محافظ الحديدة لـ«البيان»: لا جولة ثانية من المفاوضات حال فشل «اتفاق السويد»

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد محافظ الحديدة، الدكتور الحسن طاهر في حوار خص به «البيان» أنه لا جولة ثانية من المفاوضات في حال فشل اتفاق السويد، مشيرا الى أن استمرار الحوثيين في التعنت وخرق الاتفاق فإن الرد العسكري سيكون هو الخيار الوحيد لإرجاعهم إلى رشدهم وتحرير كامل الحديدة، مشيرا إلى أن قوات الشرعية قطعت شوطاً كبيراً في تحرير المحافظة من بطش ميليشيا إيران إلا أنها قبلت السلام حقناً للدماء، مشيراً إلى أن خيارات السلام والتعايش والتصالح متاحة لكن في المقابل مساحة الصبربدأت تتضاءل على اعتبار أن الأمم المتحدة لم تجبر الحوثيين على تطبيق حرفياً الاتفاق وعدم الالتفاف عليه.وإلى نص الحوار:

 

تفاءل اليمنيون في الحديدة خيراً باتفاق السويد، لكن لحد الآن لم تستجب ميليشيا إيران لبنوده، هل تتوقعون فشل الاتفاق؟

لعلمك اليمنيون لم يفرحوا كثيراً باتفاق السويد لأنه أعطى للحوثيين أكثر ما يستحقون، لكن من أجل السلام، ومن أجل النواحي الإنسانية قبلت الحكومة الشرعية ببنود الاتفاق.

على مرارة، لنتفاجأ بمناورات الميليشيا وعدم قبولها الاتفاق، اتفاق السويد هي فرصة لم يحلم بها الحوثي ولم يتوقعها وعليه الاستفادة منها، هي فرصة لم يحلم بها الحوثي ولم يتوقعها، لا يوجد نص في التشريعات اليمنية كلها يسمح لأي طرف سياسي ممارسة السياسة والعسكرة، وهذا ما يجب على الحوثي فهمه جيدا.

استبشر المواطنون باتفاق السويد من أجل الحديدة وبدأ البعض من النازحين في العودة إلى منازلهم وكانت الصدمة أن منازلهم تحولت إلى ثكنات عسكرية ومقرات لميليشيا الحوثي، وتم منعهم من دخولها .

خروقات الحوثي بدفع تعزيزات عسكرية بعد يومين فقط من توقيع اتفاق السويد يؤكد أن اتفاق السويد أصبح يعاني، وبات في مهب الريح، وإنقاذه مرهون بالأمم المتحدة المطالبة بموقف واضح وحازم من كل ذلك.

 

الخيار العسكري

إذن في اعتقادكم هل هناك خيارات أخرى لمواجهة تعنت الحوثي؟

أكيد أولها الخيار العسكري حيث لا يزال قائماً وغير مستبعد في أي لحظة على اعتبار أن هذه الجماعة معروف عنها أنها في كل هزيمة ميدانية في الحديدة تلجأ إلى قبول الحوار لإعادة ترتيب نفسها وإيهام الأمم المتحدة أنها مع السلام، عليه أن يعرف يقيناً أن قوات الشرعية ستواجهه بالآلة التي يفضلها وحينها ليس له مفر للهروب دون حساب وعقاب.

استمرار ميليشيات الحوثي الانقلابية في خرق الهدنة بالقيام ب220 خرقاً في الحديدة مند توقيع اتفاق السويد، تشير إلى محاولة طيها صفحة الهدنة ومشاورات السويد، وعودة حسم المعركة، تزامنًا مع إرسال الميليشيا المدعومة من إيران، تعزيزات عسكرية كبيرة جدا إلى الحديدة حيث تستمر ميليشيات الحوثي في ترتيب إعادة تموضعها وحفر الخنادق وترتيب متارس للقناصة وإغلاق الطرقات وتلغيمها وعمل أسلاك شائكة في مداخل المدينة.

على الحوثي ومن يقفون معه أن يدركوا جيدا أن للصبر حدوداً، يستنفد الحوثيون صبر المجتمع الدولي فقط، وحينها لن يجد العالم أي حجة للحيلولة دون حسم المعركة من قبل القوات الحكومية والتحالف العربي.وحينها على الميليشيا أن تستعد للحسم العسكري على اعتبار أنها لا تفضل لغة الدبلوماسية بل تفضل لغة البنادق التي نشأت وترعرعت في أجوائها.

 

مربع الصفر

وماذا عن الأمم المتحدة، هل بمقدورها انقاذ اتفاق السويد؟

الأمم المتحدة هي من دعت إلى محاثات السويد، وهي التي أشرفت عليها، وهي التي أعطت حقوق مبالغ فيها للحوثيين بموجب اتفاق استوكهولم، إذن فهي مجبرة على إرغام الميليشيا على تنفيذ الاتفاق، وإذا واصلوا التعنت فهي مطالبة أيضاً باتخاذ قرارات صارمة ضد الحوثيين، فالمفاوضات ليست لعبة في يد الحوثيين بل عليهم الانصياع لبنودها نقطة بنقطة وعدم الالتفاف عليها.فالأمم المتحدة عليها أن تقدم خارطة طريق واضحة لتنفيذ الاتفاق على النحو الذي استهدفته قرارات الأمم المتحدة بإنهاء الحرب عبر حل سياسي يعتمد المرجعيات الوطنية والإقليمية والدولية.

تم توجيه رسالة من قبل اليمن والإمارات والسعودية لمجلس الأمن لوضع حد لخروقات الحوثيين لاتفاق السويد، نحن نطالب الأمم المتحدة بالعمل بحزم لتنفيذ اتفاق السويد والضغط على ميليشيا الحوثي للانسحاب من الحديدة وتسليمها للشرعية، فالخداع والتضليل الذي تمارسه ميليشيا الحوثي الانقلابية عاد بالمفاوضات إلى مربع الصفر، والهدف منه إفشال جهود السلام.

كما انه في تلاعب كشفه رئيس لجنة إعادة الانتشار الجنرال باتريك كاميرت، قامت الميليشيا الموالية لإيران بتسليم ميناء الحديدة إلى متمردين متخفين في ملابس مدنية، في محاولة للالتفاف على اتفاق ستوكهولم.

فهل يعقل أن تواصل الميليشيا مواصلة مسرحياتها الهزلية المثيرة للسخرية بقبول توقيع الاتفاق أمام أنظار العالم والتراجع عنه، حيث إن علاقتهم ساءت بشكل ملحوظ مع كاميرت بعدما اقتنع بأنهم ينقضون العهود .

 

المبعوث الدولي إلى اليمن مارتن غريفيث بدأ جولة جديدة من المباحثات، هل تتوقع نجاحه في المهمة؟

أكيد أن غريفيت حريص على إنجاح اتفاق السويد، لكن سيصطدم مجدداً بشروط الحوثيين وتفسيراتهم المختلفة لاتفاق السويد حيث وضعت الممارسات الحوثية الأمم المتحدة أمام مسؤوليتها في التحرك ضد أسلوب العصابات الذي تتبعه هذه الميليشيا ، فرفض الحوثيين فتح الطريق للمساعدات الإنسانية من ميناء الحديدة؛ مروراً إلى منطقة كيلو 16، وفتحه من قبل الحكومة الشرعية في مناطق سيطرتها دليل واضح للمتسبب في عرقلة العمل الإغاثي وينص قرار أصدره مجلس الأمن الدولي في 21 ديسمبر على «ضرورة أن تحترم كل الأطراف اتفاق وقف إطلاق النار في الحديدة، الذي بدأ في الثامن عشر من ديسمبر، وإعادة نشر القوات المقررة في مدينة الحديدة وموانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى إلى مواقع متفق عليها خارج المدينة والموانئ في غضون 21 يوما من دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ».ولحد الساعة لم تحترم جماعة الحوثيين أي بند من الاتفاق ولم تعمل لها الامم المتحدة اي شيئ؟

 

خطة للتنفيذ

هل تتوقعون دعوة الأمم المتحدة إلى محاثات أخرى مع الحوثيين إذا ما فشل اتفاق السويد؟

لا جولة ثانية من المفاوضات في حال فشل اتفاق السويد في ظل إصرار الحوثي على نسف خطوات الأمم المتحدة في إحلال السلام فكان لا بد أن يرتبط تنفيذ الاتفاق بخطة للتنفيذ بخطة محكمة لا تترك أي مجال للمناورةـ ولكن نحن حريصين كل الحرص على ضرورة تطبيق الحوثيين اتفاق السويد نقطة بنقطة ليأتي بعدها مباحثات أخرى.

فقد كشف برنامج الغذاء التابع للأمم المتحدة عن سياسة حوثية ممنهجة لسرقة المساعدات الغذائية المخصصة للأطفال، وإعادة بيعها في السوق السوداء لتمويل الأنشطة العسكرية، تعد سرقة المساعدات أحد أسباب تعنت الميليشيا ومماطلتها في تسليم الميناء الاستراتيجي، حيث يدر عليها أيضا أموالا طائلة لا تذهب إلى خزينة البنك المركزي بل إلى عمليات التسليح.

 

إشادة بجهود الإمارات الإنسانية في اليمن

قال محافظ الحديدة د. الحسن طاهر إن دور الإمارات الإنساني والتنموي محل تقدير أبناء الشعب اليمني كافة، وهو ما عهدناه من الأشقاء الذين ضحوا بدمائهم الزكية من أجل نصرة اليمن وأثنى على حرص دولة الإمارات العربية المتحدة على توجيه القوافل الإغاثية بشكل مستمر إلى أهالي المدن اليمنية المحررة وكذلك إعادة تأهيل العديد من المرافق الرئيسية التي تمد الأسر اليمنية بالخدمات المتنوعة مثل الكهرباء والرعاية الصحية والغذاء، إضافة إلى حزمة المشاريع الإنسانية الإماراتية بالساحل الغربي لليمن ما يؤكد التزام الإمارات الأخوي والإنساني تجاه الشعب اليمني والوقوف بجانبه في محنته التي تسببت فيها ميليشيا الحوثي الانقلابية الموالية لإيران.

ووصف دور الهلال الأحمر الإماراتي ومساهمته الفاعلة في إغاثة الشعب اليمني في مختلف المناطق بأنه ريادي وكبير.

32000

قال محافظ الحديدة إنه كان المقرر انطلاق أول قافلة إغاثية محملة بحوالى 32 ألف طن من دقيق القمح عبر فتح الممر الإنساني من ميناء الحديدة؛ مروراً إلى منطقة كيلو 16 غير أن المبادرة تعذر إنفاذها بسبب تعنت الحوثيين.

 

Email