أزمة الحكومة متعلقة بتدخلات إيران في العراق

إياد علاوي لـ«البيان»: سنواجه جيلاً ثالثاً من الإرهاب

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

كشف زعيم ائتلاف الوطنية، رئيس الحكومة العراقي الأسبق الدكتور اياد علاوي، في حوار خص به «البيان» أن أزمة الحكومة متعلقة بتدخلات إيران في العراق،انه سيكون من الصعب على رئيس الحكومة العراقي عادل عبدالمهدي مداراة كل الخواطر والإرادات لهذا قرر رمي الكرة بملعب القوى السياسية، فيما أشار إلى أن الانتصار العسكري على تنظيم داعش ليس بحل ما لم نكسب السلم وقال سنواجه جيلاً ثالثاً من الإرهاب، وإلى نص الحوار:

هل دولة بحجم العراق تسير بحكومة ناقصة؟

المعضلة لا تتعلق باستكمال الوزارة أو عدم استكمالها، المعضلة تكمن في الانقسام الحاصل في مجلس النواب بين القوى السياسية التي تتصارع فيما بينها على النفوذ والاستحواذ على مراكز القوة، وتنطلق للأسف من نهج المحاصصة السياسية الجهوية سواء كانت طائفية أم عرقية، هذه المواصفات هي ما تتسم بها العملية السياسية في العراق يضاف إلى ذلك التدخلات الإقليمية والدولية المشينة ناهيكم عن سياسات الإقصاء وهو ما شكل ولايزال بيئة حاضنة للإرهاب، لهذه الأسباب مجتمعة يتأخر تشكيل الحكومة عادةً، بالإضافة لذلك لا يكون أداؤها بمستوى ما يطلبه الشعب العراقي.

قوى سياسية منقسمة

كيف ترون المشهد السياسي في العراق مع رئاسة عبد المهدي لمجلس الوزراء ؟

لانريد أن نحمل الأخ عادل عبدالمهدي اكثر من اللازم، فهو رئيس لمجلس الوزراء في عراق للأسف - منقسم، وقوى سياسية منقسمة تتصارع بمرارة على المواقع، وعملية سياسية هي الأخرى تتآكل.

سيكون من الصعب على الأخ عادل عبدالمهدي مداراة كل الخواطر والإرادات، لهذا قرر رمي الكرة بملعب القوى السياسية، ولا أعلم بماذا سيشهد التاريخ على هذا الأمر هل هذا هو الاجراء الصحيح والذي يصب في صالح العراق أم لا؟.

وهل أزمة الحكومة متعلقة بتدخلات إيران في العراق؟

نعم جزء منها متعلقة بتدخلات إيران وكذلك في تدخل غيرها من الدول، هناك دول تدعي أنها تحمي بعض الأطراف وهناك دول تدعي أنها تحمي بعض الأطراف، لكن في الحالتين هناك إساءة بالغة للعراق، إيران تدخلت منذ أمد طويل في العراق وواقعياً هي صاحبة النفوذ الأعظم، قياساً مع باقي الدول التي تحاول التأثير في المشهد العراقي.

باعتقادكم من يضع العصا في دواليب الإصلاحات التي يريد عبد المهدي إجراءها؟

العصي موجودة في واقع العملية السياسية المهلهلة وفي الدستور الذي تشوبه كثير من النواقص، وكذلك بسبب الفراغ الأمني والسياسي والإداري الناتج عن نهج المحاصصة بالإضافة إلى وجود قوى إقليمية وأخرى دولية تريد الاستيلاء على مقدرات العراق وقراره السيادي حيث تضع العصي في طريق الإصلاح الحقيقي.

هل تراهن على فاعلية العقوبات الأميركية لوقف تمويل طهران ميليشياتها في المنطقة ؟

أعتقد موقف الإدارة الأميركية الأخير بانسحابها من سوريا بغض النظر عما يجري في سوريا دليل واضح على الموقف الأميركي الحقيقي المتردد والذي لايحمل الاستمرارية اللازمة بسبب تغير القيادات كل اربع سنوات، وكما يقول المثل الحكيم تكفيه الإشارة.

لا تزال المحاصصة هي السبب الرئيسي في أزمات العراق، فهل من مبادرات لتجاوز نظام المحاصصة؟

نعم توجد مبادرات لكنها ناقصة، لأسباب، منها ماهو خارجي مثل انكفاء الموقف العربي وترهله ووهنه، وكذلك حصول واقع جديد ومتغيرات في المشهد الدولي مثال ذلك صعود الصين وسباقها مع أميركا في مجال الاقتصاد والطاقة وتقنية المعلومات.

وكذلك الخلافات الروسية الأميركية، فضلاً عن الاضطرابات في أوروبا، وتأثيراتها في المنطقة الذي نتج عنه ضعف الموقف الأممي والعربي ومنها ماهو داخلي مرتبط بفشل العملية السياسية إلى حد كبير، مما أدى إلى استحواذ قوى تعتمد المحاصصة الطائفية في نهجها بسبب الفراغ الذي تسبب به الاحتلال، لهذا على العراقيين أن يعتمدوا على انفسهم وعلى قوى الاعتدال (حكومات وأحزاب وشخصيات).

لا يزال العراق يعاني من الاختراق الأمني بالرغم من القضاء على تنظيم داعش، فما هي باعتقادكم أسباب ذلك؟

الانتصار العسكري على تنظيم داعش ليس بحل ما لم نكسب السلم بعد انتصارنا العسكري وما نقصده بالسلم هو وحدة المجتمع الوطنية وتحقيق المصالحة الوطنية والاصلاحات الجذرية في النظم الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، والتي يفترض أن تهدف للوصول إلى دولة المواطنة التي تقوم على العدل والمساواة وليس لتقزيم العراق من خلال تحويله إلى دولة طوائف أو مكونات، وواضح من مسارات الأوضاع بأن هناك حاجة ملحة جداً تفرض تكاتف الجهود لكل جهات الاعتدال لدراسة وتقييم الجيل الثالث من الإرهاب الذي بدأ يظهر.

فالجيل الأول من الإرهاب متمثلاً في القاعدة وتنظيماتها استهدف منشآت وأشخاصاً بطريقة الضرب والهرب، والجيل الثاني الذي تكوّن بالتحولات التي حصلت في تنظيم القاعدة والتي تحولت بالنتيجة إلى تنظيم داعش،ومرت أولاً بتشكيل التنظيم في بلاد الرافدين بعد هروب اكثر من ثلاثة آلاف شخص بعمليات عسكرية من داخل السجون العراقية عام 2012 بتشجيع لها من الواقع العراقي متمثلاً في الرقع الرخوة في المنطقة أي «البيئة الحاضنة للإرهاب»، والآن نحن سنواجه الجيل الثالث .

وأنا أعتقد أن هذا الجيل سيكون مزيجاً من النهج الإرهابي «للقاعدة وداعش»، ولربما تكون للجيل الثالث قواعد ومرتكزات متحركة وأهداف اقتصادية واجتماعية لخلق حالة الفوضى المطلوبة، هذا باعتقادي سيكون هو طابع العمل الإرهابي للجيل الثالث والذي سينطلق على الأغلب من العراق وسوريا وأفريقيا وأفغانستان ودول إسلامية أخرى.

محاربة الفساد

تحرص الحكومة على محاربة الفساد ببدء إصلاحات، هل نجحت في ذلك ؟

محاولات محاربة الفساد، لاتزال متردية ومترددة، لابد من اعتماد حزمة من الاجراءات القانونية وسن القوانين والأعراف اللازمة والتي تصب في إضعاف الفساد والمفسدين تمهيداً للإجهاز عليه، أما مسألة إعادة إعمار العراق فهي بحاجة إلى أجهزة غير فاسدة تقوم على رؤية واضحة في اتجاهين.

الأول هو نقل الاقتصاد العراقي من خلال إيجاد المؤسسات اللازمة وسن القوانين الضرورية ليتحول من اقتصاد ريعي كما هو الآن معتمداً على النفط فقط، إلى اقتصاد السوق مع الأخذ بنظر الاعتبار أوضاع الطبقات المحرومة وتأمين العمالة والتأمين الاجتماعي خاصة للطبقات الضعيفة.

أما الاتجاه الثاني (الإعمار) فيكمن في التعرف على المشاريع الإعمارية التي لها الأولوية في إعادة الإعمار، ولربما يقتضي ذلك تأسيس مجلس للإعمار والتنمية.

توتر وصراعات

قال الدكتور إياد علاوي إن المشهد العربي الراهن متجه نحو زيادة بؤر التوتر والأزمات، ما لم يعمل العرب من الآن على اعتماد مبدأ الحوار. فما كان يصلح في خمسينيات القرن الماضي لايصلح الآن بعد اكثر من سبعين عاماً.

فضلاً عن ذلك لابد أن يلحق العرب بالحضارة فيما يتعلق بالاختراعات والاكتشافات ويكونوا جزءاً من المستقبل فاعلين وليسوا متلقين. وأضاف أن الصراع الآن بمعناه الحقيقي هو بين التطرف والاعتدال وعلى قوى الاعتدال أن تتحالف كحكومات وأحزاب وشخصيات مع بعضها لدرء مخاطر التطرف.

Email