سفير فلسطين في واشنطن حسام زملط في مقابلة مع «البيان»:

واشنطن تعتزم طرح مسار جديد للتسوية مع اسرائيل

■ السفير زملط خلال الحوار مع «البيان»

ت + ت - الحجم الطبيعي

كشف سفير فلسطين في واشنطن، ومستشار الرئيس الفلسطيني للشؤون الاستراتيجية حسام زملط، عن أنّ الإدارة الأميركية، ستحاول طرح مسار سياسي جديد، خلال القمة الثلاثية للرئيس الفلسطيني محمود عباس، مع كل من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، لافتاً إلى أن القيادة الفلسطينية، ستتعاطى مع الطرح الأميركي، ما لم يمس الثوابت الوطنية، وطموحات وتطلعات الشعب الفلسطيني.

وشدد زملط على أنه لن يكون هنالك حل، دون رحيل آخر جندي إسرائيلي عن الأرض الفلسطينية، وتطرق إلى المبادئ الأساسية في التعامل مع الإدارة الأميركية، والمطلوب فلسطينياً في ظل المستجدات الراهنة.. ذلك في حوار مع «البيان» وهذا نصه:

أنتم تمثلون القيادة الفلسطينية في واشنطن، ما المبادئ المفصلية التي تسيرون على هديها في علاقتكم مع الإدارة الأميركية؟

نحن لدينا ثوابت وطنية واضحة، أساسها التحرر، ودولة مستقلة على حدود العام 67 والقدس الشرقية عاصمة لها، وحقوقنا التاريخية معروفة، وفي مقدمتها حق العودة للاجئين، وبالتالي علاقتنا مع الإدارة الأميركية قائمة على جملة من المصالح، ولدينا رؤية مشتركة، حول ما يريده شعبنا الفلسطيني، وهنالك فرصة للوصول إلى حل، ولذلك نحن نسعى لتحويل العلاقة مع واشنطن إلى علاقة تحالف، وشراكة حقيقية لتحقيق الأمن والاستقرار في العالم أجمع، ومنطقتنا العربية على وجه الخصوص، وفلسطين بشكل أخص، ونحن نرى أن أميركا، وإن كانت حليفة تاريخية لإسرائيل، إلا أنها ليست ضدنا.

من خلال الجولات الأميركية التي توالت إلى فلسطين والمنطقة، إلى أي مدى يمكن أن تكون الإدارة الأميركية جادة هذه المرة في حل «مرضٍ» للقضية الفلسطينية؟

أستطيع أن أؤكد طبقاً لمؤشرات واضحة، أن الرئيس ترامب جادّ في إيجاد الحل، فهو يريد أن يكون صانع السلام كما وعد، وهذا سيصب في مصلحة الشعب الفلسطيني، ونحن نتفق مع هذه المساعي، لأن لدينا مشروع سلام، لكن الذي لا يريد السلام هو نتانياهو، لأن ليس لديه أجندة سلام، بل إنه هو نفسه من يعطّل كل جهود السلام.

ترامب كرر الحديث في أكثر من مناسبة عن تنازلات «مؤلمة» دعماً لعملية سلام حقيقية، عن ماذا يريدنا أن نتنازل؟

لم يسبق أن تطرّق ترامب لقضايا خلافية، وإنما كان يؤكد في كل لقاءاته مع الرئيس الفلسطيني، على ضرورة الحل السلمي للقضية الفلسطينية، وفي كل مرة كان يبدي رغبته بإطلاق مفاوضات جديدة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وردّد أكثر من مرة، أن من وقّع اتفاق أوسلو قبل 24 عاماً «في إشارة إلى أبو مازن» سيكون بمقدوره توقيع اتفاق السلام الجديد، ولذلك نحن نرى أن قمة الرئيس أبو مازن الجديدة مع ترامب، ربما تؤسس لمرحلة جديدة.

وكيف ستتعاملون مع خيار الدولة الواحدة؟

لن نقبل بالسيطرة الإسرائيلية على معظم الأراضي الفلسطينية، ونحن نعمل لإنهاء الأبارتهايد السياسي، لكن هناك أيضاً الأبارتهايد الأمني، والاقتصادي، وهذا أيضاً يجب أن ينتهي، وسنظل متمسكين بمشروعنا الوطني، وبرنامجنا السياسي، ومعنا شرعية العالم في ذلك، فمن حقنا أن نحكم أنفسنا، خصوصاً وأن لنا حكومة نالت اعترافاً من العالم، وتتوفر لدينا كل مقومات الدولة، الشعب، والأرض، وحكومة شرعية معترف بها.

هل تضغط الإدارة الأميركية على القيادة الفلسطينية للقبول بتنازلات؟

ما زلنا حتى الآن في مرحلة استشارات، لمحاولة الإدارة الأميركية فهم حقيقة الموقف الفلسطيني، ولا يوجد أي ضغوطات أو فرض إملاءات على القيادة الفلسطينية، لإرغامها على تنازلات، والجولات الأميركية المستمرة إلى فلسطين، تهدف لاستطلاع المواقف، وبصراحة حتى الآن رؤية الرئيس ترامب ما زالت غير واضحة، وإن كانت لديه النية لتحقيق السلام.

كيف ترون الحل الذي يلبي طموحات الشعب الفلسطيني؟

الحل الوحيد هو بإنهاء الاحتلال، ورحيل آخر جندي إسرائيلي عن الأرض الفلسطينية، وإقامة دولة فلسطينية كاملة السيادة على أرضها، والقدس عاصمة لها، ولا حل غير ذلك، نحن لدينا اعتراف دولي أكثر من إسرائيل، ولدينا حق مشروع في تقرير مصير شعبنا، وبالتالي موقفنا واضح ولا يخضع للتجارب، ولن نقبل بدولة تسيطر إسرائيل على كل حدودها ومصادرها.

استعادة وحدة

أكّد سفير فلسطين في واشنطن أنّ استعادة الوحدة وإنهاء الانقسام يظل هو المطلب الأكثر إلحاحاً، مضيفاً: «حتى نؤسس لدولة مستقلة، وذات سيادة، يجب أن نكون موحدين، ومتفقين على عملية ديمقراطية».

Email