وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمالي إفريقيا

توبياس إلوود لـ «البيان»: ندرك دور إيران السلبي في المنطقة

■ توبياس إلوود خلال الحوار مع «البيان»

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمالي إفريقيا توبياس إلوود انه على ايران أن تقوم بدور اكثر مسؤولية تجاه جيرانها بالمنطقة، موضحاً في حوار اجرته معه «البيان» في العاصمة البحرينية المنامة، أن بريطانيا على دراية تامة بكل التحفظات التي عبرت عنها دول الخليج في ما يتعلق بالسياسات الإيرانية الحالية وتأثيرها السلبي على المنطقة. وفي ما يخص الأحاديث المتداولة اعلامياً عن قلق الغرب من إدارة بوتين، وأكد أن الغرب لا يخشى بوتين وادارته.

نسمع يومياً عن التهديدات الإيرانية المستمرة بالسيطرة وإغلاق مضيق هرمز، ما الذي تستطيع فعله المملكة المتحدة لتخفيف حدة التوتر في هذا الجانب وفي نفس الوقت المحافظة على علاقتها مع دول الخليج في ظل هذه التهديدات؟

ان إيران بعد أن استطاعت أن تتخطى مشكلة ملفها النووي فإننا نتوقع منها أن تكون مسؤولة أكثر في تعاملاتها السياسية الخارجية مع دول الجوار في المنطقة. كما عليها ان تقوم بدور اكثر مسؤولية تجاه جيرانها بالمنطقة، ونحن على دراية تامة بكل التحفظات التي عبرت عنها دول الخليج في ما يتعلق بالسياسات الإيرانية الحالية وتأثيرها السلبي على المنطقة.

لقد قمنا بإعادة افتتاح سفارتنا في طهران وهذا بدوره سوف يسمح لنا بالدخول في محاورات صريحة مع الجانب الإيراني في ما يتعلق بسياسة إيران في المنطقة ومع دول الجوار والتي تعتبر مضرة وغير مفيدة لاستقرار المنطقة، فسفارتنا هي قناة مهمة لنا للتحاور مع إيران.

ولكننا في الوقت ذاته على قدر كبير من الوعي بتحالفنا القائم مع أصدقائنا في دول الخليج العربي وبالمسؤولية الملقاة على عاتقنا للوقوف مع حلفائنا في المنطقة، ومساندتهم في الجانب الدفاعي والأمني في مواجهة جميع التهديدات، سواء كانت تهديدات خارجية من دول، أو تهديدات ناجمة عن التطرف والممارسات المتشددة من الجماعات المتطرفة.

المملكة المتحدة تطمح إلى الاستثمار في المجال العسكري البحري والجوي والأرضي في منطقة الخليج، وهذا يتضمن التدريب العسكري والأمني لزيادة كفاءة الأجهزة الأمنية، والهدف من هذا كله أن تشعر دول الخليج بالأمن على حدودها وسيادتها، وأن تكون متأكدة من أن المملكة المتحدة ستقف معها دائماً.

كيف ترى مستقبل مدينة الموصل والعراق بشكل عام بعد تفكك تنظيم داعش وضعفه؟

لقد كنا وما زلنا منهمكين في تدريب القوات العراقية لكي يستطيع العراقيون بأنفسهم تحرير هذه المدينة ولكن النقطة الرئيسية هنا ليست مجرد تحرير المدينة ولكن ماذا سوف يحدث بعد تحرير المنطقة؟

علينا أن نفهم أن هناك أصواتاً سنية معتدلة، وهذه الأصوات قد تشعر بالتهميش السياسي ولذا فإن علينا أن نتأكد من أن هذه الأصوات لها التمثيل السياسي الذي تستحقه وخصوصاً في التمثيل السياسي في بغداد، وإلا فإن الوضع المتأزم سوف يتكرر مرة أخرى.

دور أميركي

هل تعتقد أن الفراغ الذي تركته الولايات المتحدة الأميركية بعد تقليص دورها العسكري والسياسي في منطقة الخليج سوف يسمح للمملكة المتحدة بلعب دور أكبر في المنطقة؟

أميركا كقوة عظمى على مستوى العالم لا يزال لها دور مهم يجب أن تلعبه في المنطقة، فهي كعضو دائم في الأمم المتحدة لديها مسؤولية كبيرة كما هي مسؤولية المملكة المتحدة وباقي الدول الأعضاء لتعزيز الاستقرار في المنطقة أو في أي مكان في العالم. ولكنك طرقت نقطة مهمة.

ونحن في المملكة المتحدة لدينا علاقات تاريخية في المنطقة، وهي علاقات مبنية على الثقة والصداقة والتجارة، فهي مبنية على أسس وطيدة وهذا يعني أن نستطيع التحدث بحرية وصراحة مع حلفائنا في المنطقة، وتقديم الدعم الأمني لهم في حالة وجود أية تهديدات.

وعلى هذا فإني أرى أن هناك دوراً مهماً للمملكة المتحدة لتستمر في تأدية دورها في المنطقة ولدينا الأمل في المحافظة على التزاماتنا في ما يتعلق بأمن منطقة الخليج وازدهارها.

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب قطع خلال حملته الانتخابية وعوداً تتعلق بالشرق الأوسط، هل تعتقد أنه سوف يقوم بتنفيذ هذه الوعود؟

أستطيع أن أقول إن دونالد ترامب هو شخص سياسي وأداء الشخص السياسي خلال حملته الانتخابية سوف يتم تقييمه من قبل المنتخبين، ما نستطيع أن نفعله الآن هو أن نعمل مع أميركا للمساعدة على استقرار منطقة الشرق الأوسط، وأميركا هي لاعب رئيسي عالمي وعليها كما على المجتمع الدولي مواصلة التزامهم تجاه تحقيق الاستقرار العالمي.

فهذه التحديات التي نواجهها في المنطقة كمجتمع دولي سبق أن واجهناها في أميركا في أحداث سبتمبر على سبيل المثال، أو في أحداث بروكسل، أو باريس كهجمات شارلي أبيدو وغيرها، ولهذا فإننا نطمح إلى أن الإدارة الأميركية الجديدة ستعمل جماعياً مع المجتمع الدولي لمواجهة هذه التحديات.

كيف ترون المستقبل في سوريا، ونحن نرى الناس تموت يومياً في هذا البلد؟

نبذل ما في وسعنا في ما يتعلق بالشأن السوري. ولقد قمنا بتنظيم مؤتمر في لندن مؤخراً لجمع المساعدات المالية من منطلق انساني لدعم السوريين، ولكننا في النهاية نحتاج إلى حل سياسي دائم، ونحتاج إلى أن نرى تنسيقاً يضمن إزاحة الرئيس بشار الأسد.

ونرى أن الروس هم أكثر الأطراف قدرة على تحقيق هذا الهدف المنشود، فلديهم الفرصة لممارسة الضغوط على الأسد، ونحن نعلم أنهم لم يفعلوا هذا.

لقد حاولنا استخراج قرار دولي من الأمم المتحدة ولكن الروس استخدموا حق الفيتو لنقض هذا القرار، ونحن الآن في عمل دؤوب ونقاش مستمر مع اطراف عدة، فمثلاً اقترح الكنديون التصويت لقرار بهذا الشأن في الجمعية العمومية للأمم المتحدة.

بوتين

هل تخشى أوروبا من إدارة الرئيس بوتين؟

كلا لا أعتقد أننا نخشى إدارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ولكنك عندما تتعامل مع طرف يصعب التنبؤ بقراراته فعليك اتخاذ الخطوات الضرورية اللازمة للتعامل مع هذا الطرف ولقد رأينا ما فعلته روسيا في دول مثل أوكرانيا ودول أخرى ولهذا فإن المملكة المتحدة وحلفاءها في «الناتو» تتعامل بالطريقة المناسبة مع روسيا.

علاقات

عبر وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمالي إفريقيا توبياس إلوود عن سعادته بالزيارة الأخيرة التي قام بها إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، وقال «كانت زيارة مثمرة أكدنا فيها العلاقة الوطيدة التي تربط المملكة المتحدة بالإمارات العربية المتحدة وهذه العلاقة لا تقتصر على التنسيق الدفاعي والأمني والطاقة فقط، وإنما تتعدى ذلك لتشمل مجالات أخرى كالصحة والتعليم واللغات، وهذا ما يجسد عمق التعاون بين البلدين ومدى توسع هذا التعاون عبر السنوات الأخيرة ليشمل مجالات متنوعة، وهذا ما سيعود بالنفع للبلدين».

Email