رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فايز السراج لـ "البيان ":

الإمارات تلعب دوراً إيجابياً لتوحيد الليبيين

ت + ت - الحجم الطبيعي

قال رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبي فايز السراج، إن دولة الإمارات تلعب دورًا إيجابيًا في لم الشمل وتوحيد الصف الليبي، مؤكدًا كونها سبّاقة في تقديم المساعدات السياسية والإنسانية لبلاده. كما تقدم بكل الشكر والتقدير للقيادة الحكيمة في الدولة.

وثمّن أيضًا البيان الصادر عن القمة العربية الأخيرة في عمان، مشددًا على أن هنالك جدية لحلحلة الوضع.

وأفاد السراج، في حوار خص به «البيان»، بأن الانشقاق الحادث لا يخدم مصلحة واستقرار البلد. كما رحب بجميع الجهود العربية الساعية إلى إيجاد تسوية سياسية للأزمة الليبية وكان آخرها المبادرة الثلاثية من قبل تونس والجزائر ومصر، والتي يأمل أن تثمر نتائج عملية وفاعلة.. وإلى تفاصيل الحوار:

هل هنالك جديد يلوح في الأفق بشأن العملية السياسية؟ وكيف تقرأ تأثير حالة الانشقاق على استقرار ليبيا وإعادة إعمارها؟

لقد طلبت رئاسة مجلس النواب الحوار ووضعت بضعة شروط، أي أن هناك تغيرا وابتعادا عن الموقف المتعنت، كما إن إجماع الدول العربية على دعم حكومة الوفاق في قمة عمان، وما تلقيناه من تأكيدات خلال لقاءاتنا مع عدد من القادة على هامش أعمال القمة يؤشر إلى أن هنالك جدية لحلحلة الوضع، فالأزمة الليبية لها بعد عربي مؤثر.

الانشقاق لا يخدم استقرار البلد، ونعمل على إنهاء هذه الحالة، والتصعيد العسكري يفتح الباب أمام حرب أهلية. بينما الإعمار يحتاج إلى استقرار، وإن كنا بدأنا العمل على إعادة الإعمار في عدة مناطق في مقدمتها مدينة سرت بعد أن تم تحريرها من تنظيم «داعش».

كيف تنظرون لموقف مجلس النواب من الاتفاق السياسي؟

مجلس النواب الجاري هو أحد مخرجات الحوار السياسي إلى جانب المجلس الرئاسي والمجلس الأعلى للدولة، حيث انتهت مدة مجلس النواب وانتهى أيضا التمديد الذي منحه لنفسه. وجاء الاتفاق السياسي ليمد في عمره. شرعية مجلس النواب حاليًا تستمد من هذا الاتفاق، بمعنى أن إلغاء الاتفاق يعني ضمنًا إلغاء مجلس النواب. زد على ذلك أن القرار اتخذ بتصويت 38 عضوًا لصالحه في جلسة حضرها 56 عضوًا في حين أن عدد أعضاء المجلس 188 عضوا. المجلس عاد بعد ذلك وبنفس الطريقة ليعلن قبوله بالحوار حول الاتفاق وأوضح أن ما يحدث في مجلس النواب أصبح لا يمثل سوى رئاسة المجلس فقط، لذا فالقرار ليس له أي انعكاسات على عملنا.

كيف ترون تداعيات المواقف والأدوار الدولية في ليبيا، وخاصة الموقف الروسي، هل تلعب موسكو دورًا سلبيًا أم إيجابيًا؟

الموقف الدولي يدعم حكومة الوفاق الوطني ويدعو إلى حل سلمي للأزمة الليبية، والموقف الروسي المعلن هو في نفس الإطار، طالبنا القيادة الروسية خلال زيارتنا الرسمية الأخيرة إلى موسكو بالضغط على الأطراف الليبية التي ترتبط معها بعلاقات جيدة. ونحن على تواصل مع موسكو ليكون دورها إيجابيًا.

ما الدور الذي تنتظرونه من الدول العربية لدعم الاستقرار في ليبيا؟

ننتظر ونطالب بوفاق عربي- عربي حول ليبيا، كما نرحب بجميع الجهود العربية الساعية إلى إيجاد تسوية سياسية للأزمة الليبية وكان آخرها المبادرة الثلاثية من قبل تونس والجزائر ومصر، والتي نأمل أن تثمر نتائج عملية وفاعلة. بالمقابل نؤكد مجددًا ما ورد في قرارات الجامعة العربية بشأن أن تكون هذه المبادرات مبنية على أرضية الاتفاق السياسي.

هل كان بيان عمان في ذلك الصدد ملبيًا لطموحاتكم؟ وفي السياق ما علاقتكم في المجلس الرئاسي بالإمارات وكيف تنظرون إلى دورها في ليبيا؟

بيان عمان كان إيجابيًا جدًا، وننتظر أن تترجم الكلمات إلى أفعال. علاقتنا مع دولة الإمارات العربية المتحدة علاقة أخوية متميزة ترتكز على الاحترام المتبادل والتعاون المشترك في مختلف المجالات، وهي تلعب دورًا إيجابيا يسعى إلى لم الشمل وتوحيد الصف.

وكانت دولة الإمارات سباقة في تقديم المساعدات السياسية والإنسانية للشعب الليبي منذ بداية ثورته. ومن خلال منبركم المرموق نوجه كل الشكر والتقدير للقيادة الحكيمة في دولة الإمارات الشقيقة.

كيف تنظر لإمكانية إجراء الانتخابات بحلول فبراير 2018 وفق قرار رئيس مجلس النواب عقيلة صالح.. هل الأجواء مهيأة لذلك؟

ما أعلنه السيد عقيلة صالح هو رأي شخصي وليس قرارا.. الانتخابات تحتاج، إضافة إلى الأمن والتجهيز، لاستفتاء لإقرار الدستور لمعرفة شكل الدولة التي يريدها الشعب.. وأي تعديل أو اقتراح في المسار السياسي يجب أن يتبع الآليات المنصوص عليها في الاتفاق السياسي.

ما الذي يمكن أن يقدمه «الناتو» لليبيا عقب أن طلبتم بتدخله، ما شكل التدخل المطلوب، وهل ينضوي على تدخل عسكري مستقبلي؟

طلبنا من «الناتو» مساعدتنا في عمليات إعادة بناء المؤسسات العسكرية والأمنية.. نحن نريد الاستفادة من خبرة حلف شمال الأطلسي في التأهيل المؤسسي ورفع قدرات تلك المؤسسات في ليبيا، وهي المؤسسات التي تفتتت انطلاقًا من حالة الانقسامات السياسية الراهنة.. نحن نسعى إلى بناء مؤسسة عسكرية واحدة في البلاد تواجه عدونا المشترك الإرهاب. حلف الناتو رحب بذلك وبتقديم المساعدة في تلك المجالات. أما عن مسألة التدخل العسكري فنحن نرفض أي تدخل عسكري من أي طرف إلا في حالات محددة وبالتنسيق الكامل مع حكومة الوفاق الوطني وضد قوى الإرهاب.

إلى أي مدى وصلت الجهود العسكرية في استعادة المدن التي يسيطر عليها الإرهابيون؟

الحمد الله تمكنت قوات الوفاق من تحرير مدينة سرت بالكامل من قبضة الإرهاب بعد معركة استمرت ثمانية أشهر، وكان الثمن باهظًا مئات من الشهداء والجرحى، ومازلنا نلاحق فلول تنظيم «داعش» وغيره من المجموعات الإرهابية الذين فروا خلال معركة سرت ويحاولون التجمع في مناطق بالجنوب الليبي.. ونحيي كل أبطالنا وشهدائنا الذين ضحوا بأرواحهم فداء للوطن، في مواجهة هذه التنظيمات في بنغازي وصبراته وغيرها من مدن ليبيا.

عقب فشل إتمام اللقاء في القاهرة، ما طبيعة العلاقة بينك وبين المشير خليفة حفتر؟ وهل يمكن أن تجتمعا للاتفاق على مستقبل ليبيا؟

في سبيل ليبيا مستعد للالتقاء بأي طرف إذا كان في الاجتماع فائدة وليس مجرد مناورة سياسية. سبق وأن التقيت السيد حفتر، وليس بيننا خصومة على المستوى الشخصي. وأنا مستعد للقاء كل الأطراف الليبية أيا كانت صفتها لإيجاد حل سلمي يجنب بلادنا الصراع.

دور مصر

ثمن رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبي فايز السراج، عاليا دور مصر، وقال: «وإلى جانب مصر نرحب بكل جهد من الدول الشقيقة والصديقة لمساعدتنا في تخطي الأزمة الراهنة، ونقدر للجميع ما يبذلونه في هذا الاتجاه».

Email