نعرفها جيداً للتنسيق مع الحكومة المركزية في دمشق، وتتطلع لتطبيع العلاقات مع دمشق على حساب الشعب السوري بكل مكوناته في شمال وشرق سوريا، وتصرّح عن ذلك علناً بضرورة إعادة تفعيل اتفاقية أضنة الأمنية والتي تسمح بموجبها دخول القوات التركية إلى الأراضي السورية متى أرادت».

وأردف: «لكننا نقول بأن تطبيع العلاقات على أساس محاربة المكون الكردي في سوريا بموجب اتفاقية أضنة لم تفد النظام بأي شيء، بل كانت أحد الأسباب الأساسية للأزمة السورية المُعاشة حالياً، وسوف لن تفيد النظام بأي شيء مستقبلاً سوى بشرعنة الاحتلال التركي للأراضي السورية وتقوية المجموعات الإرهابية العاملة على الأراضي السورية».

وأشار كوباني، إلى أن فترة الانفتاح السابقة بين الحكومة السورية وتركيا، بعد تسلم الرئيس بشار الأسد الحكم، كانت على حساب القضية الكردية، لكن إذا تمعنا في تلك المرحلة، نرى أن تركيا أسست لخيوط تدمير سوريا في مرحلة الانفتاح تلك، عبر زرع خلايا أمنية، ودعم مشاريع محددة تفيد الاقتصاد التركي على حساب مصالح سوريا، ونتمنى أن لا تكرر الحكومة هذا الخطأ مجدداً.

تدخل إقليمي

وحول القوى الإقليمية في سوريا، قال كوباني إن التدخل الإقليمي في سوريا ليس أمراً سرياً، والجميع يعمل بشكل علني لتنفيذ خططهم، مشيراً إلى أنّ إيران لديها مشروع وهي تنسق وتخطط وتنفذ بشأنه مع الحكومة السورية، وهذا يشمل خططها في شمال وشرق سوريا، وتركيا بدورها تصرح بشكل علني على لسان رئيسها رجب طيب أردوغان بأنها لن تنسحب من الأراضي التي احتلتها في سوريا، وتسعى إلى احتلال مناطق شرق الفرات ومنبج، بضمها إلى الأراضي التي احتلتها سابقاً، بذريعة حماية الأمن القومي التركي، وقد كثفت في الآونة الأخيرة عملها الأمني والعسكري للوصول إلى هذا الهدف.

منطقة آمنة

وحول ما إذا كان مشروع «المنطقة الآمنة» التي طرحتها إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، ما زالت قائمة، قال كوباني:«صرحنا سابقاً بأننا نقبل فكرة المنطقة الآمنة التي تخدم الأمن والاستقرار في منطقة شرق الفرات بحماية دولية، والمباحثات للوصول إلى صيغة مقبولة من قبل كل الأطراف مستمرة إلى الآن ونحن نصر على أن تتجنب المنطقة الآمنة تدخلاً تركياً إلى الأراضي السورية، وألا تعطي الشرعية للوجود التركي، مقابل أخذ المطلب التركي فيما يتعلق بأمن حدودها بعين الاعتبار. وبالطبع لا يمكن الوصول إلى تفاهم دائم مع تركيا من دون حل مسألة عفرين».

وأضاف القائد العام لـ«قسد»، أن إعادة عفرين لأهلها هي قضيتنا المحورية ولا يمكن التحدث عن أي تطور في الحل السياسي أو الأمن والاستقرار في مناطق شمال وشرق سوريا من دون عفرين وتشكل إعادة أهالي عفرين بدون استثناء وبحماية دولية وإعادة ممتلكاتهم المسلوبة، وإزالة التغيير الديمغرافي الحاصل وإعادة عفرين إلى وضعها الطبيعي العامل الحاسم في استمرارية المباحثات حول المنطقة الآمنة ونجاحها.

ورداً على سؤال حول الوقائع التي ما زالت طي الكتمان بخصوص الاحتلال التركي لعفرين، اكتفى كوباني بالقول: «نعتبر احتلال عفرين حصل نتيجة مؤامرة دولية وبرهان ذلك صمت المجتمع الدولي حيال عفرين والوقائع الخفية التي ذكرتموها هي مخفية في أروقة أستانا وسوتشي».

 

شرق الفرات.. دروس التاريخ و«الفرصة الثانية»

تطرق القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، مظلوم كوباني، في معرض إجابته عن أسئلة «البيان»، إلى صفحات من تاريخ منطقة شرق الفرات. فقبل نحو مئة عام، انسحبت القوات العثمانية من سوريا، ثم تشكلت، لاحقاً، حياة سياسية تحت الانتداب الفرنسي.

كانت هناك فرصة أن تأخذ منطقة شرق الفرات المبادرة كقوة سياسية تتشارك فيها مكونات المنطقة الرئيسة (الكرد والعرب والسريان)، وانتهت تلك الفرصة بسبب الرؤى غير التشاركية التي طرحها ممثلون عن المكونات الرئيسة، الأمر الذي سهّل في النهاية وضع المنطقة تحت «الحكم المركزي».

يقول كوباني إن تلك المرحلة كانت فرصة تاريخية متاحة في النصف الأول من القرن الماضي، لبناء سوريا حديثة متعددة القوميات، مؤكداً أن «مكونات الشعب السوري إلى الآن ما زالت تعاني من تداعيات ما حصل آنذاك ولكننا نؤمن بأنه وبعد التضحيات الكبيرة التي قدمها الشعب السوري بكل مكوناته وخاصة في مناطق شمالي وشرقي سوريا لن يكرر التاريخ نفسه، وإن تكاتف مكونات شمالي وشرقي سوريا، وقتال شباب كافة المكونات من الكرد والعرب والآشور والسريان والتركمان، تحت راية قوات سوريا الديمقراطية، وامتزاج دمائهم في معركة محاربة الإرهاب، هي أرضية صلبة لنجاح مشروع إدارة مكونات المنطقة، أنفسهم بأنفسهم، ضمن إدارة ذاتية لشمالي وشرقي سوريا».

Email