«إمارات الوفاء» تحكي فخر أبناء الدولة بقادتهم وتدين الإرهاب

راشد شرار: الإمارات دولة الخير والقوة

Ⅶ راشد شرار

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم يكن الشاعر يوماً ما منفصلاً عن قضايا وطنه باعتباره صوتاً للشعب في مختلف المنابر وصوت ضميره، وما أجمل أن يكون هذا الوطن، بهمومه وقضاياه، جوهر ومحور القصيدة إذ تغدو بذا الكلمات مطرزة بالوفاء والمشاعر النبيلة التي هاجسها الوطن وأهله.

وهذه هي حال شعرائنا في الإمارات العربية المتحدة منذ بدء الأزمة مع قطر إذ يكتبون القصائد التي تعكس فخرهم بقادة الوطن وتعبر عن استعدادهم لفدائه بأرواحهم وأن يتصدوا لكل من يريد به السوء كما تفعل قطر.

وهذا ما جسده بجلاء ودقة، أخيراً، الشاعر والإعلامي راشد شرار في قصيدته (إمارات الوفاء)، والتي كتبها وهو في رحلة علاج خارج الوطن، وذلك بعد أن وصله تسجيل مسيء بحق الإمارات لضابط قطري ساقط مسيء هو مبارك الخيارين، إذ يؤكد شرار لـ«البيان» أنه مؤمن بأن القصيدة هي أبهى عروس وأمنع درع بينما مبتغاها حماية حياض الوطن والرد على المتهجمين عليه وتعرية نفاق وضلال جميع من تسول لهم أنفسهم التهجم عليه أو التآمر ضده، موضحا أنه كتب كلمات قصيدته الأخيرة افتخارا بقادتنا وبحس الشاعر المحب لوطنه الرافض لكل ما هو مسيء له.

ما الرسالة التي يرغب في إيصالها الشاعر راشد شرار من خلال قصيدته (إمارات الوفاء)؟

أردت أن يعلم المتآمرون على سلام وأمن دولة الإمارات، أنها دولة الخير والقوة والمنعة والأخلاق ومحال أن تنال منها مؤامراتهم وألاعيبهم.

وليعُد هؤلاء إلى التاريخ ويتبينوا مضامينه جيدا.

فقبل قيام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة، لم يكن من عداوة بين إماراتنا وكان المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وأخوه المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، يحلمان ويعملان على تحقيق اتحاد كبير، آنذاك، بين هذه الإمارات، يكون قوة لصد أي عدوان أو تدخلات في المنطقة.

وكانت «الإمارات المتصالحة» حينذاك، تجمع الإمارات السبع إضافة إلى قطر والبحرين، فاعتذرت قطر والبحرين عن الانخراط في هذا المشروع الوحدوي، ومن ثم أعلن عن قيام دولة الإمارات العربية المتحدة بإماراتها السبع، بتوجه يهدف إلى مد جسور التعاون والمحبة والألفة.

ولم ينته الطموح هنا، فكان مجلس دول التعاون الخليجي والذي جمع المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين ودولة الكويت وسلطنة عمان ودولة قطر، ككتلة وحدوية مترابطة تصد أي مطامع من أي جهة، لتكتشف فجأة أن إحدى هذه الدول «قطر»، غير متفقة وتشذ بآرائها وقناعاتها، لكن أن يصل بها الأمر إلى المساس بسمعة وهيبة دولة الإمارات أو أية دولة أخرى في الخليج العربي، فهذا يضعنا في موقف آخر، فلا أحد يقبل أو يرضى أن يساء لوطنه، وقد وصلني ذلك التسجيل الذي تحدث فيه شخص لا نعرف شيئا عن خلفيته سوى أنه عسكري قطري، ودولته تقف خلفه وتحدث بما لا يليق عن الإمارات، ليتحول الخلاف السياسي إلى خلاف على مستوى الشعوب، فكتبت هذه القصيدة التي تؤكد أننا كشعب إماراتي لا نصغي للأقاويل ونردها بالمثل، نحن كرماء نحب الخير ونسعى للوحدة.

وطبعاً، ورغم أني في رحلة خارج الدولة لبعض المراجعات الطبية، إلا أني كتبت القصيدة لما أحدثه ذلك التسجيل من أثر في نفسي، وانتشرت وطلبت مني بصوتي فسجلتها وأرسلتها لمن طلبها.

مهام

كيف ترى دور ومسؤوليات الشاعر في مثل هذه الأحداث وهذه الخيانة القطرية للعرب ودول الخليج العربي؟

لا بد وأن يكون الشاعر غيوراً على دينه ووطنه وعرضه، هذه أهم صفات الشاعر إذا فقدها غاب عنه مسمى الشاعر، فالشاعر يتميز عن غيره بأنه ذو حس مرهف يتفاعل مع ما يحيط به من أحداث، وإذا لم يخدم بشعره الإسلام والوطن فلا داعي لأن يكون شاعراً.

«قربة مثقوبة»

إذاً كيف يجب أن يكون مسار القصيدة الشعرية في الوقت الحالي خلال ما تشهده المنطقة من أحداث ومن إساءات قطرية بحق العرب.؟

في ظل الأزمة الحاصلة في الوقت الحالي، حيث معروف من هو سببها وكل الأصابع تشير بالاتجاه نفسه: نحو قطر التي تدعم الإرهاب، علينا، كشعراء ومثقفين ومسؤولين وأفراد عاديين، أن نكون صوتا واحدا ويدا متماسكة متآزرة.

إن دولة الإمارات قوية متماسكة ولا بد لشعرائنا أن يتوجوا هذا ويبنوا عليها ويزرعوا الثقة في نفوس الناس ويحفزوا الجميع على إدانة إرهاب وتعدي قطر، وعلينا أيضا أن ندين ما تمارسه قطر بحق مجلس التعاون والوطن العربي.

لا بد أن تستنهض القصيدة الجهود وتحث الخطى لنستطيع مواجهة أي عدوان علينا، وأنا متأسف أن قطر شذت وتخلت عن محيطها الخليجي والعربي، فهي ولو انقلبت عليها الدول التي تتكئ عليها حاليا، كإيران أو تركيا وغيرهما، فلن يقف معها إلا دول الخليج العربي، لكن ما يحدث كما يقول المثل (النفخ في قربة مثقوبة)، وأتمنى أن تكون القصائد التي تكتب في هذه الأزمة تناسب أخلاقنا لا أخلاق الآخرين، فكل إناء بما به ينضح.

ما الرسالة التي توجهها للشعراء الشباب؟

أقول لهم يجب أن نكون بمستوى أخلاقنا ولا نكتب بأخلاق الآخرين، ونتعامل مع القضية كما يتعامل قادتنا وسياسيونا، بكل تهذيب ولياقة ويجب أن نسير على خطاهم، ويجب أن يعوا أن أسلوب السب والقذف لا يناسبنا، فنحن شعب معروف بمعدنه الأصيل.

لا خوف

قال الشاعر والإعلامي راشد شرار في حواره مع "البيان" إنه إذا شن قطر حرباً إعلامية لا تثير الخشية، ولا نخشى الإعلام المعاكس، فالإعلام في دولة الإمارات هو الأول، والإعلام سلاح ذو حدين، نحن أصحاب حق، ونستخدم إعلامنا في الحق، والكل يدرك تماماً أننا أصحاب حق، بينما قطر تستخدم إعلامها في الباطل. وأرجو أن يكون هناك إنصاف من العالم أجمع بشأن هذا الأمر لإدانة قطر الداعمة للإرهاب والمعتدية.

Email