ديما موسى : ننظر بإيجابية للانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي

ت + ت - الحجم الطبيعي

علّقت نائبة رئيس الائتلاف السوري المعارض ديما موسى (التي تم انتخابها في السادس من الشهر الجاري نائباً لرئيس الائتلاف الجديد عبدالرحمن مصطفى) على انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، مؤكدة أن ذلك سوف تكون له انعكاسات على الدور الإيراني في سوريا، وقالت «ننظر بإيجابية للانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي».

وفي أول حوارٍ لها عقب انتخابها نائباً لرئيس الائتلاف السوري المعارض، تحدثت ديما لـ «البيان»، عن أبرز أولويات الائتلاف في تشكيلته الجديدة خلال المرحلة المقبلة، وقالت إن الائتلاف نحو نقل عمله للداخل في المناطق المحررة وتعزيز ودعم الحكومة المؤقتة. كما علّقت أيضاً على سلسلة الانسحابات أو الاستقالات التي شهدها الائتلاف خلال الفترة الأخيرة، ومدى تأثيرها على عمله في المرحلة المقبلة. وتحدثت كذلك عن أفق الحل السياسي المرهونة بالتوافق الروسي الأميركي.. وإلى التفاصيل:

برأيك كيف يتأثر تعامل طهران مع الملف السوري خلال المرحلة المقبلة؟ وهل يمكن أن تتخلى إيران عن دعم النظام؟

إيران الآن هي المتحكم الأكبر على الأرض في مناطق سيطرة النظام، وهي فعلياً من يحرك النظام من داخله؛ لذلك تخليها عن النظام والتوقف عن دعمه بشرياً ومادياً هو جزء مهم من الحل في سوريا، وتخلي إيران عن النظام يعني أيضاً تخليها عن مشروع التمدد من طهران إلى البحر المتوسط وحتى فترة قريبة لم يبدو هذا الأمر بالقريب. ولكن هناك حدود لقدرة إيران على تمويل عملها في سوريا ودعمها للنظام.

ونحن بالتأكيد ننظر بإيجابية إلى الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي والذي سيكون له تأثير كبير على دور إيران وبالأخص في وجه سلسلة جديدة من العقوبات التي صرح الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن بلده ستفرضها على إيران. ولذلك من المهم أيضاً مراقبة موقف الاتحاد الأوروبي في تعاطيه مع الملف الإيراني، وهناك بوادر تدل على أن دولاً أوروبية ربما الآن تعيد النظر في تمسكها بالاتفاق النووي، فقد تكون خسائر موقف مختلف عن الموقف الأميركي أكبر من منافع التمسك بالاتفاق.

طيف متنوع

بعد انتخاب قيادة جديدة، ما هي أولوياتكم في الائتلاف؟

في المرحلة المقبلة سوف يركز عمل الائتلاف على نقل عمله إلى الداخل في المناطق المحررة وتعزيز ودعم عمل الحكومة المؤقتة وباقي المؤسسات التابعة للائتلاف، بالإضافة إلى تعزيز عمل المجالس المحلية. وكان الائتلاف قد بدأ بالعمل والتواجد في الداخل بشكل أكبر، على سبيل المثال، في الفترة الأخيرة بدأ الائتلاف بالإشراف على تشكيل مجالس محلية في منطقة عفرين والمساعدة في تهيئة البيئة الملائمة لعودة الأهالي إلى مناطقهم وبيوتهم.

شهد الائتلاف موجة استقالات أخيراً، هل تؤثر على عملكم خلال الفترة المقبلة؟

بالتأكيد يؤسفنا انسحاب أي من زملائنا من الائتلاف؛ ربما لأنهم لم يعودوا يرون أنفسهم في المكان المناسب هنا، ولكن هذا لا يعني خسارتهم أو انسحابهم من صفوف الثورة أو المعارضة. الائتلاف يشمل طيفاً متنوعاً من الشخصيات السياسية والثورية وكذلك عدداً من التيارات والأحزاب، وعمله يتطلب جهود الجميع، ولكن في الوقت ذاته لا يعتمد ولا يتوقف عمله على أفراد، وبما أن الملفات تتوزع بين فرق ولجان ضمن الائتلاف، فإن عمله وحضوره يعتمد على جهود جماعية؛ ولذلك انسحاب بعض الزميلات والزملاء يجب ألا يكون له تأثير على استمرار العمل. بالإضافة إلى ذلك شهد الائتلاف في الفترة الأخيرة دخول أعضاء جدد إليه عن طريق التوسعات واستبدال بعض المكونات لممثليها فيه، وهذا أسهم برفده بطاقات جديدة. وحتى على مستوى القيادة الجديدة، فهي تشمل تسعة أعضاء لأول مرة يتم انتخابهم للهيئة الرئاسية أو السياسية.

هل تعتقدين أن المعارضة السورية صار عليها ممارسة النقد الذاتي لتطوير أدواتها؟

المعارضة السياسية منذ أيام المجلس الوطني السوري وحتى الآن ضمن الائتلاف وباقي أجسام ومؤسسات المعارضة تعمل بسياسة مراجعة الذات. وبالتأكيد النقد الذاتي كجزء من التطوير المستمر للعمل وإلا لم تكن لتبقى حتى الآن ولا يمكن لها مواكبة التطورات الميدانية والإقليمية والدولية.

مساران مطروحان

ما رؤيتكم للمرحلة المقبلة من المفاوضات.. وهل تعتقدين أن فرص الانطلاقة على المسار السياسي استناداً لبيان جنيف متاحة؟

اليوم في المسار السياسي يوجد على الطاولة على الأقل مسارين مطروحين في الملف السوري. المسار الأول هو المسار الدولي المتمثل بجنيف أو الأمم المتحدة والقرارات الدولية ذات الصلة، وهذا المسار مع كل أسف متوقف حالياً. والمسار الثاني هو مسار أستانة (ولحد ما سوتشي) وهذا مسار فيه عدد محدود من الدول.

Email