رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب لــ«البيان »:

فشل حكومات العراق وراء تنامي الإرهاب

ت + ت - الحجم الطبيعي

عزا رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب العراقي عبد الباري زيباري، سقوط مدينة الموصل في براثن تنظيم داعش قبل ثلاث سنوات إلى ما أسماه فشل الحكومات المتعاقبة، مشيراً إلى أنّ «داعش» في طريقه إلى الزوال وأنّ التحدّي الأكبر يكمن في محاربة فكره. وفيما حمّل زيباري حكام العراق مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع أمنياً واقتصادياً، أرجع ضعف الثقل السياسي للبرلمانات العربية في المحافل الدولية إلى تبعثر رؤى الدول العربية. وأكّد زيباري أنّ العلاقات مع دولة الإمارات تاريخية ومهمة واستراتيجية وأنّ تنميتها تمثّل أولوية.

وفيما يلي نص الحوار بين زيباري و«البيان»:

كيف تقيّمون الحال الذي وصل إليه العراق من تهاوٍ أمني واقتصادي غير مسبوقين؟

المشكلة منشؤها من يمسكون بزمام الحكم وإدارة البلاد في السنوات العشر الأخيرة، ووفقاً لذلك هي مسؤولية مشتركة يتحمل وزرها الجميع، من إياد علاوي مروراً بالجعفري والمالكي ومن ورائهم حكومات يمثلها وزراء من كل الأطياف والمناطق، وبناء على ذلك أنا أتساءل: «لماذا سكت الوزراء وغيرهم على ما كان يجري من تجاوزات وفساد»؟.

بماذا تفسرون سقوط مدينة كبيرة مثل الموصل بيد تنظيم داعش بين عشية وضحاها؟

لا يمكن حصر الأمر في عامل واحد فقط بل عدة عوامل أبرزها فشل الحكومات المتعاقبة والتي هيأت سياساتها بيئة ساعدت على توالد التنظيمات الإرهابية وتمدّدها في الأراضي العراقية، فضلاً عن الدور الكبير والمؤثّر الذي لعبته التدخلات الخارجية.

زوال داعش

كيف تصفون التطوّرات الميدانية في الموصل بعد توالي الهزائم على تنظيم داعش؟

العمليات العسكرية في الموصل أبطأ مما كنا نتمنى، لقد نتج عنها وللأسف الشديد وقوع ضحايا وأبرياء كثيرين، وتنظيم داعش اتخذ من المدنيين دروعاً بشرية ومارس عمليات تهجير وتخويف غير مسبوقة.

إنّ تنظيم داعش في طريقه إلى الزوال إلّا أنّ المشكلة تكمن في محاربة الفكر نفسه والذي مكّن التنظيم على نقل عملياته الإرهابية خلف الحدود والبحار وصولاً إلى أوروبا وأميركا وغيرهما، إنّ الحرب بالأساس فكرية قبل أن تكون ميدانية.

ما السبب في عوز البرلمانات العربية للثقل السياسي والحقوقي المطلوب في المحافل الدولية؟

تبعثر رؤى الدول العربية تؤثر سلباً على دور البرلمانات في المحافل الدولية وعلى وجودها وقوة حضورها، لابد من وجود هيئة أو مؤسسة منبثقة من البرلمانات العربية يكون لها دور تنسيقي للتشاور قبل الدخول في اجتماعات البرلمانات الدولية.

كيف تقيّمون أداء رئيس الوزراء حيدر العبادي خلال السنوات الماضية؟

إنّ أداءه مقبول وجيد في بعض الحالات قياساً بحجم التحديات الماثلة أمامه.

يرى البعض المواطن العراقي الضحية الأبرز لتصاعد الخلافات السياسية واستفحال الفساد المالي والإداري، كيف ترى المستقبل؟

بعد تطورات الحرب ضد تنظيم داعش أصبحنا نلمس تجمعا في الرؤى والفكر السياسي العراقي، مثلاً قلّت وإلى حد كبير التصريحات النارية الصدامية التي كانت تصدر من مجلس النواب العراقي منذ عامين، كما إنّ الشارع العراقي بات أكثر تفهّماً للمزايدات السياسية، لذا أتوقع أن يفرض الشعب إرادته على السياسيين مستقبلاً وليس العكس.

مشاركة الجميع

ألا ترون أنّ المحاصصة هي السبيل لتهدئة الأوضاع ونقل العراق إلى الديمقراطية الحقيقية؟

هناك من يسميها محاصصة وآخرون يسمونها توافقا وآخرون يطلقون عليها استحقاقا انتخابيا، على أقل تقدير المرحلة التي عبرناها كانت بحاجة لمشاركة الجميع مع كل سلبياتها.

شهدت أغلب الائتلافات السياسية انفراط عقدها بعد فترة من الانتخابات وتشكيل الحكومة، ما هو الائتلاف الذي يحمل في ذاته عوامل التماسك أكثر من غيره؟

لا توجد كتلة سياسية متكاملة في التحالف، ولم يبق هذا الشيء الآن على أرض الواقع، قد يكون في الدورة الأولى والثانية من هذا الأمر لدى التحالف الوطني عندما يأتي لاتخاذ القرار المطلوب، والكتل الكردستانية كانت كذلك، أما اليوم فليس من السهولة أن تكون لأية كتلة خطاب واحد، وهذا جزء من العملية الديمقراطية الناجحة، إن تطابقت كل الرؤى فأين الرأي والرأي الآخر؟.

ألا ترى أنّ وقوع العراق في المستنقع الإيراني يحول دون تقدم البلاد خطوة إلى الأمام نحو الإصلاح والتغيير؟

نحن لا نقبل بأن يكون العراق مسيراً أو خاضعاً لأية دولة كانت، لظروف خاصة اتجه العراق لبناء علاقات صداقة معينة مع طرف أكثر من غيره وذلك لأسباب عدة في مقدمتها غياب الدبلوماسية العربية في العراق، وهو ما ولد فراغاً عربياً استغله الآخرون، والآن بدأ العرب بملء هذا الفراغ.

هل أنت متفائل بتحسن العلاقات العراقية السعودية خلال الفترة المقبلة؟

في رأيي ليس أمام الطرفين أي خيارات أخرى، فالعراق لا يستطيع العيش خارج فضائه الطبيعي، كما إنّ الجسد العربي دون العراق لن يكون كاملاً.

كيف ترى العلاقات الإماراتية العراقية اليوم؟

إنّ علاقاتنا مع الأشقاء في دولة الإمارات العربية المتحدة تاريخية ومهمة واستراتيجية، وتنمية هذه العلاقات أولوية لنا خلال المرحلة المقبلة.

بمَ تفسّر التصريحات المسيئة الصادرة عن بعض المسؤولين العراقيين بحق المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين؟

هذه تصريحات مرفوضة جملة وتفصيلاً ولا تمثّل وجدان الشعب العراقي، إنّ مثل هذه التصريحات غير المسؤولة تقوم على مبدأ المثل القائل: «خالف تعرف»، وغير المعروفين يلجؤون لهذه الطرق السلبية ليعرفوا على حساب الدولة العراقية والشعب ومنهم نوري المالكي.

Email