الناطق باسم القيادة المركزية الأميركية جون توماس لـ«البيان»:

«داعش» لن ينتهي بالقتال ولانملك جدولاً زمنياً للعمليات

ت + ت - الحجم الطبيعي

رغم أنه بدا متحفظاً في الحديث عن تفاصيل ما يجري في دهاليز الحرب الكونية على الإرهاب والمدى الزمني الذي يمكن أن تستغرقه العمليات العسكرية التي انخرط فيها التحالف الدولي ضد تنظيم «داعش» الذي تقوده بلاده مؤكداً انه لايملك جدولاً زمنياً للعمليات، إلا أنه أظهر تفاؤلاً كبيراً بقرب القضاء على التنظيم الإرهابي .

وقال الناطق الرسمي باسم القيادة المركزية الأميركية المسؤولة عن الشرق الأوسط وآسيا الكولونيل جون توماس أن ذلك يمكن أن يتم خلال الشهور القليلة المقبلة، وأوضح توماس أن التنظيم فقد معظم الأراضي التي يسطر عليها في سوريا والعراق وأنه الآن في أيامه الأخيرة، وأقر أن القضاء على التنظيم يتطلب محاربته بعدة طرق وما العمليات العسكرية إلا جزء منها.

مشيراً إلى أن القوات العسكرية تستطيع انتزاع الأرض من الإرهابيين، ولكنها لن تنتزع الفكر المتطرف من عقولهم، والى نص الحوار.

هل يملك التحالف الدولي والمكون من 68 دولة وتقوده الولايات المتحدة جدولاً زمنياً محدداً للقضاء على تنظيم داعش ؟

لا يمكنني أن أحدد وقتاً معيناً لتحقيق ذلك، ولكنه أمر محقق وسيحدث، وهناك تقدم للقوات العراقية في الموصل، وتأخذ تلك القوات حذرها والإجراءات الاحترازية حتى لا يتم تدمير المدينة جراء العمليات العسكرية لطرد تنظيم داعش. وتعمل تلك القوات بدعم من قوات التحالف الدولي الذي يقدم إلى جانب الدعم اللوجستي دعماً عسكرياً مباشراً من خلال الغارات الجوية على تجنب سقوط ضحايا من المدنيين.

ومن هنا يمكن تفهم صبر تلك القوات في العمليات التي تشنها ضد داعش وتأخر تقدم تلك القوات داخل المدينة. وتعمل القوات العراقية على الحفاظ على المدينة وتقليل الخسائر في البنية التحتية حتى تكون جاهزة عند رجوع المدنيين إليها بعد تحريرها من مسلحي التنظيم من أجل العيش بصورة طبيعية .

كما كانت الحال قبل احتلالها مثلما حدث في شرق الموصل عند تحريرها واستعادتها، فقد عاد السكان إليها ويعيشون بصورة طبيعية.

أما عن الرقة في سوريا فهناك لاعبون مختلفون منخرطون في هذا الملف ولم يحدد جدول زمني بعد بخصوص الرقة. ولكن نقوم بدعم قوات سوريا الديمقراطية الكردية ونتحدث مع حليفتنا تركيا. ونقوم بتقديم النصح والتمكين والتدريب للقوات لتكون جاهزة من أجل القيام بمعركة استعادة الرقة.

معلوم أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أصدر مرسوماً يمهل البنتاغون ثلاثين يوماً لإعداد خطة جديدة تسرع القضاء على تنظيم داعش. وبعد سنتين ونصف سنة من بدء الضربات الجوية الأميركية في سوريا والعراق، خسر التنظيم أكثر من نصف الأراضي التي كان يسيطر عليها في العراق، وأكثر من ربع الأراضي التي كان يسيطر عليها في سوريا.

ولا يزال يسيطر على قسم من مدينة الموصل التي أعلنت منها «الخلافة»، وعلى مدينة الرقة في شرق سوريا. هل يمكن القضاء على التنظيم خلال فترة قصيرة؟

أعتقد أن ما قاله الرئيس يساعدنا على تحديد أولوياتنا، ويعتمد ذلك على دعمنا للقوات الرئيسية في المعركة وهي في هذه الحالة قوات سوريا الديمقراطية في سوريا ورئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي والقوات الأمنية في العراق.

وأن تحديد جدول زمني يتطلب تقديم الدعم الصحيح للأطراف الفاعلة وفي الوقت المناسب وتكون هناك خطة محكمة لتحقيق ما تصبو إليه. ولكننا لا نريد أن نسرع بصورة غير مخططة وهو ما يؤدي إلى إضرار المدنيين والسكان الذين نريد تحريرهم.

إذا تم القضاء على تنظيم داعش من الناحية العسكرية فلاتزال أيدلوجيته المتشددة التي تنادي بالقتل منتشرة في الشرق الأوسط وأوروبا وغيرها من بقاع مختلفة من العالم. هل التحالف الدولي ضد داعش يأخذ في الاعتبار محاربة التنظيم على المستوي الأيدلوجي أم يركز فقط على الجانب العسكري من أجل هزيمة التنظيم؟

يجتمع أعضاء التحالف الدولي ضد داعش في مقر القيادة المركزية الأميركية بشكل شبه منتظم وهو ما يزيد عددهم على الستين دولة ونتشاور حول السياق الأوسع للمشكلة. ونؤكد في اجتماعاتنا أن الحل العسكري ضد تنظيم داعش في الموصل والرقة هو ضروري ولكنه ليس كافيا. وعندما نقوم بتحرير تلك المدن من أيدي مسلحي داعش نكسب المعركة ضدهم بأخذ أراضٍ كانوا يسيطرون عليها.

ونفعل كل ما في وسعنا لعدم تسلل المقاتلين الأجانب إلى تلك المناطق ومنعهم من شن هجمات في الخارج. قد تستمر الايدلوجية لأننا ننتزع الأرض من تحت أقدامهم لكننا لا نستطيع أن ننتزع الأفكار المتطرفة من عقولهم.

وهذا ما دفعنا للتنسيق والعمل مع القيادة الخاصة بالحرب الإلكترونية وغيرها من الوكالات بالتحالف على المستويين الدولي والأميركي للتعامل مع الجانب الإلكتروني لتلك الحرب التي يستخدمها تنظيم داعش لنشر ايدلوجيته..

وقد تستمر تلك العمليات لمحاربة ايدلوجية داعش لبعض الوقت. ولكن في البداية لابد من التركيز على الجانب العسكري وتحقيق الاستقرار في تلك المناطق (الرقة والموصل) قبل الدخول في الجوانب الأخرى في معركة هزيمة التنظيم.

كنتم في زيارة مؤخراً إلى العراق.. فهل الدور الأميركي سيبقي استشارياً؟

هو دور استشاري ونقدم الاستشارة ولا توجد قوات أميركية على الأرض تشارك في العمليات ضد تنظيم داعش ونقدم الدعم الجوي للعمليات العسكرية ونقدم الدعم اللوجستي لتحديد الأهداف بدقة وحتى يتم تجنب قتل المدنيين زرنا بغداد وقال لنا المسؤولون العراقيون إنهم تمهلوا قليلاً بعد الاستيلاء على شرق الموصل حتي يتم التنسيق بين القوات العراقية والقوات الكردية وغيرها.

اللواء جوزيف إل فوتيل قائد القيادة المركزية الأميركية قدم افضل نصيحة عسكرية للرئيس ترامب. وسنواصل الاستراتيجية الحالية مع الدول الأخرى المشاركة في التحالف. لا تقاتل كل الدول المشاركة في التحالف ولكن نتعاون معاً لاسترداد الأراضي من تنظيم داعش.

ما هي الخطة للقضاء على التنظيم في الرقة؟

نحاول الحفاظ على الزخم في سوريا كما فعلنا في العراق. فقوات سوريا الديمقراطية التي تشمل تحالفاً عربياً مع مقاتلين أكراد نسعى إلى التعاون مع تلك القوات واحترام حليفنا في الناتو تركيا. والتركيز على قتال قصير المدي. ومرحلة العزل أولا لمنع المقاتلين الجدد من الدخول إلى الرقة ومنع المقاتلين داخل الرقة إلى الخروج منها. وهذا ما نسعى إليه من خلال قوات سوريا الديمقراطية.

هل يمكن القضاء على تنظيم داعش في الرقة دون مشاركة القوات الحكومية السورية؟

لدينا اتصالات محدودة مع القوات الحكومية السورية. وتركيزنا في الحرب ضد داعش هو من خلال قوات سوريا الديمقراطية وتركيا.

بخصوص زيادة ميزانية وزارة الدفاع من قبل الرئيس دونالد ترامب.. هل تلك الزيادة مرتبطة بالحرب ضد تنظيم داعش والإرهاب؟

جزء من تلك الزيادة سيتم توجيهه لمحاربة التنظيم ولكن هناك متطلبات أخرى للقوات الأميركية ودعمها يتخطى القضاء على داعش.

بالنظر إلى ما يتحقق على الأرض من خسائر داعش على أراضي الموصل.. هل أنت متفائل بأنه خلال وقت قصير سيتم القضاء على التنظيم؟

بالتأكيد نحن نعتقد ذلك ونرى أن سقوط داعش بات أمراً حتمياً، ولن يستمر هذا التنظيم الإرهابي لأكثر من شهور، ولكننا لن نحدد جدولاً زمنياً لذلك. نحن مستمرون في قتالنا للتنظيم ووضع ضغوط عليهم وسنستعيد كل القرى والمدن التي سيطر عليها التنظيم، وتحرير سكان تلك المناطق الذين وقعوا في براثن التنظيم ويعشون رعباً جراء ما يقوم به من جرائم مؤسفة ونوفر لهم الحياة التي يستحقونها.

التحالف الدولي.. محطات في طريق الحرب على الإرهاب

انطلقت صافرة عمليات التحالف الدولي ضد تنظيم «داعش» بالغارات الأميركية التي جاءت يوم 7 أغسطس 2014، بعد كلمة الرئيس الأميركي آن ذاك باراك أوباما لشعبه، قال فيها إن الأوضاع السيئة في العراق، والاعتداءات العنيفة الموجهة ضد الإيزيديين، أقنعتا الإدارة الأميركية بضرورة تدخل قواتها «لحماية المواطنين الأميركيين في المنطقة والأقلية الإيزيدية، إلى جانب وقف تقدم المسلحين إلى أربيل» عاصمة إقليم كردستان العراق.

وبعدها بيوم، قصفت طائرات أميركية مستودع أسلحة تابعاً للتنظيم، وبعدها بيومين فقط، استعادت القوات الكردية -بمساندة جوية أميركية- السيطرة على منطقتي مهمور وغوير قرب الموصل من يدي تنظيم داعش، ليكون بذلك أول نجاح تحققه الغارات الأميركية على الأرض.

يوم 10 سبتمبر 2014، أعلن أوباما أنه أوعز ببدء شن الغارات في سوريا دون انتظار موافقة الكونغرس، وأمر بتكثيف الغارات في العراق.يوم 19 سبتمبر، دخلت فرنسا على خط المواجهة كثاني دولة تشارك في الحملة بتنفيذها عدة ضربات جوية ضد التنظيم، وكذلك أرسلت قوات خاصة إلى كردستان العراق لتدريب القوات الكردستانية على استعمال السلاح الذي أرسلته.

ويوم 23 سبتمبر، شنت كل من الولايات المتحدة والبحرين والأردن وقطر والسعودية والإمارات أولى غاراتها ضد التنظيم في سوريا. اجتماع جدة أكد ضرورة العمل على وقف تدفق الأموال والمقاتلين إلى التنظيم.

وبعدها، زاد عدد دول التحالف حتى بلغ أكثر من عشرين، ليزداد عدد الدول تباعاً حتى وصل الى أكثر من ستين دولة منها من تدخل في العراق وسوريا، وأخرى اكتفت بسوريا فقط، أو بالعراق فقط، وتنوعت أيضا أشكال التدخل، بين الغارات وإرسال قوات عسكرية للتدريب وتقديم النصح، والدعم اللوجستي.

واللافت أن الحرب ضد تنظيم داعش لم يُطلق عليها اسم على عكس جميع الحروب التي خاضتها واشنطن وحلفاؤها، ما أثار تساؤلات في الإعلام الأميركي عن أسباب ذلك.

واتفقت جميع الدول المشاركة بالتحالف على عدم إرسال قوات مقاتلة على الأرض، والاكتفاء فقط بتدريب وتسليح الجيش العراقي و«المعارضة السورية المعتدلة» والقوات الكردية. ومن أبرز الاجتماعات التي عقدتها دول التحالف كان اجتماع جدة يوم 11 سبتمبر 2014 على مستوى وزراء الخارجية.

حيث اتفقت الولايات المتحدة والسعودية ومصر والعراق والأردن ولبنان وقطر والكويت والبحرين والإمارات وسلطنة عُمان على محاربة التنظيم، بما في ذلك العمل على وقف تدفق الأموال والمقاتلين إلى التنظيم، وعلى «إعادة بناء المجتمعات التي روعها التنظيم بأعماله الوحشية».

Email