رئيس الحكومة السورية المؤقتة جواد أبو حطب لـ«البيان»:

الحرب حرمت 100 ألف جامعي سوري من التعليم

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد رئيس الحكومة السورية المؤقتة التي شكلتها المعارضة السورية د. جواد أبو حطب أن هنالك العديد من العقبات التي تواجه حكومته من بينها نقص الموارد والدعم المقدم، مؤكدًا أن الأنشطة التعليمية هي الأهم في إطار عمل الحكومة وذلك انطلاقًا من الإيمان الراسخ بكون التعليم هو أساس بناء البلد. وفي الحوار التالي مع «البيان» رصد أبو حطب بالأرقام واقع الأوضاع التعليمية في المناطق الخارجية عن سيطرة النظام، حيث هناك 100 ألف طالب خارج الجامعة من طلاب الجامعة الذين لم يستطيعوا أن يكملوا تعليمهم الجامعي، وكذلك 50 ألف طالب نالوا الشهادة الثانوية ولم يستطيعوا دخول الجامعة، مؤكداً أن السوريين قادرون على إعادة بناء بلدهم، وشدد على أن عودة الاستقرار تحتاج لسنوات طويلة.

ما هي أبرز التحديات التي تواجهكم في الحكومة السورية المؤقتة؟

هناك عدد من التحديات التي تواجهنا سواء على الناحية الأمنية أو الاقتصادية وكذلك الكوادر العاملة. فمن بين أبرز التحديات على الصعيد الأمني هو ما عانيناه من قصف الطيران الروسي وطيران النظام، وأيضًا الخلايا النائمة لتنظيم داعش. أما فيما يتعلق بالتحديات الاقتصادية فيعتبر نقص الموارد المالية والدعم أبرز التحديات التي تواجهنا في الحكومة، بالإضافة إلى التحديات الخاصة بنقص الكوادر نتيجة رحيل بعض العناصر والقيادات ونسعى لتعويضها خلال الفترة المقبلة.

قتل 10 وزراء

وكيف أثرت التطورات الميدانية والعسكرية على عملكم؟

لدينا عشرة من وزراء الحكومة المؤقتة تم قتلهم من بينهم وزير الإدارة المحلية يعقوب العمار، كما أننا قصفنا أكثر من مرة، وتم قصف بعض الجامعات التي نديرها، وأربعة مقرات للحكومة المؤقتة داخل سوريا، لكن جميع الوزراء في الحكومة موجودون على الأرض السورية ومنتشرون بصورة واسعة ونحن مستمرون في العمل لخدمة السوريين.

وما هو حجم ميزانيتكم الحالية وأبرز الجهات الداعمة لعملكم، دولًا ومؤسسات وأفراد؟

لم نُدعَم على مستوى الحكومة ومصاريفها الإدارية، فقط كان الدعم من بعض السوريين ولكن للأسف لم نُدعَم الآن من أي دولة. بل نقوم بإدارة بعض المشاريع لاسيما المشروعات الخاصة بالتعليم. لدينا 1300 مدرسة و51 كلية ومعهداً. الدعم المالي يأتي أيضًا من بعض المنظمات التي تدعم الحكومة لتنفيذ مثل هذه المشاريع، تلك المنظمات تدعم والحكومة هي من تنفذ. ولا توجد لدينا سيولة تجعلنا نضع ميزانية تجريبية وميزانية استثمارية. وخفضنا الموظفين ورواتبهم إلى الحد الأدنى، وتبدأ مرتبات الموظفين في الحكومة من 125 دولاراً إلى 450 دولاراً، وحددنا راتب الوزير بألف دولار، ويعمل معنا حوالي 30 ألف موظف.

أهم الأنشطة

وما هي أبرز الأنشطة والخدمات التي تؤمنها الحكومة المؤقتة للسوريين في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام؟

أهم أنشطتنا وخدماتنا هو في مجال التعليم، وقمنا بتخريج 1500 مُعلم هذا العام، ونقوم بتعليم 800 ألف طالب، لكن للأسف لدينا 700 ألف طالب خارج التعليم. ولدينا 51 كلية ومعهد تضم 20 ألف طالب، لكن أيضًا مع كل أسف هناك 100 ألف طالب خارج الجامعة من طلاب الجامعة الذين لم يستطيعوا أن يكملوا تعليمهم الجامعي، وكذلك 50 ألف طالب نالوا البكالوريا ولم يستطيعوا دخول الجامعة. وقمنا بإنشاء «مجلس التعليم العام»؛ من أجل تطوير الجامعات والمعاهد وتطوير كوادر التدريس في الجامعة.

وكذلك يأتي المجال الزراعي ضمن المجالات التي نوليها اهتمامًا خاصًا. وكانت المساحة المزروعة لدينا 6.5 مليون هكتار غير أنها تقلصت لنصف مليون فقط، وكان لدينا في سوريا 82 مليون شجرة زيتون وانخفض إنتاجنا بنسبة 20 في المئة نتيجة عدم توافر السماد، وكذلك الحرب والاحتراق والمضايقات. وقمنا في الحكومة المؤقتة بإنشاء هيئة البحوث الزراعية لتحسين الصنف خاصة الشعير والقمح والزيتون وباقي المحاصيل الأخرى. كما لدينا مؤسسة الحبوب والتي تؤمن 35 في المئة من احتياجات إدلب و50 في المئة من احتياجات إعزاز في حلب، ومدعومة من صندوق الائتمان.

وللحكومة كذلك بصمات في سلك القضاء، فلدينا دوائر قضائية نسعى لتطويرها بشكل عام. كما أننا أنشانا دائرة السجل المدني من أجل تسجيل شهادات الميلاد والوفيات والحالات العائلية.

سبل الاستقرار

ما طبيعة التعاون بينكم وبين الفصائل المسلحة على الأرض، وأيضًا علاقتكم بالائتلاف؟

التعاون بينا وبين الفصائل جيد جدًا بشكل عام، والتواصل والحوار بيننا يتم بنسبة تصل لـ 80 في المئة، فنحن على حوار دائم معهم. والائتلاف أيضًا لدينا معه تواصل وعلاقة جيدة.

كيف رأيت اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا؟

اتفاق مهم إذا كان بلا شروط وشامل ويتبعه حل سياسي على أساس بيان جنيف والقرارات الدولية ذات الصلة التي تدعم عملية الانتقال السياسي لدولة ديمقراطية لكل السوريين ليس فيها بشار الأسد.

كيف ترى مستقبل الأفق السياسي في سوريا في ضوء التطورات الأخيرة؟

أمامنا سنوات عديدة للعودة للاستقرار، ونحن قادرون على بناء سوريا من جديد بعد سقوط الأسد. أحلم بأن تكون سوريا دولة ديمقراطية ودولة مواطنة، وأن تصبح جمهورية برلمانية تستطيع فيها الكتلة البرلمانية الحاصلة على الأغلبية تشكيل الحكومة.

كيف تتوقع أن تكون سياسة ترامب في ضوء المعطيات الراهنة وتصريحاته بشأن الأزمة السورية؟

حقيقة لا أعتقد بوجود أي تغيير فيما يتعلق بالسياسة الأميركية في عهد ترامب. السياسة الأميركية المقبلة إزاء الوضع في سوريا في عهد دونالد ترامب لن تختلف كثيرًا عما كانت عليه من ذي قبل فيما يتعلق بالوضع في سوريا في تقديري.

محطات بارزة

من الطب إلى العمل السياسي والعام وحتى رئاسة الحكومة المؤقتة محطات بارزة في مسيرتك الشخصية. ما هي أبرز المرتكزات التي تحدد تحركاتك في العمل العام وكذا سياستكم في الحكومة؟

مرَّ نحو 155 يومًا تقريبًا منذ أن تم تكليفي برئاسة الحكومة، قبل ذلك وبالتحديد في شهر أبريل 2011 بدأت العمل العام، كنت جراح قلب وعملت في دمشق ومشافيها، وكان لي كتابان وكنت على وشك نشر الثالث وكذلك عشرة بحوث لكن ذلك كله توقف عقب أن انضممت إلى المعارضة ضد النظام في استخدامه للعنف في 2011 في درعا ودوما واللاذقية آنذاك، فخرجت للعمل العام في المشافي الميدانية على مستوى ريف دمشق والغوطة وبدأنا في تشكيل «المجالس المحلية»، كما شاركت في تأسيس الائتلاف السوري المعارض، لكن لم يكن العمل السياسي مرض لي من خارج سوريا، فعدت إلى المناطق الشمالية وأسست عدة مشافٍ ومعهدًا للتعليم. يقيني أن التعليم هو أساس عودة بناء البلد، عملت بعدها عميدًا لكلية الطب (التي تديرها المعارضة) إلى أن كلفت برئاسة الحكومة المؤقتة. على المستوى الشخصي، أريد أن أعود لعملي والجامعة وأن أبتعد عن العمل السياسي خلال المرحلة المقبلة بعد سقوط الأسد.

470

بلغت فاتورة الحرب السورية أرقاماً صادمة في عدد القتلى وصلت بحسب المركز السوري لأبحاث السياسات إلى 470 ألفاً.

وذكر التقرير أن نحو 5 في المئة من سكان البلاد قتلوا من جراء الصراع منذ مارس 2011، في حين يقدر عدد الجرحى بنحو 1.9 مليون إنسان، فضلاً عن انخفاض متوسط العمر المتوقع عند الولادة من 70 في 2010 إلى 55 في عام 2015، لافتاً إلى أن التقارير تقدر الخسائر الاقتصادية في البلاد بنحو 255 مليار دولار.

ويشير التقرير إلى أن نحو 400 ألف قتيل من مجموع 470 ألفاً قتلوا كنتيجة مباشرة للعنف، في حين قتل الـ70 ألفاً الآخرون نتيجة عدم وجود خدمات صحية كافية، ونقص الغذاء والمياه النظيفة والصرف الصحي، بالإضافة إلى عدم توافر السكن الملائم.حلب – الوكالات

2.1

أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) العام الماضي أن 2.1 مليون طفل سوري في سن الدراسة (5 ـ 17 عاماً) لا يذهبون إلى المدارس، كما أن 600 ألف آخرين، من أطفال سوريا يعيشون كلاجئين في المناطق المجاورة، هم أيضاً خارج المدارس.

وأشارت «يونيسيف» إلى خشيتها أنه من دون تعليم ستكبر أجيال من الأطفال، الذين يعيشون في البلدان المتأثرة بالنزاعات والكوارث الطبيعية والفقر المدقع، لم تتمكن من تحصيل المهارات التي تحتاجها للمساهمة في بناء بلدانها والنهوض باقتصاداتها، مما سيؤدي بدوره إلى تفاقم الأوضاع السيئة أصلاً لملايين الأطفال وأسرهم.

وأضحت أن هناك آثاراً سلبية يدفع ضريبتها الطفل السوري، نتيجة الحرب والأزمة المستمرة بالبلاد منذ نحو ست سنوات.جنيف - الوكالات

5.8

ناهز عدد المسجلين من اللاجئين السوريين، بحسب المفوضية العليا للاجئين، نحو 5.8 ملايين سوري، واحتلت تركيا المرتبة الأولى بين الدول التي تقبلهم باستقبالها ما لا يقل عن مليون و900 ألف لاجئ توزعوا في مخيمات عدة في محافظة هاتاي.

واحتل لبنان المرتبة الثانية بين دول الجوار واستقبل نحو1.7 مليون لاجئ توزعوا في مخيمات عديدة في عكار والبقاع. واستقبل الأردن ما لا يقل عن 1.4 مليون لاجئ، مكث أغلبهم في مخيم الزعتري والمفرق، أما العراق فاستقبل أكثر من 500 ألف لاجئ توزعوا في مناطق عديدة. في حين استضافت دول المغرب العربي في كل من ليبيا والجزائر والمغرب ما لا يقل عن 40 ألف لاجئ سوري.جنيف – الوكالات

ــ سياسة ترامب حول سوريا لن تختلف كثيراً عما كانت عليه في عهد أوباما

ــ التعليم أهم أنشطتنا ونقص الموارد المالية والدعم أبرز العقبات

ــ تم قصف 4 مقرات للحكومة وقتل 10 وزراء لكننا مستمرون في العمل

ــ نستطيع إعادة بناء سوريا.. والعودة للاستقرار تحتاج سنوات

Email